بايدن يؤكد للعاهل الأردني ضرورة خفض التوتر في فلسطين

الرئيس الأميركي يقر بالدور الأساسي للمملكة الأردنية الهاشمية في الإشراف على الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس.
السبت 2022/05/14
ضرورة إيجاد آليات للحدّ من التصعيد بين إسرائيل وفلسطين

عمان - أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة، خلال لقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي يزور واشنطن منذ الثامن والعشرين من أبريل الماضي، ضرورة إيجاد آليات للحد من التصعيد ودعم جهود التهدئة في الأراضي الفلسطينية. وفق بيان للديوان الملكي الأردني.

ويشهد المسجد الأقصى منذ مطلع أبريل الماضي توترات إثر اقتحامات إسرائيلية متكررة لباحات المسجد، بالتوازي مع مواجهات يومية في الضفة المحتلة، أسفرت عن مقتل عدة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي.

والتوتر شديد في المنطقة وخصوصا في الضفة الغربية المحتلة حيث اندلعت مواجهات في منطقة جنين خلال عمليات عسكرية جديدة للجيش الإسرائيلي.

كذلك، اندلعت مواجهات الجمعة في القدس الشرقية المحتلة خلال جنازة الصحافية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة التي قتلت خلال عملية إسرائيلية في جنين.

وذكر البيان أن بايدن "شدد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الحرم القدسي الشريف"، مؤكدا "الدور المحوري للوصاية الهاشمية في القدس".

وبدأ "الوضع القائم"، أو "استاتيسكو" بالإنجليزية، في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشريف في العهد العثماني (1516- 1917) واستمر خلال فترة الاحتلال البريطاني (1917-1948)، ثم الحكم الأردني حتى الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.

ونقل البيان عن الملك عبدالله دعوته "إلى تكثيف الجهود الدولية لإعادة إطلاق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

من جهته، ذكر البيت الأبيض في بيان أن بايدن أكد دعم الولايات المتحدة "الراسخ للأردن الذي يشكل حليفا حيويا وقوة للاستقرار في الشرق الأوسط".

كما جدد الرئيس الأميركي دعمه حل الدولتين، مشددا على الحاجة إلى الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي.

وتوقفت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية منذ أبريل 2014، لعدة أسباب بينها رفض إسرائيل إطلاق سراح معتقلين قدامى، ووقف الاستيطان.

وأشار العاهل الأردني إلى "الدور المحوري للولايات المتحدة بهذا الخصوص"، محذرا من "تكرار دوامة العنف في الأراضي الفلسطينية جراء الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب".

وتطرق اللقاء بحسب البيان، إلى "الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب وسبل التوصل إلى حلول سياسية لقضايا المنطقة وأزماتها، وإلى الأزمة الأوكرانية (في إشارة إلى العملية الروسية العسكرية في أوكرانيا) وتداعياتها على الأمن والسلم الدولي والاقتصاد العالمي".

ووفق البيان "تم التأكيد على ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين لمواصلة تعزيز علاقات الشراكة التاريخية".

وسبقت القمة لقاءات للعاهل الأردني مع أركان الإدارة الأميركية وقيادات الكونغرس وأعضاء لجان العلاقات الخارجية، والمخصصات، والخدمات العسكرية، في مجلس الشيوخ، إضافة إلى لجنتي الخدمات العسكرية، والشؤون الخارجية، واللجنة الفرعية لمخصصات وزارة الخارجية والعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة في مجلس النواب. 

ويرتبط الأردن والولايات المتحدة باتفاقية تعاون عسكري وُقعت في يناير من العام الماضي مدتها 15 عاما، تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي الدفاعي والأمني لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة والإسهام في تحقيق السلام والاستقرار الدولي.  

وتسمح الاتفاقية للقوات الأميركية بالدخول إلى الأراضي الأردنية والخروج منها والتنقل بحرية فيها، ولن يطلب الأردن جوازات سفر أو تأشيرات للدخول إلى أراضيه.  

وبموجب الاتفاقية، يوفر الأردن لقوات الولايات المتحدة وأفرادها ومتعاقديها إمكانية الوصول إلى المرافق والمناطق المتفق عليها، للقيام بأنشطة تشمل الزيارات والتدريب والتمارين والمناورات والعبور والدعم والأنشطة ذات الصلة وتزويد الطائرات بالوقود وهبوط الطائرات وسحبها من المدرج وتموين السفن والصيانة المؤقتة للمركبات والسفن والطائرات وإقامة الأفراد وبشكل مجاني. 

كما يتلقى الأردن مساعدات مالية أميركية كبيرة سنويا، فقد وافق الكونغرس الأميركي على تخصيص 1.650 مليار دولار كمنحة للأردن، ضمن موازنة الولايات المتحدة للعام الحالي 2022، منها نحو 1.2 مليار دولار وجهت كمساعدات اقتصادية، والمبلغ المتبقي كمساعدات عسكرية.

وفي فبراير 2018، وُقّعت مذكرة تفاهم بين الولايات المتحدة والأردن بقيمة 6.375 مليار دولار (1.275 مليار دولار سنويا) ابتداء من العام المالي 2018 وحتى العام المالي 2022، ويعقد الأردن والولايات المتحدة، حاليا، مفاوضات بشأن اتفاقية برنامج المساعدات الجديدة للأعوام 2023- 2028.