بايدن في أول جولة أوروبية لترميم العلاقات مع دول الأطلسي ولقاء بوتين

لافروف يقول إن بلاده ليس لديها "توقعات مفرطة" بحدوث انفراجة مفاجئة بشأن القمة المرتقبة بين بوتين ونظيره بايدن.
الأربعاء 2021/06/09
بايدن: أميركا عادت وتنوي المشاركة في كل قضايا العالم

واشنطن - يتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء إلى بريطانيا المحطة الأولى في جولة أوروبية غنية باللقاءات هي الأولى منذ تنصيبه والتي سيختتمها بقمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتهدف الجولة لإعادة بناء العلاقات عبر الأطلسي التي توترت خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وإعادة صياغة العلاقات مع روسيا.

وتمثل الجولة اختبارا لقدرة الرئيس الأميركي على إدارة وإصلاح العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين الذين أصيبوا بخيبة أمل من الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب وانسحابه من معاهدات دولية.

وسيحضر الرئيس الأميركي الديموقراطي قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في كورنوال، التي سيكون من أولوياتها قضيتا جائحة كوفيد-19 والمناخ.

وستكون المحطة الأولى قاعدة ميلدنهال في شرق بريطانيا التي سيتحدث فيها الرئيس إلى أفراد من القوات الجوية الأميركية كما سيعقد لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. ليتوجه الأحد إلى قصر ويندسور للقاء الملكة إليزابيث الثانية التي تعتلي عرش المملكة المتحدة منذ 69 عاما.

وقال بايدن الذي يؤكد منذ وصوله إلى السلطة أن "أميركا عادت" وتنوي المشاركة بالكامل في كل قضايا العالم، إن "رحلتي إلى أوروبا هي فرصة لأميركا لتعبئة ديموقراطيات العالم أجمع".

وترى سوزان مالوني من معهد بروكينغز للأبحاث ومقره واشنطن أن الحلفاء "سيتلقون هذه الكلمات المطمئنة مع بعض التشيكك".

وأضافت أن "استعداد بايدن لإعادة الاتصال بهم يجب أن يتغلب ليس على ندوب السنوات الأربع الماضية فحسب بل وعلى الأسئلة العالقة حول صحة الديموقراطية الأميركية".

وحول استعدادات الرئيس بايدن لهذه الرحلة التي تستغرق ثمانية أيام وستقوده إلى بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وتتخللها اجتماعات ثنائية، قالت الناطقة باسمه جين ساكي إنه "يستعد لها منذ خمسين عاما"، في إشارة إلى الحياة السياسية الطويلة للرئيس الذي يبلغ من العمر 74 عاما وأصبح في 1972 عضوا في مجلس الشيوخ عندما كان يبلغ 29 عاما.

وأكدت أنه "يعرف بعض هؤلاء القادة بمن فيهم الرئيس بوتين، منذ عقود".

ويواجه البيت الأبيض انتقادات شديدة بسبب تأخره في تقاسم اللقاحات المضادة لكوفيد-19 مع بقية العالم، ويحاول الآن تولي قيادة هذا الملف.

ويؤكد بايدن أن "الولايات المتحدة مصممة على العمل على التطعيم الدولي بنفس شعور ضرورة الأمر الذي عملنا به في بلدنا".

وأعلنت واشنطن مؤخرا أن 75 بالمئة من ثمانين مليون جرعة من اللقاحات الموعودة للدول الأجنبية بحلول نهاية يونيو سيتم توزيعها عبر برنامج كوفاكس الذي وضع لضمان توزيع عادل للقاحات وخصوصا في الدول الفقيرة.

وستشكل القمة مع فلاديمير بوتين المقرر عقدها في 16 يونيو في جنيف، تتويجا لهذه الرحلة الأولى التي تأتي بينما يواجه بايدن صعوبات في بلده على خلفية توتر في معسكره.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن بلاده ليس لديها "توقعات مفرطة" بحدوث انفراجة مفاجئة بشأن القمة المرتقبة بين بوتين ونظيره بايدن معتبرا "أن رقصة التانغو تتطلب اثنين" وهذا غير متوفر.

إلا أن لافروف أوضح، في مؤتمر بموسكو الأربعاء، أن الحقيقة هي أن الاجتماع المقرر يوم 16 يونيو، وهو الأول الذي يتم عقده بالحضور الشخصي بين الرئيسين منذ تولي بايدن منصبه في يناير، مهم في حد ذاته.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن لافروف القول إن الجانبين لم يتفقا بعد على أجندة نهائية للقاء، مشيرا إلى أن موسكو تطالب بإجراء حوار واسع النطاق حول الاستقرار الاستراتيجي مع واشنطن.

ولفت لافروف إلى أنه من الممكن تطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في حال تم الالتزام بمبادئ المساواة والاحترام المتبادل.

وشدد على أن "الحوار أفضل من لا شيء، ولكن إذا تمسكت السياسة الأميركية بعقلية الهيمنة، وإذا استمع الأميركيون إلى دعايتهم الخاصة التي تهيمن على النخبة الأميركية، لن يكون هناك الكثير الذي يمكن توقعه".

ومن أوكرانيا إلى بيلاروس ومصير المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني والهجمات الإلكترونية، يتوقع أن تكون المناقشات بين الرئيسين صعبة.

ويصر البيت الأبيض الذي يطلق بالتناوب رسائل تصالحية وتحذيرات على أن سقف توقعاته منخفض. ويتمثل هدفه الوحيد المطروح في جعل العلاقات بين البلدين أكثر "استقرارا وقابلية للتكهن" بتطورها.

وقال الدبلوماسي الأميركي ألكسندر فيرشباو، الرجل الثاني السابق في الحلف الأطلسي، إن "المشكلة هي أن بوتين لا يريد بالضرورة علاقة أكثر استقرارا وأكثر قابلية للتكهن".

ولم تنشر الرئاسة الأميركية سوى القليل من التفاصيل عن هذا اللقاء. وقد ألمحت فقط إلى أنه وخلافا لما حدث مع دونالد ترامب في هلسنكي في 2018، لا يشمل برنامج العمل عقد مؤتمر صحافي مشترك بين الرجلين.