باكورة مكاسب سهم أرامكو تضع قيمة الشركة على أعتاب ترليوني دولار

إدراج أرامكو يرتقي ببورصة الرياض لتصبح من أكبر عشر بورصات من حيث قيمة الشركات المدرجة.
الخميس 2019/12/12
بداية واعدة لأكبر طرح في التاريخ

حظي صعود أسهم أرامكو السعودية بالحد الأقصى المسموح به فوق سعر الطرح العام الأولي في ظهورها الأول ببورصة الرياض، باحتفاء كبير من الحكومة باعتباره برهانا على صحة تقييمها لشركة النفط العملاقة عند ترليوني دولار ويمنح ثقة أكبر للمستثمرين في متانة أصول هذا الكيان.

الرياض - أعطت باكورة تداولات أسهم أرامكو في البورصة المحلية الأربعاء لمحة عن حجم الثقة في شركة النفط السعودية وفي جدوى خطط الحكومة من هذه الخطوة العملاقة.

وقفز سهم الشركة إلى 35.2 ريال (9.39 دولار)، متجاوزا سعر الطرح الأولي البالغ 32 ريالا وعند الحد اليومي لتحرك السعر المسموح به في بورصة المحلية (تداول).

ويعطي ذلك عملاق النفط المملوك للدولة قيمة سوقية عند حوالي 1.88 تريليون دولار، مما يجعلها بفارق مريح أكبر شركة مدرجة في العالم من حيث القيمة، ويقترب بها من مستوى التريليوني دولار الذي كان يطمح إليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقرع رئيس مجلس إدارة أرامكو ياسر الرميان وكبار المسؤولين التنفيذيين في بورصة تداول الجرس لبدء التداول على أسهم أرامكو. وخلال أول ساعة من التعاملات، جرى تداول 766.8 مليون سهم، بما يتجاوز حجم التعاملات على أي سهم مدرج آخر في الرياض.

باسل خاتون: إدراج أرامكو ناجح وسيضيف دعما كبيرا للاقتصاد السعودي
باسل خاتون: إدراج أرامكو ناجح وسيضيف دعما كبيرا للاقتصاد السعودي

وقال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان لرويترز في مدريد “إنه يوم عظيم للمملكة وللقيادة السعودية والشعب السعودي وهو يوم رد الاعتبار والبرهان. وهو يوم النصر لأرامكو”.

وسيصبح سهم أرامكو ضمن المؤشر الرئيسي لتداول بحلول الأسبوع المقبل، وسينضم في 17 ديسمبر إلى مؤشرات قياسية عالمية مثل أم.أس.سي.آي وفوتسي، ما سيغذي الطلب، وبخاصة من المستثمرين الذين يتتبعون مثل تلك المؤشرات.

ويقول محللون إن الإدراج، الذي بات الأكبر في التاريخ، يرتقي ببورصة الرياض لتصبح من أكبر عشر بورصات من حيث قيمة الشركات المدرجة.

وبهذا الصعود المبكر في سعر السهم تتجاوز قيمة أرامكو ستة أمثال شركة النفط الأميركية العملاقة إكسون موبيل، وأكثر من مثلي حجم الناتج المحلي الإجمالي السنوي للسعودية، وتتخطى بفارق كبير القيمة السوقية لعملاق التكنولوجيا الأميركي أبل البالغة حوالي 1.2 تريليون دولار.

وقال باسل خاتون العضو المنتدب للأسواق الناشئة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى فرانكلين تمبلتون “هذا طرح عام أولي ناجح وإدراج أرامكو سيضيف عمقا للسوق المحلية عبر إتاحة انكشاف على قطاع حيوي من اقتصاد السعودية”.

وأضاف “نأمل في أن تستخدم أرامكو الإدراج في تداول كمنصة انطلاق لإدراج دولي في نهاية المطاف”.

لكن الاستثمار في أرامكو ينطوي على مراهنة على سعر النفط في ظل توقعات لتباطؤ نمو الطلب العالمي على الخام من 2025 وسط خطوات عالمية لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وزيادة استخدام المركبات الكهربائية.

وسيكون لأرامكو ثاني أكبر وزن على المؤشر الرئيسي لبورصة تداول عند 9.7 بالمئة بعد مصرف الراجحي صاحب الوزن الأكبر عند 14.6 بالمئة لأن لديه نسبة أكبر من أسهم التداول الحر.

وإذا صعدت أسهم أرامكو عشرة بالمئة يومي الأربعاء والخميس، فستتجاوز تقييم التريليوني دولار.

وجمعت أرامكو مبلغا قياسيا عند 25.6 مليار دولار من طرحها الأولي الأسبوع الماضي، مكللة مسعى استغرق سنوات من ولي العهد لفتح شركة الطاقة العملاقة أمام المستثمرين وجمع المال للمساهمة في تنويع موارد الاقتصاد بدلا من الاعتماد على النفط.

الاستثمار في أرامكو ينطوي على مراهنة على سعر النفط
الاستثمار في أرامكو ينطوي على مراهنة على سعر النفط

لكن الرياض قلصت خططا مبدئية لبيع 5 بالمئة كانت تشمل إدراجا في بورصة أجنبية بعد اهتمام فاتر من المستثمرين الدوليين القلقين حيال طريقة إدارة أرامكو والعوامل البيئية والتواترات الجيوسياسية.

ولم تبع الشركة سوى 1.5 بالمئة وعولت بصفة أساسية على مشترين محليين وإقليميين.

وفي الأسبوع الماضي، قال الأمير عبدالعزيز إن قيمة أرامكو تتجاوز بكثير 1.7 تريليون دولار وتوقع أن المستثمرين الذين لم يشتروا في الطرح الأولي “سيعضون أصابع الندم” بعد تفويت الفرصة.

وقالت وكالة التصنيفات الائتمانية ستاندرد آند بورز في تقرير أصدرته حديثا إنه “في حالة استغلالها على نحو مثمر، نعتقد أن الأصول قد تساعد أيضا في صيانة فرص النمو على مدى أفق تصنيفاتنا الذي يغطي ثلاث سنوات”.

ويأتي بدء تداول سهم أرامكو بينما تلقى فيه أسعار النفط دعما من تحرك لأوبك بقيادة السعودية وحلفاء خارجها للالتزام ببعض أكبر تخفيضات الإنتاج التي يشهدها القطاع في 10 سنوات سعيا لتفادي حدوث فائض في المعروض.

11