"باننتيو" منحوتة تكشف أسرارا من تاريخ مصر

المقبرة تعد سرا فرعونيا ساحرا.
السبت 2022/02/19
ليست مجرد صور بل هي قصص من التاريخ

القاهرة – تحتضن محافظة الجيزة في مصر منحوتة غريبة لم يكتشف بعد مثيلا لها، وهي مقبرة “باننتيو” المنحوتة في الصخر في منطقة الواحات البحرية الأثرية المنطقة التي تعد بمثابة عروس للصحراء، وذات أجواء تاريخية ساحرة، إضافة إلى آثارها التي تنطق بالجمال وتحوي كنوزا تاريخية.

وتضم المنحوتة الصخرية العملاقة، مقبرة “باننتيو” ووالده “جد آمون إيوف عنخ”، كشاهدين على حضارة قديمة تنطق بالجمال.

وتعد هذه المقبرة إلى جانب الأهرامات الثلاثة وأبوالهول، سرا فرعونيا ساحرا.

مقبرة "باننتيو" تعرف بالأسلوب المستعمل في الرسوم والنقوش والخطوط في جدران المقبرة الفرعونية

ومقبرة “باننتيو”، بحسب مراجع أثرية ووسائل إعلام مصرية، اكتشفت قبل 83 عاما، وتحديدا في أبريل 1938، على يد شيخ الأثريين بمصر الراحل أحمد فخري (1905 ـ 1973) المعروف أيضا باسم “راهب الصحراء”.

والمقبرة المنحوتة كليا في الصخر، تتكون من 4 أجزاء، عبارة عن بئر مؤدية إلى المقبرة طولها 6 أمتار، وأسفلها مدخلان أحدهما يفتح ناحية الجنوب والمدخل الآخر من الناحية الشمالية يؤدي إلى حجرة الدفن الأساسية.
وتتكون المقبرة من صالة ذات 4 أعمدة و3 حجرات جانبية، وتضم رسوما ونقوشا في جوانب عدة من جدرانها.

وترجع أهمية مقبرة “باننتيو” في التعريف بالأسلوب المستعمل في الرسوم والنقوش والخطوط في جدران المقبرة الفرعونية خلال تلك الحقبة التاريخية.

وتتميز المقبرة، التي تعود إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين التي حكمت مصر قبل نحو 2600 سنة، بالنقوش الجنائزية الملونة ورسوم رحلتي الشمس والقمر الفرعونيتين الشهيرتين، وطقوس التحنيط، وصور جدارية لإله فرعوني قابض على رمحه وأخرى لسيدات تحمل واحدة منهن صندوقا.

وقرصا الشمس والقمر، وهما مقدسان لدى الفراعنة، عادة ما رفعا في طقوس فرعونية تاريخية عبر مراكب شهيرة يرتادها عدد من الآلهة والأبناء، وكانت رحلتهما ذات منزلة دينية وعقائدية، لدى قدماء المصريين.

وارتبط التحنيط بالعقيدة الفرعونية بالبعث والخلود، وكان الفراعنة أحرص على القيام به سواء كانوا ملوكا أو أغنياء أو عامة الشعب، وفي هذه المقبرة عرضت الصور تحنيط “باننتيو”.

كما تضم المقبرة مدخلا لحجرة المدفن ورسوما لمحاكمة الموتى في العالم الآخر، وفق المعتقد الفرعوني.
و”باننتيو” هو اسم صاحب المقبرة كما تورده هيئة السياحة في محافظة الجيزة عبر موقعها الإلكتروني، لكنه يكتب أيضا “بناتي” أو “باننتيوم” أو “بنيوتي”، باعتبار أنه كتب بطرق مختلفة في نصوص المقبرة، التي تعود إلى شخص كان كبير تجار.

وتعد هذه المقبرة أبرز المقابر الشهيرة في الواحات البحرية، قرب مقبرة والده “جد آمون إيوف عنخ”، وهما من أهم مقابر الأسرة السادسة والعشرين.

وفق مصادر أثرية وإعلامية محلية متطابقة، لم يتبق من مقبرة “جد آمون إيوف عنخ” سوى حجرة الدفن التي يمكن الوصول إليها عن طريق بئر، وتحوي مناظر عدة من كتاب الموتى وهو عبارة عن نصوص عقائدية قديمة تستخدم دليلا للمتوفى في العالم الآخر، وذكر اسم صاحبها مرات عدة على الجدران، من دون أي لقب.

وبحسب هيئة السياحة المصرية، كانت الواحات البحرية التي تحتضن مقبرتي “باننتيو” و”جد آمون إيوف عنخ” سلة خبز الفراعنة، نظرا إلى إمكاناتها الزراعية الكبيرة التي وفرت لهم عيشا كريما، ولذا عُرفت المنطقة ببناء تلك الآثار الخالدة.

14