باكستان تعقد اجتماعا أمنيا تحسبا لتصعيد عسكري مع إيران

وزير الخارجية الباكستاني يؤكد أن بلاده لا رغبة لها في التصعيد مع إيران بينما دعت دول مثل روسيا للتهدئة.
الجمعة 2024/01/19
سكان المنطق الحدودية بين باكستان وإيران يترقبون إندلاع نزاع

اسلام أباد - قال وزير الإعلام الباكستاني مرتضى سولانجي إن كبار القادة المدنيين والعسكريين في البلاد سيجرون مراجعة أمنية اليوم الجمعة في ظل التوترات مع إيران، بعد أن تبادلت باكستان وإيران شن ضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ ضد قواعد لجماعات مسلحة.
وأفاد أن رئيس حكومة تصريف الأعمال أنوار الحق كاكار سيترأس اجتماعا للجنة الأمن القومي لإجراء المراجعة بحضور جميع قادة الأجهزة.
وذكر أن الاجتماع يهدف إلى إجراء "مراجعة واسعة النطاق للأمن القومي في أعقاب الأحداث بين إيران وباكستان". واختصر كاكار مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس وعاد لبلاده أمس الخميس.
وتعد الضربات المتبادلة بين البلدين الأكبر من نوعها في السنوات القليلة الماضية وأثارت قلقا بشأن اتساع رقعة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول. إلا أن الجانبين أشارا بالفعل إلى رغبتهما في تهدئة التوترات.
وقالت إيران إن ضربات أمس الخميس قتلت تسعة أشخاص في قرية حدودية على أراضيها، بينهم أربعة أطفال. وقالت باكستان إن الهجوم الإيراني يوم الثلاثاء أدى إلى مقتل طفلين.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش البلدين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. كما دعت الولايات المتحدة لضبط النفس رغم أن الرئيس جو بايدن قال إن الاشتباكات أظهرت أن إيران لا تحظى بقبول في المنطقة.
ودعت روسيا اليوم الجمعة إلى ضبط النفس واستخدام الوسائل الدبلوماسية حيث قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن التصعيد يدعو للقلق وهو نتيجة جزئية لأزمة غزة.
وردا على سؤال حول الوضع بين إيران وباكستان، قال إن روسيا تجري اتصالات مع الجانبين عبر القنوات الدبلوماسية.
وقالت إسلام اباد إنها ضربت قواعد لانفصاليي جبهة تحرير بلوشستان وجيش تحرير بلوشستان، في حين قالت طهران إن طائراتها المسيرة وصواريخها استهدفت مسلحين من جماعة جيش العدل، وهي جماعة ثالثة.
وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية الجمعة، أن إيران دولة صديقة وأن إسلام آباد لا ترغب في أي تصعيد
وقال وزير الخارجية الباكستاني، جليل عباس جيلاني، إن بلاده ليس لها رغبة أو مصلحة في التصعيد مع إيران مضيفا "إذا كانت إيران لا تريد تصعيد التوتر، فنحن أيضًا لا نريد ذلك.. لم نهاجم إيران، قمنا بالرد فقط" وذاك خلال مكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع جيلاني لمناقشة التطورات الجارية بين باكستان وإيران.
وتعمل الجماعات المسلحة المستهدفة في منطقة تشمل إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان وإقليم سستان-بلوشستان جنوب شرق إيران. والإقليمان يشهدان اضطرابات وغنيان بالمعادن ويفتقران للتطور إلى حد كبير.
وتخوض الجماعتان اللتان استهدفتهما إسلام اباد داخل إيران تمردا مسلحا منذ عقود ضد الدولة الباكستانية، بما في ذلك عن طريق شن هجمات ضد مواطنين صينيين واستثمارات في بلوشستان. وتعتبر إيران الشيعية جماعة جيش العدل ذات التوجهات السنية التي استهدفتها تهديدا.
ونفذت الجماعة، التي لها صلات بتنظيم الدولة الإسلامية، هجمات في إيران ضد قوات الحرس الثوري الإيراني.
وعلى خلفية الحرب في غزة، تعمل إيران وحلفاؤها على استعراض قوتهم في المنطقة.
وشنت إيران ضربات في سوريا ضد ما قالت إنها مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية، وفي العراق حيث قالت إنها ضربت مركز تجسس إسرائيليا.
وتستهدف حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن سفن شحن في البحر الأحمر منذ نوفمبر تشرين الثاني، قائلة إنها تتضامن مع الفلسطينيين.
وفي داخل باكستان، تجتمع القيادات المدنية لإبداء الدعم للجيش رغم الانقسامات العميقة على الساحة السياسية مع اقتراب الانتخابات الوطنية المقررة الشهر المقبل.
وقال وزير الخارجية السابق بيلاوال بوتو زرداري، المرشح عن حزبه لمنصب رئيس الوزراء، وكذلك نواز شريف الذي شغل المنصب ثلاث مرات وتظهر استطلاعات الرأي أنه المرشح الأوفر حظا في الانتخابات، إن من حق باكستان الدفاع عن نفسها لكنهما أبقيا على الدعوة للحوار مع إيران.
كما أدان حزب حركة الإنصاف بزعامة رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان إيران، لكنه وصف الهجمات على باكستان بأنها إخفاق من جانب حكومة تصريف الأعمال التي جرى تشكيلها للإشراف على الانتخابات.