باشاغا في جولة أوروبية لحشد الدعم بشأن ترشحه لرئاسة ليبيا

بروكسل - حذر وزير الداخلية الليبي السابق فتحي باشاغا الحكومة الانتقالية في طرابلس من إرجاء الانتخابات، في وقت يسعى البلد الذي دمرته الحرب لإرساء السلام والأمن.
وقال باشاغا الذي غادر حكومة الوفاق في مارس 2020، إنه ما زال يفكر في احتمال الترشح للانتخابات الرئاسية.
وأضاف أنه بعد 10 سنوات من الإطاحة بالزعيم معمر القذافي ووسط محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة، فإن الليبيين "متفائلون" بشأن المستقبل وجاهزون لبناء "دولة قوية". وشدد على أنه كوزير داخلية سابق، فإن "لدي خبرة في الدولة ولدي خبرة في التعامل الأمني".
وأكد أهمية أن "يكون تحقيق الأمن داخل ليبيا قويا جدا"، منتقدا الحكومة الانتقالية للإخفاق في السيطرة على الفصائل المسلحة.
ويجري باشاغا جولة في عواصم أوروبية، والتقى في بروكسل أعضاء في البرلمان الأوروبي ومسؤولي منظمات غير حكومية للحديث عن مستقبل ليبيا، وليقدم نفسه بشكل متحفظ، على أنه الشخصية المناسبة للمنصب لحشد الدعم قبل الاستحقاق الانتخابي المرتقب في بلاده.
وتبدي بروكسل قلقا إزاء مشكلة طالبي الهجرة واللجوء انطلاقا من الشواطئ الليبية، على متن سفن تهريب مكتظة وغير آمنة في غالب الأحيان، نحو دول الاتحاد الأوروبي.
وشدد وزير الداخلية السابق على أنه تعامل مع هذه القضية بجدية خلال فترة وجوده في الوزارة، لكنه حذر من أنه من الأفضل معالجتها من جانب حكومة ليبية موحدة.
وقال "تعاونا مع الاتحاد الأوروبي أيضا وكانت فترة صعبة"، مشيرا إلى تعرض مراكز احتجاز مهاجرين للقصف خلال هجوم لقوات المشير خليفة حفتر على طرابلس العام الماضي.
وكشفت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية الاثنين أن باشاغا انطلق في جولة أوروبية ضمن حملة انتخابية مبكرّة، أخذته أولا إلى باريس ثم إلى روما وإلى بروكسل ولندن وأمستردام وستنتهي ببرلين.
ويقول مراقبون إن باشاغا يسعى لجذب الانتباه الخارجي له، بعد تضاؤل شعبيته في الداخل وفشله في القضاء على الميليشيات المسلحة وارتباطه بتيار الإسلام السياسي، الذي يمول التنظيمات المتطرفة في ليبيا.
وأفضت هدنة رسمية في أكتوبر إلى تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة ومجلس رئاسي برئاسة محمد يونس المنفي، أوكلت لها مهمة توحيد مؤسسات ليبيا المنقسمة وإطلاق جهود إعادة الإعمار والتحضير لانتخابات ديسمبر.
وقال باشاغا "بطبيعة الحال فإن الحكومة تتمنى ألا تتحقق هذه الانتخابات، ولكن هي ملزمة بأنها تدعم هذه الانتخابات".
وأضاف "أما بالنسبة لهذه الانتخابات فيجب أن تكون في نفس الوقت برلمانية ورئاسية، والرئاسية تكون بانتخاب مباشر من الشعب".
وتستضيف ألمانيا جولة جديدة من المباحثات في برلين بعد ثلاثة أسابيع، ستتمحور حول تنظيم انتخابات عامة في 24 ديسمبر، وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.
وحذر الموفد الدولي الخاص إلى ليبيا يان كوبيتش من أن عملية سحب القوات الأجنبية وتوحيد المؤسسات، تشهد جمودا.
ويعد الملف الأمني من أبرز الملفات تعقيدا في طريق الدبيبة وحكومته، حيث يتعين عليه تفكيك الميليشيات وإخراج المرتزقة.
وحسب تقديرات البعثة الأممية إلى ليبيا توجد نحو 20 ألفا من القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا، وهو ما يعتبر انتهاكا للسيادة الوطنية.
وكانت تركيا تدخلت مباشرة في ليبيا العام الماضي من خلال دعم حكومة الوفاق بالمرتزقة والعتاد العسكري، في مواجهة الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر خلال هجومه من أجل استعادة السيطرة على العاصمة.
وتزعم أنقرة أن وجود قواتها في ليبيا يهدف إلى تدريب الوحدات الموالية لحكومة الوفاق، في ذريعة للتنصل من الالتزام بما جاء في اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.
ودافع باشاغا عن وجود القوات التركية التي قال إنها ساعدت سلطات طرابلس في الدفاع عن العاصمة بوجه القوات الموالية لحفتر، الذي قد يصبح بدوره مرشحا رئاسيا منافسا.
وقال إن الحكومة الليبية السابقة برئاسة فايز السراج هي التي طلبت دعم تركيا "وكنا نحن في حالة دفاع عن طرابلس".
وتابع "ليبيا متجهة إلى السلام وانتهت حالة الحرب. وهذا السلام أيضا لا بد أن يتحقق للذهاب إلى الانتخابات، انتخابات نعتقد أنها الضمانة التي تقود ليبيا إلى الأمن والسلام".
وحذر الحكومة الحالية من "وضع العراقيل" أمام الانتخابات، لكنه شدد على أنها ستكون مدعومة من الليبيين في أنحاء البلاد بعد عقد من الفوضى.
وقال "بعد إسقاط القذافي، عدد كبير من السلاح انتشر بين أيدي الناس، ومن بين هؤلاء الناس مجموعات مجرمة".
وأضاف "نحن في طور بناء الدولة وهناك العراقيل وهناك المشاكل وهناك المخاطر، ولكن هناك الإرادة والتصميم على أن نصل إلى بناء الدولة".