بايدن يحدّد موعد نهاية "المهمّة القتالية" للأميركيين في العراق

الرئيس الأميركي يؤكد خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي أن تعاون واشنطن مع بغداد في محاربة الإرهاب سيستمر.
الثلاثاء 2021/07/27
استمرار دعم العراق استخباراتيا

واشنطن – وقع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين اتفاقا ينهي رسميا المهمة القتالية الأميركية في العراق بحلول نهاية 2021، لكن القوات الأميركية ستظل تعمل هناك في دور استشاري.

ويأتي الاتفاق في وقت حسّاس سياسيا بالنسبة للحكومة العراقية وقد يشكل دعما لبغداد. ويواجه الكاظمي ضغطا متزايدا من الأحزاب المتحالفة مع إيران والفصائل المسلحة التي تعارض الدور العسكري الأميركي في البلاد.

واجتمع بايدن والكاظمي في المكتب البيضاوي في أول مباحثات مباشرة بينهما، في إطار حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق.

وقال بايدن للصحافيين خلال اجتماعه مع الكاظمي "لن نكون مع نهاية العام في مهمّة قتاليّة" في العراق، لكنّ "تعاوننا ضدّ الإرهاب سيتواصل حتّى في هذه المرحلة الجديدة التي نبحثها".

وأوضح أنّ "دور" العسكريّين الأميركيّين في العراق سيقتصر على "تدريب" القوّات العراقيّة و"مساعدتها" في التصدّي لتنظيم داعش، من دون إعطاء أيّ جدول زمني أو مؤشرات في ما يتعلّق بالعديد.

ولفت بايدن إلى أن "الشراكة الأميركية العراقية مستمرة، وإدارتي ملتزمة بها"، مضيفا "نرغب في استمرار دعم العراق استخباراتيا".

ويوجد في الوقت الراهن 2500 جندي أميركي في العراق تتركز مهامهم على التصدي لفلول تنظيم داعش. وسيتغير الدور الأميركي في العراق بالكامل، ليقتصر على التدريب وتقديم المشورة للجيش العراقي للدفاع عن نفسه.

وليس من المتوقع أن يكون لهذا التحول تأثير كبير، لأن الولايات المتحدة بدأت تركز بالفعل على تدريب القوات العراقية.

من جانبه، أعرب الكاظمي عن سعادته باستمرار التعاون بين بغداد وواشنطن، لافتا إلى أن "علاقات البلدين لها جوانب عديدة صحية وثقافية وغيرها".

وأضاف أن "الشراكة مع الولايات المتحدة استراتيجية، والعلاقة أقوى من أي وقت مضى".

ويأتي اتفاق إنهاء المهمة القتالية في العراق بعد قرارات بتنفيذ انسحاب غير مشروط من أفغانستان وإنهاء المهمة العسكرية الأميركية هناك بحلول نهاية أغسطس.

وبهذا يمضي الرئيس الديمقراطي لإنهاء المهام القتالية الأميركية رسميا في الحربين اللتين بدأهما الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش قبل نحو عقدين من الزمن.

وغزا تحالف تقوده الولايات المتحدة العراق في مارس 2003 بناء على اتهامات بأن حكومة صدام حسين تمتلك أسلحة دمار شامل. وأطيح بصدام من السلطة، لكن لم يعثر على مثل تلك الأسلحة قط.

وفي السنوات الأخيرة، تركزت المهمة الأميركية على المساعدة في هزيمة متشددي تنظيم داعش في العراق وسوريا.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية للصحافيين قبيل زيارة الكاظمي "لن يعلن أحد أن المهمة أُنجزت. الهدف هو الهزيمة الدائمة لداعش".

وأعادت هذه الإشارة إلى الأذهان لافتة كُتبت عليها عبارة "المهمة أُنجزت" على حاملة الطائرات أبراهام لينكولن، حيث ألقى بوش خطابا أعلن فيه انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق في الأول من مايو 2003.

وأضاف المسؤول "إذا نظرت إلى حيث كنا، عندما كانت لدينا طائرات هليكوبتر أباتشي في القتال، وعندما كانت لدينا قوات خاصة أميركية تقوم بعمليات منتظمة، فهذا تطور مهم. لذلك بحلول نهاية العام، نعتقد أننا سنكون في مكان جيد حقا للانتقال رسميا إلى دور تقديم المشورة وبناء القدرات".

وتعرض دبلوماسيون وقوات أميركية في العراق وسوريا لثلاث هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة هذا الشهر. ويعتقد محللون أن الهجمات جزء من حملة تشنها فصائل مدعومة من إيران.

ولم يذكر المسؤول الكبير بالإدارة عدد القوات الأميركية التي ستبقى على الأرض في العراق لتقديم المشورة والتدريب.

وامتنع الكاظمي أيضا عن التكهن بشأن انسحاب أميركي في المستقبل، وقال إن مستويات القوات ستحدّدها مراجعات فنية.

ويُنظر إلى الكاظمي على أنه صديق للولايات المتحدة، وهو يحاول تحجيم نفوذ الفصائل المتحالفة مع إيران. لكن حكومته أدانت الغارة الجوية الأميركية على مقاتلين متحالفين مع إيران على طول حدود العراق مع سوريا في أواخر يونيو، ووصفتها بأنها انتهاك للسيادة العراقية.

وأكد الكاظمي في تصريحات لمجموعة صغيرة من الصحافيين بعد المحادثات، أن حكومته مسؤولة عن الرد على مثل تلك الهجمات. واعترف بأنه تواصل مع طهران للتعامل معها.

وقال إن العراق يتحدث مع الإيرانيين وآخرين في محاولة لوضع حدّ لتلك الهجمات.

وتخطط الولايات المتحدة لتزويد العراق بنصف مليون جرعة من لقاح فايزر/بيونتك للوقاية من كوفيد - 19 في إطار برنامج كوفاكس العالمي لتوزيع اللقاحات.

وقال بايدن إن من المتوقع وصول هذه اللقاحات في غضون أسبوعين.

وستقدم الولايات المتحدة 5.2 مليون دولار للمساعدة في تمويل بعثة للأمم المتحدة لمراقبة الانتخابات التي ستُجرى في أكتوبر في العراق.

وقال بايدن "نتطلع إلى أن نشهد انتخابات (في العراق) في أكتوبر".