بايدن يتفادى الحديث عن احتجاجات الجامعات لحسابات انتخابية

واشنطن - لم يتحدث الديمقراطي جو بايدن البالغ 81 عاما والذي سيواجه الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم، علنا إلا مرة واحدة وباقتضاب عن التظاهرات في الجامعات الأميركية المؤيدة للفلسطينيين والتي بدأت تكبر ككرة الثلج وتعيد للأذهان تلك المظاهرات الطلابية التي شكلت ضغطا على الإدارة الأميركية في عام 1968 خلال حرب فيتنام
وقال بايدن في 22 أبريل ردا على سؤال طرحه أحد الصحافيين "أدين مظاهر معاداة السامية. وأدين أيضا أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث للفلسطينيين".
ويلتزم الرئيس الأميركي الصمت بشكل شبه كامل إزاء التعبئة الطلابية في العديد من الجامعات ضد الحرب في غزة، متجنبا حتى الآن الحديث عن هذا الموضوع الذي من شأنه أن يقوض حملته الانتخابية.
ومنذ ذلك الحين، التزم الصمت وسط صدامات بين الطلاب والشرطة التي أوقفت المئات في الجامعات في أنحاء البلاد، وهو ما لاحظه دونالد ترامب.
وقال رجل الأعمال البالغ 77 عاما خلال تجمع الأربعاء "هناك بلبلة كبيرة في بلادنا، وهو لا يقول شيئا". ودعا رؤساء الجامعات إلى "استرداد الحرم الجامعي" ووصف المتظاهرين في جامعة كولومبيا في نيويورك بأنهم "مجانين مسعورون ومتعاطفون مع حماس".
من جهتها، أدانت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأربعاء "النسبة الصغيرة من الطلاب الذين يسببون الفوضى" بعد ليلة من الاشتباكات والاعتقالات في بعض الجامعات.
وتابعت كارين جان بيار "للطلاب الحق في الذهاب إلى الفصل والشعور بالأمان"، مضيفة "يجب علينا إدانة معاداة السامية"، لكنها أقرّت أن الحرب في غزة "لحظة مؤلمة"، مؤكدة أن جو بايدن يدعم الحق في الاحتجاج السلمي.
ويرى أليكس كينا أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا كومنولث يونيفرسيتي، أن "الاحتجاجات وضعت بايدن في موقف حساس لأنه اعتمد كثيرا للفوز في عام 2020 على الشباب وعلى المسلمين والأميركيين من أصل عربي".
لكن جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأميركي وهي منظمة تمثل الأميركيين من أصول عربية، يقدّر أن البيت الأبيض "على ما يبدو مقتنع بأنه سيصمد أمام هذه العاصفة وسينتصر رغم كل شيء على دونالد ترامب في نوفمبر وهذا سوء تقدير خطير".
ومنذ بداية الحرب الأخيرة في غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، كان جو بايدن هدفا لانتقادات شديدة بسبب دعمه غير المشروط للدولة العبرية.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته جامعة هارفارد في منتصف أبريل الماضي، أنه يحظى بأفضلية بين الأميركيين تحت سن الثلاثين: 45 في المئة من نوايا التصويت مقابل 37 في المئة لدونالد ترامب، بفارق ثماني نقاط مئوية، لكن هذه النسبة أدنى بكثير مما كانت عليه قبل أربع سنوات، ففي ربيع عام 2020 كان الديمقراطي يتقدم بـ23 نقطة على خصمه الجمهوري.
ومن الممكن أن يستعيد الرئيس الأميركي رضا بعض الناخبين الشباب بحلول شهر نوفمبر إذا تم التوصل إلى اتفاق بين حماس والسلطات الإسرائيلية بشأن وقف إطلاق النار وتبادل رهائن محتجزين في غزة بأسرى فلسطينيين.
ويرى أليكس كينا أن ذلك "سيكون أمرا جللا ويساهم ربما في وضع حد لبعض الاحتجاجات واستعادة الاستقرار" في الجامعات.
وتضغط الإدارة الأميركية منذ أسابيع من أجل التوصل إلى اتفاق. ورأى وزير الخارجية أنتوني بلينكن في إسرائيل الأربعاء أن حماس "يجب أن تقول نعم" لمقترح الهدنة الأخير المقدم لها.
وإذا فشل الاتفاق واستمرت الاحتجاجات في الجامعات، فسوف يعقد الديمقراطيون مؤتمرهم في ظل توتر شديد للغاية هذا الصيف. ومن المنتظر أن يرشح الحزب جو بايدن رسميا في أغسطس في شيكاغو.
وفي عام 1968، انعقد في المدينة مؤتمر ديمقراطي سادته الفوضى على خلفية التظاهرات ضد حرب فيتنام، بعد فترة وجيزة من تخلي الرئيس المنتهية ولايته ليندون جونسون عن الترشح. وحينذاك، نأى طالب القانون جو بايدن بنفسه عن الاحتجاجات.
وفي كتاب نشره عام 2007، يستذكر رؤيته طلابا يحتلون مبنى في جامعته في سيراكيوز (شمال شرق البلاد) وتعليقه "انظر إلى هؤلاء الحمقى"، مضيفا "إلى تلك الدرجة كنت بعيدا عن الحراك المناهض للحرب".