باقري إلى العراق وإقليم كردستان لبحث ملفات الأمن والاقتصاد

وزير الخارجية الإيراني بالوكالةيناقش في بغداد موعد توقيع الاتفاقية الأمنية والاقتصادية، ويتابع في أربيل والسليمانية الاتفاقات التي تم التوصل إلى خلال زيارة رئيس إقليم كردستان إلى طهران.
الأربعاء 2024/06/12
أول زيارة منذ توليه منصبه

بغداد - من المرتقب أن يجري وزير الخارجية الإيراني  بالوكالةعلي باقري كني زيارة رسمية إلى بغداد، غدا الخميس، قبل أن يتوجه الجمعة إلى أربيل والسليمانية، في جولة هي الأولى من نوعها منذ توليه مهامه، وفق ما أفادت وسائل إعلام عراقية.

ووفقا لمصادر حكومية عراقية نقلت عنها محطات إخبارية محلية، فإن وزير الخارجية الإيراني  بالوكالة سيصل إلى بغداد غدا الخميس ضمن جولة إقليمية له، مؤكدة أنه سيلتقي الرئاسات العراقية الثلاث (رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان بالوكالة)، فضلا عن رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي ومستشار الأمن القومي وشخصيات عراقية أخرى. وأضافت أن علي باقري سيتوجه أيضًا، الجمعة، إلى إقليم كردستان العراق وسيعقد اجتماعات مع المسؤولين في الإقليم.

وقال ممثل حكومة إقليم كردستان في إيران ناظم دباغ اليوم الأربعاء إن وزير الخارجية بالوكالة سيزور أربيل ثم السليمانية، الجمعة، بعد زيارة بغداد، لافتا في تصريح لشبكة "رووداو" الكردية إلى أنه من المقرر أن يجتمع علي باقري في أربيل مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني، قبل التوجه إلى السليمانية للاجتماع مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل الطالباني.

وأوضح دباغ أن الزيارة تهدف إلى "تعزيز العلاقات بين إيران وإقليم كردستان ومتابعة الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال زيارة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى طهران في المجالات الاقتصادية، والسياسية، والثقافية والأمنية".

وكان بارزاني قد زار طهران الشهر الماضي، وتناولت المباحثات مع المسؤولين الإيراني ملفات سياسية وأمنية أبرزها ملف المعارضة الإيرانية التي تتخذ من إقليم كردستان العراق مقرا لها، والقصف الإيراني على أربيل، ومدى التزام بغداد وأربيل بتنفيذ الاتفاقية المشتركة مع إيران، فيما يتعلق بنزع سلاح تلك الجماعات التي تصفها طهران "بالإرهابية والانفصالية".

كما تركزت المباحثات على الجانب الاقتصادي، حيث تواجه إيران محذور تراجع مكانتها الاقتصادية في الإقليم، مقابل تقدم ثابت للمكانة الاقتصادية لتركيا في الإقليم وعموم العراق.

وقال ممثل إقليم كردستان العراق في إيران ناظم دباغ في وقت سابق إن عدد الشركات الإيرانية في السليمانية وصل إلى أقل من 150 شركة خلال عام 2023 بعد أن كان 450 شركة في عام 2002، مضيفا أن عدد الشركات التركية في المقابل وصل إلى 2000 بعد أن كان لا يتجاوز 100 شركة في السليمانية وأربيل.

وتأتي زيارة علي باقري إلى بغداد ثم إقليم كردستان لتحريك بعض الملفات العالقة من بينها ضبط الحدود المشتركة وتأمينها، وملف الاتفاقية الأمنية بين بغداد وطهران التي نصت على إبعاد المعارضة الإيرانية عن مناطق الإقليم القريبة من إيران وتجريدها من سلاحها.

وكان العراق وإيران قد اتفقا على توقيع اتفاقية أمنية واقتصادية لكن جرى تأجيلها إثر وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيس في حادث تحطم مروحية الشهر الماضي، ويعتقد أن الزيارة تمهد لعملية التوقيع خلال الفترة القادمة.

كما تأتي بعد بروز مشروع طريق التنمية المشترك بين العراق وتركيا والإمارات وقطر والذي تمّ توقيع مذكرة تفاهم بشأنه خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخّرا إلى بغداد.

ولم تعلق إيران على المشروع الذي يربط بين مياه الخليج والأراضي التركية بخط سكة حديد وطريق سيارة من عدّة مسارات تعبر الأراضي العراقية من أقصى جنوبها إلى شمالها، حيث يبدو إذ يبدو أنها اختارت التريث لتقليب الأمر على شتى وجوهه والوقوف على أوجه الضرر والنفع التي يمكن أن تعود عليها من ورائه.

لكن أبوعلي العسكري المسؤول الأمني لكتائب حزب الله المدعومة من إيران أصدر بيانا في مايو الماضي حول مشروع طريق التنمية العراقي التركي، قال فيه إن "هذا الطريق ما زال يشكل مصدر قلق لنا"، مشدداً على أن "ما نريده من الحكومة أدلة لقطع الشك باليقين قبل الشروع بتنفيذه".