باكستان تحتمي بالصين من ضغوط أميركية قادمة

أثارت الخطة الأميركية الجديدة الخاصة بأفغانستان مخاوف باكستان بتوجه الولايات المتحدة نحو تغيير تحالفاتها الإقليمية بالتقارب مع الهند لإحداث تعاون أكبر في الحرب على الإرهاب، فيما تعهدت إسلام أباد الخميس بوضع استراتيجية تضمن أمن أفغانستان، بما لا يتعارض مع أمنها القومي.
الجمعة 2017/08/25
الرد سيكون حازما

إسلام آباد - رفضت باكستان، الخميس، انتقاد الولايات المتحدة لجهودها في مكافحة الإرهاب وقالت إن على واشنطن ألا تستخدمها ككبش فداء لفشل الجيش الأميركي في الحرب الأفغانية.

ولاقت الاستراتيجية الأميركية الجديدة إزاء أفغانستان ترحيب كل من كابل ونيودلهي رسميا، فيما أثارت مخاوف الباكستانيين. وتعهدت وزارة الدفاع الباكستانية الخميس، بوضع استراتيجية تضمن أمن أفغانستان، بما لا يتعارض مع الأمن القومي لإسلام أباد.

وقالت الوزارة الخميس إن “الحكومة الفيدرالية ستضع إستراتيجيتها الخاصة خلال اجتماع مرتقب للجنة الأمن القومي من أجل التعامل مع استراتيجية ترامب الجديدة في أفغانستان”.

وأضافت في تغريدات نشرتها الوزارة على حسابها بتويتر، الخميس، أن “نقاشات بدأت مع الجانب الأميركي دون الرضوخ لأي ضغوط أو مطالب أميركية”.

وحذرت وزارة الدفاع الباكستانية من انسحاب إسلام أباد من عملية المصالحة الأفغانية، حال استمرار ترامب في سياسته القائمة على “التخويف والإكراه”.

وتابعت “ستقيم باكستان علاقات عمل جيدة مع إدارة ترامب، إذا اعتمدت الولايات المتحدة سياسة متوازنة تجاهنا”.

وأوضحت “باكستان ليست بحاجة للمساعدات المالية الأميركية، ونعزز احتمالات شراء معدات عسكرية متطورة من بائعين آخرين غير الولايات المتحدة”.

كما أشارت الوزارة إلى أن “الصين ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار محتمل من ترامب ويستهدف باكستان في مجلس الأمن الدولي”. وقالت الوزارة إن “باكستان تقترب من حلفائها، بما في ذلك الصين وروسيا ودول أخرى، لحشد التأييد لمواجهة السياسة الأميركية الجديدة”.

وطالبت وزارة الخارجية الباكستانية، الخميس، الإدارة الأميركية التعاون مع إسلام أباد للقضاء على الإرهاب.

باكستان كانت ضحية الهجمات الإرهابية ومن المخيب للآمال أن يتجاهل بيان السياسة الأميركية التضحيات التي قدمتها

وكشفت استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة في أفغانستان بشأن أطول حرب خاضتها في تاريخها والتي أعلن عنها الإثنين الماضي، عن فشل الجيش الأميركي في الحرب الأفغانية، كما ألمحت عن توجه الولايات المتحدة لبحث تحالفات إقليمية جديدة لمواصلة الحرب ضد الإرهاب وتداركا لهذا الفشل، في إشارة إلى إمكانية تقارب أميركي هندي، ما أثار مخاوف وقلق باكستان التي تتطلع إلى دعم أكبر من حليفتها التقليدية الصين.

وقال ترامب خلال خطاب ألقاه في قاعدة فورت ماير العسكرية في ولاية فيرجينيا جنوبي البلاد الاثنين إن “العمود الجديد في الاستراتيجية الأميركية الجديدة هو تغيير في التواصل مع باكستان”.

ورأى تقرير نشرته مجلة ذي أتلانتك الأميركية أن “ترامب بعد إعلان خطته الجديدة ربما لم يعبر فقط عن أكبر انتقاد علني من جانب رئيس أميركي لسياسة باكستان في تلك الحرب، ولكنه أعرب أيضا عن وجهة نظر واسعة النطاق بين خبراء الأمن القومي الأميركي”.

وأشار التقرير إلى أن “باكستان نفسها كانت ضحية للعديد من الهجمات الإرهابية البارزة في السنوات الأخيرة ومن المخيب للآمال إذن أن يتجاهل بيان السياسة الأميركية التضحيات الهائلة التي قدمتها”.

وترى الولايات المتحدة أن باكستان حليف ظاهري، وهي حليف تلقى عشرات الملايين من الدولارات من المساعدات والأسلحة الأميركية التي لم تفعل شيئا يذكر من أجل تحقيق الاستقرار في أفغانستان. وينظر الكثيرون في الولايات المتحدة إلى باكستان باعتبارها أكبر قوة مزعزعة للاستقرار في أفغانستان.

ونقل التقرير عن حسن عباس مؤلف كتاب “نهضة طالبان” قوله إن “تصريحات ترامب تتناسب مع سياق تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان. وقد يكون لها تأثير معاكس مناقض عما أراده ترامب”.

وأضاف “إن هذا سوف يدفعهم إلى الابتعاد عن أي تعاون هادف مع الولايات المتحدة أو تعاون هادف مباشر مع أفغانستان”.

وبالنسبة للهند، فقد دعا ترامب البلاد إلى “مساعدتنا بشكل أكبر في أفغانستان، وخاصة في مجال المساعدات الاقتصادية والتنمية”.

ويكشف التقرير أن “أفغانستان هي بالفعل جزء رئيسي من سياسة الهند الإقليمية. وقد قدمت البلاد المساعدة في الإطاحة بنظام طالبان في عام 2001، ومنذ ذلك الوقت اضطلعت بدور هام في بناء المؤسسات والهياكل الأساسية الأفغانية، وهي بالفعل أكبر مزود لتقديم المعونة إلى أفغانستان في المنطقة”.

وفي المقابل، أثارت الخطة الأميركية الخاصة بأفغانستان تحفظ الصين حليفة باكستان التقليدية بجهة أنها ستكون في صالح الهند، حيث لا تزال العلاقات بين الصين والهند يشوبها تنافس في سباق القوى الإقليمية الكبرى. فيما سيمنح التغيير الإستراتيجي للسياسة الأميركية توجه باكستان نحو الصين.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيه تشي قال لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إنه “يجب على الولايات المتحدة أن تثمن دور باكستان في أفغانستان وتحترم مخاوفها الأمنية”. ودافعت وزارة الخارجية الصينية عن حليفتها باكستان في وقت سابق عندما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه “لا يمكن للولايات المتحدة بعد الآن السكوت على استخدام المتشددين لملاذات آمنة على الأراضي الباكستانية”.

كما أشادت الصين بالجهود التي تبذلها باكستان لمكافحة الإرهاب، معربة عن تقديرها للتضحيات الكبيرة التي تقدمها منذ سنوات عديدة في سبيل القضاء عليه ولما تقوم به من إسهامات هامة في سبيل دعم السلام العالمي والاستقرار الإقليمي.

وقال يانغ الذي يتولى منصبا أعلى من منصب وزير الخارجية لتيلرسون الأربعاء إن “الصين مستعدة للتنسيق مع الولايات المتحدة بخصوص أفغانستان وبذل الجهود المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار في هذا البلد وفي المنطقة وذلك وفقا لبيان صيني”.

وقال يانغ لتيلرسون “يجب أن نثمن دور باكستان المهم في المسألة الأفغانية ونحترم سيادتها ومخاوفها الأمنية المنطقية”.

5