بايدن يستعد لإعلان مذبحة الأرمن "إبادة جماعية" وتركيا تحبس أنفاسها

اعتراف الإدارة الأميركية من المتوقع أن يغضب أنقرة رغم عدم وجود عواقب قانونية لهذا التصنيف.
الخميس 2021/04/22
كشف حقيقة الإرث العثماني لأردوغان

واشنطن –  يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن للاعتراف بالمجازر التي طالت 1.5 مليون أرمني خلال الحرب العالمية الأولى على يد الإمبراطورية العثمانية باعتبارها "إبادة جماعية".

ومن شأن هذا الإجراء أن يشير إلى أن الالتزام الأميركي بحقوق الإنسان يفوق خطر زيادة توتر التحالف الأميركي مع تركيا التي ترفض بشدة هذا التصنيف، رغم أن العشرات من الدول الأخرى وبينها فرنسا وروسيا قد تبنته.

وذكرت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" أنه من المقرر أن يعلن بايدن تصنيف المجازر "إبادة جماعية" السبت في الذكرى الـ106 لعمليات القتل الجماعي التي بدأت عام 1915، عندما كانت الإمبراطورية العثمانية تقاتل روسيا القيصرية خلال الحرب العالمية الأولى في المنطقة التي هي الآن أرمينيا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في مؤتمر صحافي  الأربعاء إنه من المرجح أن يكون لدى البيت الأبيض "المزيد ليقوله" بشأن هذه القضية السبت، لكنها امتنعت عن الإدلاء بأي تفاصيل في هذا الأمر.

وتحبس تركيا أنفاسها في انتظار خطاب الرئيس الأميركي بشأن المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن على أيدي الدولة العثمانية بين عامي 114 – 1918.

ويعد الأسبوع الأخير من أبريل أسبوعا حرجا للدبلوماسيين الأتراك، وخاصة السفراء الموجودين في بلدان تدين المجاز التي تعرض لها الأرمن. 

وبهذه الخطوة سيكون بايدن أول رئيس أميركي يصف المجازر بأنها إبادة، وعلى الرغم من عدم وجود عواقب قانونية لهذا التصنيف، إلا أنه سيغضب أنقرة التي تصر على عدم وجود إبادة وأن الطرفين ارتكبا فظائع خلال الحرب.

ويضغط المشرعون والنشطاء الأرمن - الأميركيون على بايدن للإعلان في ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن أو قبل ذلك.

وكان أكثر من 100 عضو في الكونغرس على رأسهم آدم شيف الرئيس الديمقراطي للجنة المخابرات في مجلس النواب، قد بعثوا برسالة إلى بايدن يحضونه فيها على الوفاء بتعهده بالاعتراف بالإبادة خلال حملته الانتخابية.

وسبق أن اعترف الكونغرس الأميركي رسميا بالمجازر على أنها إبادة جماعية في ديسمبر 2019 في تصويت رمزي.

وقالت الرسالة "على مدى عقود بينما يعترف القادة في جميع أنحاء العالم بأول إبادة جماعية في القرن العشرين حافظ رئيس الولايات المتحدة على صمته".

وأضافت "سيدي الرئيس، كما قلت العام الماضي في بيانك الصادر في 24 أبريل إن 'الصمت تواطؤ'. والصمت المخزي لحكومة الولايات المتحدة بشأن الحقيقة التاريخية للإبادة الجماعية للأرمن استمر مدة طويلة جدا ويجب أن ينتهي".

والعام الماضي، أحيا بايدن كمرشح يوم الذكرى بالتعهد بأنه في حالة انتخابه سيعترف بالإبادة الجماعية للأرمن من عام 1915 إلى عام 1923، قائلا "الصمت تواطؤ"، لكنه لم يقدم جدولا زمنيا للوفاء بالوعد.

وبدأت العلاقة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والتركي رجب طيب أردوغان بداية فاترة، بعد أكثر من 3 أشهر من رئاسته، حيث لم يتحدث بايدن معه بعد.

وتنفي تركيا بشدة الاتهامات بارتكاب إبادة، وتقول إنّ أرمنا وأتراكا قتلوا نتيجة للحرب العالمية الأولى، وتعترض على حجم الأرقام الواردة، كما ترى أن عمليات القتل لم تكن مدبرة أو ممنهجة لتتوافق مع مصطلح "الإبادة الجماعية".

وبعد أن وافق البرلمان الهولندي على اقتراح في فبراير يحض الحكومة على الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، اعتبرت تركيا أن هذه الخطوة "تهدف إلى إعادة كتابة التاريخ بالاستناد إلى دوافع سياسية".

وخشية أن يستغل بايدن خطابه السبت للاعتراف بالإبادة الجماعية، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مقابلة هذا الأسبوع، إن "البيانات دون التزامات قانونية لن تكون لها أي فائدة، لكنها سوف تضر بالعلاقات، وإذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تجعل العلاقات أكثر سوءا، فإن هذا القرار يعود لها".