بايدن يتعهد بتوحيد الولايات المتحدة في الداخل وجعلها محترمة في الخارج

الرئيس الأميركي المنتخب يعلن تشكيل خلية أزمة لمواجهة وباء كوفيد - 19 اعتبارا من الاثنين.
الأحد 2020/11/08
بايدن في أول خطاب بعد فوزه في الانتخابات

واشنطن - تعهد جو بايدن الذي كان برفقة نائبه كامالا هاريس في أول خطاب له كرئيس منتخب للولايات المتحدة الأميركية في مدينة ديلاوير ليل السبت الأحد، أن "يكون رئيسا يجمع ولا يقسم" الأميركيين، وأن يجعل بلاده "محترمة في العالم مجددا"، معلنا في الوقت نفسه عن "تشكيل اعتبارا من الاثنين المقبل خلية أزمة لمواجهة وباء كوفيد - 19"، شاكرا كل الأميركيين الذين منحوه "فوزا راسخا" بالانتخابات الرئاسية على حد تعبيره.

 وقال بايدن (77 عاما) في خطاب إعلان النصر، متوجّها إلى أنصاره الذين احتشدوا بسيّاراتهم في الهواء الطلق في مسقط رأسه ويلمنتغون بولاية ديلاوير "أيّها الأصدقاء، شعب هذه الأمّة قال كلمته. لقد أعطانا فوزا صريحا، فوزا راسخا".

وأضاف "حان وقت الشفاء في أميركا (...) أتعهّد أن أكون رئيسا لا يسعى إلى التقسيم بل إلى التوحيد"، في تناقض مع السياسة التي انتهجها ترامب طوال السنوات الأربع الماضية.

وأقرّ بايدن بأنّ أنصار ترامب أصيبوا بخيبة أمل من جرّاء فوزه، قال "هؤلاء ليسوا أعداءنا. إنّهم أميركيّون".

وأضاف "فلتبدأ هنا اليوم نهاية عصر الشيطنة هذا في أميركا"، متابعا "سعيتُ إلى هذا المنصب لاستعادة روح أميركا، وإعادة بناء العمود الفقري لهذه الأمة، ألا وهو الطبقة الوسطى، ولجعل أميركا محترمة في العالم مجدّدا".

صورة

وبدا بايدن مفعما بالنشاط في خطابه، إذ وصل مهرولا إلى المنصّة ليتناول الكلام من نائبه كامالا هاريس التي سبقته إلى الكلام، واصفة انتخابه بأنّه بزوغ فجر جديد لأميركا.

وقالت هاريس "في وقت كانت ديمقراطيتنا نفسها على المحكّ في هذه الانتخابات، وروح أميركا على المحكّ أمام عيون العالم أجمع، فقد دشّنتم يوما جديدا لأميركا".

وهاريس (56 عاما) هي أوّل امرأة تُنتخب نائبا لرئيس أميركي، وقد أكّدت في خطابها السبت أنّها "لن تكون الأخيرة" التي تشغل هذا المنصب، موجّهة التحيّة إلى "أجيال النساء" اللواتي "مهّدن الطريق" لها.

وعلى وقع تصفيق المناصرين الذين أطلقوا العنان أيضا لأبواق سيّاراتهم، قالت السناتورة عن ولاية كاليفورنيا "ربّما أكون أوّل امرأة في هذا المنصب، لكنّي لن أكون الأخيرة".

وأضافت "لأنّ كلّ فتاة صغيرة تشاهد الليلة ترى أنّ في هذا البلد الأمور ممكنة"، متعهّدة بالعمل في سبيل "استئصال العنصريّة المنهجيّة".

لكن على غرار بايدن، وجّهت نائب الرئيس المُنتخب نداء إلى لمّ الشّمل والوحدة، قائلة إنّ الأميركيّين "انتخبوا رئيسا يمثّل أفضل ما فينا".

صورة

وشكّل اعتلاء هاريس المنصّة بحدّ ذاته علامة قويّة على الدور البارز الذي أسنده إليها بايدن، إذ غالبا ما يُفضّل الفائزون بالرئاسة أن يكون خطاب إعلان النصر مناسبة محصورة بهم لا تسلّط فيها الأضواء إلا عليهم وحدهم، في حين اختار بايدن أن يتشارك المنصّة مع نائبه.

وفي مستهلّ خطابها، استشهدت المدّعية العامّة السابقة بجون لويس، أيقونة الدفاع عن الحقوق المدنيّة الذي أصبح لاحقا عضوا في مجلس النواب وتوفي في يوليو. وفي الانتخابات الرئاسيّة، أذهلت ولاية جورجيا الخبراء بتصويت شرائح واسعة فيها لمصلحة بايدن.

كما أشادت هاريس بوالدتها شيامالا غوبالان هاريس التي هاجرت من الهند عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها وتوفّيت في 2009.

وقالت "ربّما لم تتخيّل هذه اللحظة تماما، لكنّها كانت تؤمن بشدّة بأميركا حيث من الممكن عيش لحظة مماثلة. لذا، أنا أفكّر بها وبأجيال النساء - النساء السوداوات والآسيويّات والبيضاوات واللاتينيّات والنساء الأميركيّات الأصليّات على مرّ تاريخ أمّتنا، اللواتي مهّدن الطريق لهذه اللحظة الليلة".

من جهة ثانية، أعلن بايدن أنّه سيُشكّل اعتبارا من الاثنين خليّة أزمة خاصّة بفايروس كورونا المستجدّ، تضمّ علماء وخبراء، لمواجهة التحدّي الأبرز الذي ستجد إدارته نفسها أمامه منذ اليوم الأوّل لولايته.

وقال "سأشكّل الاثنين خليّة تضمّ علماء وخبراء" من أجل العمل على "خطّة تدخل حيّز التنفيذ اعتبارا من 20 يناير 2021".

صورة

وكان بايدن وضع خطّة تقضي بإعداد إستراتيجية وطنيّة "للمضي قدما" في محاربة جائحة كوفيد - 19، من خلال سنّ قانون رئيسي في الكونغرس لتمويل حملة اختبار وطنيّة "ستكون نتائجها متاحة على الفور"، وصناعة منتجات ومعدّات طبية في الولايات المتحدة وجعل وضع الكمامات إجباريا في المباني الفيدرالية وفي وسائل النقل المشترك بين الولايات، وتوفير لقاح مجّاني "للجميع" في المستقبل.

وتسجّل الولايات المتحدة منذ بضعة أيّام فورة في أعداد الإصابات الجديدة بالفايروس. وقد بلغت الحصيلة الوبائيّة اليوميّة الجمعة أكثر من 127 ألف إصابة جديدة.

وأدّت الجائحة إلى وفاة نحو 235 ألف شخص في الولايات المتحدة.

وبايدن الذي يتّهم ترامب بتقويض سلطة خبراء الصحّة في البلاد، وعد خلال الحملة الانتخابيّة بأخذ النصيحة من كبير الأطبّاء أنطوني فاوتشي الذي يحظى باحترام كبير في خليّة أزمة البيت الأبيض الخاصّة بفايروس كورونا. كما وعد بإلغاء مفاعيل القرار الذي اتّخذه ترامب في يوليو وأمر بموجبه بانسحاب الولايات المتحدة من منظّمة الصحّة العالميّة.