باكو تحمل طهران المسؤولية عن هجوم استهدف سفارتها

طهران - حمّلت أذربيجان إيران مسؤولية هجوم مسلّح على سفارتها في طهران قُتل خلاله مسؤول الأمن وأُصيب حارسان، مؤكدة بدء إخلاء مقر السفارة، فيما قالت السلطات الأذرية إن الهجوم سبقته حملة مناهضة لباكو في وسائل الإعلام الإيرانية بسبب إعلانها في ديسمبر الماضي استعدادها لفتح سفارة في إسرائيل، لتكون بذلك أول دولة شيعية مسلمة تقدم على الخطوة.
ورغم أن رئيس الشرطة في طهران سارع إلى القول إن دوافع الرجل الذي نفّذ الهجوم كانت "شخصية" للتغطية على الأسباب الحقيقية للهجوم، لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الأذرية أيخان حاجيزاده أفاد لوسائل إعلام محلية بأن "كامل مسؤولية الهجوم تقع على عاتق إيران، في خضم رفض الحكومة الإيرانية تعزيز أمن السفارة".
وأشار إلى أن الحملة الأخيرة المناهضة لأذربيجان في وسائل الإعلام الإيرانية "شجعت على الهجوم". وقال لاحقا لقناة "تي.آر.تي هبر" التلفزيونية التركية إن موظفي السفارة "يتم إجلاؤهم من إيران".
وكانت أذربيجان الناطقة باللغة التركية سعت للتقارب مع إسرائيل في خطوة مدفوعة بالتقارب التركي - الإسرائيلي، بعد أن أعادت أنقرة وتل أبيب تطبيع علاقاتهما بالكامل بعد سنوات من القطيعة والتوتر، حيث ساندت أنقرة جهود باكو العسكرية لاستعادة أراض في منطقة "ناغورني كاراباخ" الحدودية مع أرمينيا.
وأثار إعلان أذربيجان مخاوف قوى متشددة في إيران في خضم تصاعد الصراع الإيراني - الإسرائيلي في المنطقة، ما جعلها تبث خطابا معاديا لباكو، حيث يعتقد أن منفذ الهجوم تأثر بفعل تلك الرسائل لتنفيذ الهجوم على السفارة الأذرية في طهران.
وقال الرئيس الأذري إلهام علييف على تويتر "أدين بشدة الهجوم الإرهابي".
وفي بيان صدر في وقت سابق الجمعة، قالت وزارة الخارجية في أذربيجان إن "رجلا مسلحا ببندقية كلاشنيكوف قتل رئيس حرس البعثة الدبلوماسية". ولفتت إلى أن حارسين أُصيبا كانا في وضع "مُرض" وأنها فتحت تحقيقا.
وقال رئيس الشرطة في طهران الجنرال حسين رحيمي "أوقف منفذ الهجوم وهو رجل إيراني متزوج من امرأة أذرية".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن طهران تدين بشدة "الهجوم المسلح الذي أدى للأسف إلى وفاة شخص". مضيفا أن "نتائج التحقيقات الأولية من قبل الجهات والمؤسسات ذات الصلة تشير إلى دوافع شخصية وراء هذا الهجوم".
وتضم إيران الملايين من أفراد العرقية الأذرية، ولطالما اتّهمت باكو بتأجيج النزعات الانفصالية على أراضيها.
ويهيمن الفتور تقليديا على العلاقات بين باكو وطهران، فإيران تتوجس من التعاون العسكري بين أذربيجان وإسرائيل التي تعد مزوّدا مهما للأسلحة إلى باكو، فيما تتصاعد مخاوف الحكومة الإيرانية من أن تستخدم تل أبيب الأراضي الأذرية للتحرّك ضدها.
ورحبت إسرائيل بقرار أذربيجان فتح السفارة، حيث حافظت الدولة العبرية على علاقات معها لمدة 30 عاما، بعد الحقبة السوفيتية، وتعد تل أبيب أحد موردي الأسلحة الرئيسيين لباكو.
وزار وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس أذربيجان الواقعة في آسيا الوسطى في أوائل أكتوبر الماضي، حيث التقى بالرئيس إلهام علييف، وهو ما أثار مخاوف إيرانية من مستقبل هذا التعاون على أمنها، في ظل الصراع المحتدم بين طهران وتل أبيب.