باشاغا ينفي أي تحرك رسمي ليبي نحو تشكيل حكومة ثالثة

رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان يؤكد أن قوى خارجية منعته من دخول طرابلس، مشيرا إلى أن علاقاته جيدة بكل القوى في العاصمة ومصراتة.
الأحد 2022/10/09
باشاغا ينفي وجود اتصالات مع السعودية والإمارات لدعم حكومته

تونس - نفى رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا مساء السبت أن يكون هناك "توجه رسمي" نحو تشكيل "حكومة ثالثة"، مؤكدا أن مشاورات رئيسي مجلسي النواب عقيلة صالح، والأعلى للدولة خالد المشري، لم تتطرق إلى مناقشة هذا الموضوع.

ويأتي ذلك في ذروة أزمة بين باشاغا ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة.

وقال باشاغا في حوار مع تلفزيون "الوسط" المحلي، نشرت منه مقتطفات بموقع بوابة الوسط إن "مشاورات عقيلة والمشري تناولت القاعدة الدستورية للانتخابات، وقريبا سيتم التوصل إلى تسوية بشأنها"، مؤكدا أن الحديث عن حكومة ثالثة "غير موجود إطلاقا" على المستوى الرسمي أو "المستوى الممكن".

وأكد باشاغا أن علاقته مع عقيلة صالح "أكثر من ممتازة ولم تتغير"، موضحا أن علاقته برئيس مجلس الدولة خالد المشري شابها بعض الفتور في البداية، لكنها تحسنت الآن وباتت ممتازة جدا.

وعن موقفه من قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، أوضح باشاغا أن "علاقته بكل الداعمين لحكومته ومشروعها سواء في الشرق أو الغرب ممتازة"ّ، دون أن يذكر حفتر بالاسم.

واعتبر باشاغا تصريحات سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، التي أكد خلالها أن "رئيسي الوزراء في ليبيا لا يستطيعان إدارة البلاد"، بمثابة "مناورة وتكتيك سياسي" يهدف إلى "محاولة الضغط على الجهة الأخرى (حكومة الوحدة) وليست حكومتي"، موضحا أن "واشنطن تحاول الضغط من أجل إيجاد حكومة واحدة بهدف إيصال ليبيا إلى الانتخابات".

ووصف باشاغا علاقته بمصر وقطر والولايات المتحدة وروسيا بـ"الممتازة"، فيما أوضح عدم وجود اتصالات قوية مع الإمارات والسعودية، مؤكدا أن حكومته ترحب بأي دعم دون أن تدخل في الصراعات والمناكفات الدولية.

ولفت رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان في نفس المقابلة إلى أن الزيارة التي يجريها حاليا إلى تونس، تناولت عدة لقاءات مع كل من المبعوث الألماني والسفير الألماني والسفير البريطاني لدى ليبيا تناولت الوضع السياسي، وكيفية المضي قدما باتجاه إقرار القاعدة الدستورية التي تقام بناء عليها الانتخابات.

وأضاف باشاغا أن الاتفاق جرى على أن تكون هناك "حكومة موحدة تقود البلاد"، مشيرا إلى "مناقشة أمور سياسية أخرى تشغل بال الليبيين، مع بيان رؤية الحكومة للوضع الحالي بالبلاد".

واتهم باشاغا قوى خارجية بمنعه من الدخول إلى العاصمة الليبية طرابلس، التي واجه على مشارفها مؤخرا انتكاسة في مواجهة منافسه الدبيبة.

وقال باشاغا إن "لديه علاقات طيبة مع مراكز القوى في طرابلس ومصراتة" وإن تحالفاته في الغرب الليبي "لم تقل بل زادت"، متهما "قوى خارجية" لم يسمها بالوقوف "سدا منيعا" دون دخول حكومته إلى طرابلس لممارسة عملها.

