بايدن يبدأ جولة خارجية من مصر في خضم انتخابات التجديد النصفي

الرئيس الأميركي سيركز خلال جولته الآسيوية على مكافحة تغير المناخ، والحرب الروسية - الأوكرانية، وتصاعد التوتر مع الصين، ووقف برنامج كوريا الشمالية النووي.
الخميس 2022/11/10
بايدن يسعى للتأكيد على القيادة الأميركية في الخارج وبلاده تتجه نحو حكومة منقسمة

واشنطن - في خضم انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تعيشها الولايات المتحدة، يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس جولة خارجية تستمر أسبوعا تضم مصر وآسيا، يواجه خلالها بعض أكثر القضايا الشائكة في السياسة الخارجية لبلاده، مدعوما بنتائج أفضل من المتوقع للديمقراطيين في صناديق الاقتراع.

وتأتي جولة بايدن الخارجية التي تهدف إلى التأكيد على القيادة الأميركية في الخارج، في وقت تتجه الولايات المتحدة نحو حكومة منقسمة على الأرجح، خصوصا بعد أن بدا ليلة الأربعاء توجه الجمهوريين نحو السيطرة على مجلس النواب، ويستعد الرئيس السابق دونالد ترامب لتقديم عرض رئاسي ثالث، من المحتمل أن يتم الإعلان عنه بينما يكون بايدن على الجانب الآخر من الكوكب.

وصرح مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية بأن من المتوقع أن يذّكر بايدن، في تصريحات غدا الجمعة خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب27" في مصر، الأطراف الموقعة على اتفاقية باريس للمناخ البالغ عددها 196، بضرورة التركيز على هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض في نطاق 1.5 درجة مئوية.

وقال المسؤولون إن من المتوقع أن يناقش في كلمته وفي اجتماعات ثنائية شراكة واشنطن مع الدول النامية لخفض الانبعاثات، من خلال الاستفادة من شراكات القطاعين العام والخاص وجهود الولايات المتحدة لإزالة الكربون من قطاعات مثل الشحن، والتعهد بخفض انبعاثات الميثان.

وقال مسؤولو الإدارة إن بايدن سيعقد خلال زيارته لمصر اجتماعا ثنائيا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، و"ستحتل حقوق الإنسان مكانة بارزة في تلك المناقشات".

وأثارت الولايات المتحدة "مخاوف متكررة" بشأن الناشط المسجون علاء عبدالفتاح، الذي جذبت قضيته اهتماما عالميا، إذ تدهورت صحته خلال إضراب عن الطعام لأكثر من 200 يوم.

وقال أحد المسؤولين إن بايدن "سيواصل حث الحكومة المصرية على إطلاق سراح السجناء السياسيين وإجراء إصلاحات قانونية تتعلق بحقوق الإنسان".

وبعد المشاركة في قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب27" في مصر الجمعة، يسافر بايدن لحضور اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" وقمة شرق آسيا في كمبوديا في الثاني عشر والثالث عشر من نوفمبر، كما سيشارك في الاجتماع السنوي لمجموعة العشرين لأكبر اقتصادات عالمية في إندونيسيا في الرابع عشر والخامس عشر من نوفمبر.

وسيعقد أول اجتماع مباشر مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمة مجموعة العشرين، إذ يأمل في استكشاف "الخطوط الحمراء" لشي والتحدث مع الحلفاء بخصوص معاقبة روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ومناقشة احتواء كوريا الشمالية بعد اختبارها إطلاق العشرات من الصواريخ.

وقالت شبكة "سي.أن.أن" الإخبارية إن الدفاع عن أوكرانيا ومكافحة التغير المناخي سيكونان القضيتين الخارجيتين الأكثر تأثرا بنتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أن في لحظات الاضطراب السياسي الداخلي، غالبا ما لجأ رؤساء الولايات المتحدة إلى السياسة الخارجية، حيث يمكنهم التصرف بوجود قيود أقل من الكونغرس. وكان الرئيس الأسبق باراك أوباما انطلق بجولة خارجية مماثلة في آسيا، حين تعرض الحزب الديمقراطي للخسارة في الانتخابات النصفية لعام 2010.

ووفقا لمسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، فإن القضايا المدرجة على جدول أعمال جولة بايدن، تتضمن ما صرح به للصحافيين الأربعاء.

وقال بايدن الأربعاء إن هدفه هو التعرف بشكل أعمق على أولويات شي ومخاوفه في اجتماع متوقع على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا. وسيناقش أيضا معه مسألة تايوان، وهي من القضايا الخلافية بين البلدين.

وأشار بايدن إلى أنه يريد تحديد "ماهية كل خط من خطوطنا الحمراء"، وفهم ما يعتقد شي بأنه يصب في المصلحة الوطنية للصين، ومناقشة المصالح الأميركية و"تحديد ما إذا كانت تتعارض مع بعضها البعض أم لا".

وكانت بكين وواشنطن تعملان على ترتيب لقاء شخصي بين الزعيمين منذ أن تولى بايدن منصبه في يناير 2021، كما قال مسؤولون أميركيون فيما سبق، لكن على الرغم من تحدثهما عبر الهاتف واجتماعهما عبر الإنترنت، فإن موعدا مثل هذا الاجتماع لم يعلن حتى الآن.

وسيعيد بايدن التأكيد على التزام أميركا تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ ونظام دولي قائم على القواعد في بحر الصين الجنوبي، وسيناقش التجارة وعلاقة الصين مع دول المنطقة.

وتصاعدت التوترات بين البلدين بشأن تايوان، خاصة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي هذا العام.

وقال المسؤولون إن بايدن، الذي يواجه تحديات جديدة في جهود الولايات المتحدة لخنق مصادر التمويل الروسية بعد ثمانية أشهر من غزو موسكو لأوكرانيا، يعتزم على ألا يدخر جهدا في دفاعه عن أوكرانيا، وأن يتصدى لتأثير الحرب على الطاقة والأمن الغذائي في اجتماع مجموعة العشرين.

وذكر بايدن الأربعاء أن المساعدات الأميركية لكييف ستستمر دون انقطاع وأن أي تسوية إقليمية بين البلدين متروكة لأوكرانيا. كما عبر عن أمله في أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استعداد للحديث عن اتفاق لتبادل السجناء محتمل لتأمين الإفراج عن نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر.

وقال مسؤول حكومي إندونيسي إن بوتين لن يحضر قمة مجموعة العشرين شخصيا، لكنه من المقرر أن يشارك في أحد الاجتماعات عبر الإنترنت.

كما دعت إندونيسيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه قال إنه لن يحضر إذا شارك بوتين، ومن المتوقع أن يشارك عبر الإنترنت.

وذكر مسؤول بالبيت الأبيض أن بايدن سيلتقي أيضا برئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول خلال قمة آسيان في كمبوديا في الثالث عشر من نوفمبر، لمناقشة كيفية وقف برنامج كوريا الشمالية النووي.

وقال المسؤول إنهما سيتطرقان إلى "أسلحة الدمار الشامل غير المشروعة وبرامج الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية".