بايدن يثير غضب نواب ديمقراطيين لتخطيه الكونغرس في صفقة قذائف لاسرائيل

السيناتور الديمقراطي تيم كين يطالب بتفسير علني لقرار تخطي الكونغرس في بيع أسلحة للدولة العبرية معتبرا أن تجاوزه دون داع يعني إبقاء الشعب الأميركي في الظلام.
الأحد 2023/12/31
بيع أسلحة لإسرائيل دون مراجعة الكونغرس يقوّض الشفافية

واشنطن – أثار تخطي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس للمرة الثانية خلال شهر للموافقة على صفقة بيع أسلحة إلى إسرائيل، مستخدمة "صلاحية الطوارئ" حفيظة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي الذين طالبوا بتفسير لهذا القرار معتبرين أنه يضع الشعب الأميركي في الظلام.

فقد انتقد السيناتور تيم كين الديمقراطي من ولاية فرجينيا، ما قال إنه تحايل وزارة الخارجية على الكونغرس في موافقتها على بيع أسلحة بقيمة 147.5 مليون دولار لإسرائيل.

وطالب كين، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بتفسير علني للأساس المنطقي وراء هذا القرار، الذي هو الثاني من نوعه هذا الشهر، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أنها وافقت "بشكل طارئ"، من دون المرور بالكونغرس، على بيع ذخائر مدفعية لإسرائيل بقيمة 147.5 مليون دولار.

ويعارض السيناتور كين وغيره من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ مبيعات الأسلحة التي تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي والتي تترافق مع تجنب تمريرها عبر الكونغرس.

وقال كين في بيان "مثلما يلعب الكونغرس دورا حاسما في جميع شؤون الحرب والسلام، يجب أن يكون للكونغرس رؤية كاملة بشأن الأسلحة التي ننقلها إلى أي دولة أخرى. إن تجاوز الكونغرس دون داع يعني إبقاء الشعب الأميركي في الظلام".

ومن جانبه، قال السيناتور الديمقراطي، كريس فان هولن، إن قرار الإدارة الأميركية "بتقليص ما هو بالفعل إطار زمني سريع لمراجعة الكونغرس يقوض الشفافية ويضعف المساءلة".

وكان هولن قد كتب مقالا في "واشنطن بوست" مطلع ديسمبر دعا فيه إسرائيل إلى خوض "حرب عادلة ضد حماس".

وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية في بيان إن إسرائيل طلبت إضافة صمامات ومفجرات وقذائف عيار 155 ملم إلى طلب البيع السابق، ما يزيد كلفته الإجمالية المقدرة من 96.5 مليون دولار إلى 147.5 مليون دولار ويتطلب إخطارا جديدا.

وقال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إن "هناك حالة طوارئ تتطلب هذا البيع الفوري للحكومة الإسرائيلية"، ما يتيح عدم عرض الطلب على الكونغرس ليراجعه، بحسب البيان الذي أكد أن الذخائر ستأتي من مخزونات الجيش الأميركي.

وجاء في البيان أن "إسرائيل ستستخدم القدرة المعززة لردع التهديدات الإقليمية وتعزيز دفاعاتها"، مضيفا أنه "يتعين على كل الدول استخدام ذخائر تتوافق مع القانون الإنساني الدولي".

وكانت واشنطن قد وافقت بشكل طارئ أيضا، في 9 ديسمبر، على بيع إسرائيل ما يقرب من 14 ألف قذيفة دبابة عيار 120 ملم لاستخدامها في حربها ضد حماس في قطاع غزة، بحسب وكالة فرانس برس.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه "يقدر الخطوة الأميركية بإرسال الأسلحة".

ورأى خبير الأسلحة السابق في وزارة الخارجية الأميركية، جوش بول، في تصريح للصحيفة أن "قرار بلينكن بإطلاق هذه الذخائر غير الموجَّهة تُمكِّن إسرائيل من مواصلة نوع العمليات في غزة التي أدت إلى مقتل الكثير من الفلسطينيين".

وأضاف بول الذي كان قد استقال في أكتوبر الماضي احتجاجا على سياسة الإدارة الأميركية تجاه حرب غزة "بينما تفكر إسرائيل في تصعيد الصراع ضد حزب الله في لبنان، وهي خطوة يقول مسؤولون أميركيون إنهم يعارضونها، فإن نقل الأسلحة يعني أن المسؤولين الإسرائيليين لن يضطروا إلى اتخاذ خيارات صعبة بشأن المتطلبات الدفاعية".

وأكد أن ما يحدث "أمر مخز وجبان ويجب بصراحة أن يقلب معدة أي إنسان محترم".

وتأتي عملية البيع في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل هجومها على قطاع غزة. وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة إلى أدنى حد ممكن ودعتها إلى تخفيف وتيرة الحرب في الأسابيع المقبلة.

ونزح جميع سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب الهجمات المدمرة التي تشنها إسرائيل منذ 12 أسبوعا في أعقاب هجوم حركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر، الذي تقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حماس إن الهجمات الإسرائيلية أودت بحياة ما لا يقل عن 21672 فلسطينيا وإصابة ما يزيد على 56 ألفا فضلا عن فقدان آلاف آخرين تحت أنقاض المباني المدمرة.

وأعلنت إسرائيل أن 172 من أفراد جيشها قتلوا في المعارك في غزة.