وأضاف باشاغا أن حكومته جرى إنتاجها لتكون "حكومة ليبيا" وتمارس مهامها من طرابلس، معتبرا أن بدء الحكومة مهامها في بنغازي وسرت لن يؤثر على عملها.

وخلال المقابلة، دافع باشاغا عن الاتفاقية الليبية - التركية الموقعة في عهد حكومة الوفاق الوطني السابقة، معتبرا أنها "أضافت مساحات كبيرة للمياه الإقليمية الليبية"، في المقابل انتقد مذكرة التفاهم التي وقعتها حكومة الدبيبة مع تركيا الاثنين الماضي، قائلا إنها "أعطت امتيازات وتأجير منطقة اقتصادية في البحر لدولة أخرى، دون أن يتم حتى الاتفاق عليها من قبل الأطراف الليبية".

وأشاد باشاغا بالعلاقة مع تركيا التي وصفها بـ"الجيدة والوطيدة"، غير أنه لفت إلى "سعي الأتراك لصالح بلادهم وشعبهم، وهذا واجبنا أيضا تجاه شعبنا"، مضيفا أن مذكرة التفاهم "ليست في صالح ليبيا".

وبدأ باشاغا مشاورات موسعة مع عدد من الفاعلين الدوليين والإقليميين في تونس، في مقدمتهم المبعوث الأممي الجديد عبدالله باتيلي، في مسعى لحشد الدعم لحكومته بعد فشله في دخول طرابلس في ثلاث مناسبات متتالية.

ونقلت وسائل إعلامية محلية عن مصادر سياسية ليبية قولها إن باشاغا يجري زيارة إلى تونس سيلتقي خلالها عددا من الفاعلين والسياسيين الليبيين، في محاولة جديدة لحشد الدعم لموقف حكومته.

وأضافت المصادر أن "باشاغا أدرك خطورة الموقف في ظل تشديد منافسه عبدالحميد الدبيبة قبضته على العاصمة طرابلس، في أعقاب آخر جولة تصعيد حدثت في نهاية أغسطس الماضي".

وشددت على أن باشاغا يجري سلسلة من اللقاءات مع قيادات عسكرية وسياسية بارزة في الغرب الليبي.

وقال عضو مجلس النواب عبدالمنعم العرفي إن "الهدف الحقيقي لزيارة فتحي باشاغا وتكليف نائبه بتسيير مهام رئاسة الوزراء هو لقاء عبدالله باتيلي لشرح الموقف، بما أن حكومة عبدالحميد الدبيبة لا يمكن أن تصل بالبلاد إلى الانتخابات".

وشدد العرفي على أن "هدف باشاغا هو تمكين حكومته من استلام مهامها بشرح الموقف لباتيلي، أعتقد أن الهدف هو الخروج بموقف موحد وأن يأمر الدبيبة بالخروج من المشهد".

وأوضح أن "الدبيبة أصبح رقما موجودا على الأرض سواء بشرائه قوات بالمال أو بوسيلة أخرى، لذلك أصبح طرفا رئيسا لا يمكن تجاوزه، وخير دليل على ذلك طرد هيثم التاجوري وحل بعض الكتائب في العاصمة وطرد ميليشيا السيد أيوب بوراس".

وأكد العرفي أن "الدبيبة يملك قوة، لذلك بات الحل العسكري مستحيلا".

وشهدت طرابلس في أغسطس الماضي اشتباكات عنيفة بين مسلحين موالين للدبيبة وآخرين لباشاغا، كانت الأسوأ على الإطلاق منذ عامين، لاسيما أنها أوقعت العشرات من القتلى. وقد تجدد القتال لاحقا أيضا، ما دفع الليبيين إلى الشعور باليأس من عودة الانزلاق إلى دوامة العنف.

وتدور مواجهة سياسية منذ أشهر بين حكومة الوحدة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، وحكومة باشاغا التي يدعمها البرلمان، ومقره شرق البلاد، من أجل استلام السلطة، في حين تدعم الميليشيات كل طرف، ما يزيد الوضع خطورة واشتعالا.