باشاغا يسحب قواته من محيط طرابلس بعد تدخل السفير الأميركي

طرابلس - تحركت قافلة مسلحة تابعة لفتحي باشاغا رئيس الوزراء المدعوم من البرلمان الليبي صوب طرابلس الخميس، قبل أن تعاود أدراجها بتدخل من السفير الأميركي ريتشارد نورلاند.
ويبحث باشاغا عن سبيل لممارسة سلطته في العاصمة، على الرغم من رفض منافسه التخلي عن السلطة.
وأدى فتحي باشاغا اليمين أمام البرلمان قبل أسبوع، وقال الثلاثاء إنه سيصل إلى طرابلس في غضون يومين، متعهدا بأداء مهامه كرئيس للحكومة هناك سلميا.
لكن أي محاولة لإدخال باشاغا إلى العاصمة قد تفجر القتال بين الفصائل المسلحة الداعمة له وفصائل أخرى تدعم رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة. ويقول الدبيبة، الذي اختير قبل عام لرئاسة حكومة وحدة انتقالية، إنه لن يترك منصبه إلا بعد إجراء انتخابات.
لكن حكومة الدبيبة مهددة بالتفكك، حيث بلغ عدد الوزراء المستقيلين من الحكومة الليبية المنتهية ولايتها ثلاثة وزراء مع وكيلي وزارة.
وذكرت مصادر عسكرية أن القافلة تحركت من مصراتة، لكنها لم تجد طريقا لدخول طرابلس دون مواجهة مقاومة من الفصائل الداعمة للدبيبة.
وقال مكتب باشاغا إن القافلة كانت قوة أمنية لا تسعى للدخول في حرب، وإنها عادت إلى قاعدتها السابقة استجابة لمطالب أصدقاء دوليين وإقليميين.
وقال شهود عيان خارج طرابلس مباشرة، على الطريق الساحلي الرئيسي المتجه إلى مصراتة، "كانت هناك عربات عسكرية ومقاتلون يتمركزون في أماكن على الطريق، لكن حركة مرور السيارات تسير بشكل طبيعي ولا يوجد مؤشر على حدوث اشتباكات".
وقال سفير الولايات المتحدة إلى ليبيا في تغريدة إنه تحدث إلى باشاغا و"أشاد به على استعداده لتهدئة التوتر والسعي لحل الخلاف السياسي الحالي، من خلال المفاوضات وليس القوة".
كما ثمّن السفير الأميركي، وفق ما نشرته السفارة الأميركية على تويتر، التزام الدبيبة بحماية الأرواح وكذلك استعداده للدخول في مفاوضات لإيجاد حل سياسي.
وكانت بعثة الأمم المتحدة الخاصة بليبيا قد عبّرت الخميس عن القلق إزاء ما قالت إنه "تقارير عن تعبئة القوات وتحرك قوافل ضخمة من المجموعات المسلحة، مما أدى إلى تصاعد حدة التوتر في طرابلس وحولها".
ونعمت ليبيا بفترة هدوء نسبي نادرة منذ توقف هجوم نفذه الجيش الوطني الليبي واستمر 14 شهرا على طرابلس في صيف عام 2020، مما قاد إلى عملية سلام تدعمها الأمم المتحدة.
وشملت هذه العملية تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة الدبيبة، مهمتها توحيد مؤسسات الدولة التي انقسمت على مدى سنوات بين حكومتين متنافستين في شرق البلاد وغربها، والإشراف على الاستعدادات لإجراء انتخابات عامة.
لكن عملية الانتخابات انهارت في ديسمبر قبل موعد التصويت بقليل، واختلف الفريقان المتنافسان على الطريق الصحيح الذي يتعين اتخاذه لإجرائها.
وأعلن البرلمان، الذي أخذ غالبا صف الجانب الشرقي أثناء الحرب الأهلية، عن انتهاء تفويض حكومة الدبيبة. كما أعلن فترة انتقالية جديدة تحت قيادة حكومة باشاغا وعدم إجراء انتخابات حتى العام المقبل، فيما أعلن الدبيبة خططا لإجراء انتخابات في الصيف.