باشاغا في باريس بحثا عن حزام دولي يعزز حظوظه لخلافة السراج

وزير الداخلية لم يشرك في محادثاته مع المسؤولين في فرنسا سفير الوفاق.
الجمعة 2020/11/20
باشاغا في باريس بحثا عن تأييد سياسي له

باريس - التقى وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا خلال زيارته إلى باريس التي انتهت الجمعة بعدد من المسؤولين الفرنسيين "للتشاور والبحث حول الترتيبات السياسية والأمنية في ليبيا".

وتتحدث مصادر ليبية أن باشاغا الذي اصطحب معه عددا من الشخصيات من مدينة مصراتة، يسعى لإقناع فرنسا بالضغط على شرق ليبيا للقبول به رئيسا للحكومة خلفا لفايز السراج بعد فشله في بلورة توافق حوله خلال ملتقى الحوار الليبي الذي جرى مؤخرا في تونس.

وأفاد بيان صادر عن الخارجية الفرنسية بأن جان إيف لودريان التقى باشاغا في إطار اتصالاته المتواصلة مع كافة العناصر الليبية الفاعلة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنييس فون دير مول إن اللقاء مع فتحي باشاغا يندرج "في إطار الاتصالات المنتظمة التي تجريها فرنسا مع مجمل الفاعلين الليبيين".

وأضافت فون دير مول أن اللقاء دار حول "التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار" وإحراز تقدم في الانتقال السياسي.

من جانبه، أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين عبر حسابه على تويتر، دعم باريس للحل السياسي للأزمة في ليبيا خلال لقائه باشاغا.

وحظيت زيارة باشاغا لباريس والتي تمت بدعوة رسمية بمتابعة سياسية خلصت أغلبها إلى أن الرجل الطامح للسلطة يسعى لخلق حزام دولي داعم لطموحاته من خلال بناء جسور مع القوى المتدخلة في ليبيا.

للل

ويتحدّر الرجل الوازن في المشهد السياسي الليبي من مدينة مصراتة الساحلية التي تنتمي إليها ميليشيات قوية، ويُعتبر مقربا من تركيا، وكثيرا ما يُتداول اسمه كخليفة محتمل لرئيس الوزراء فايز السراج والذي شابت علاقته به في الفترة الأخيرة توتر كبير.

ويدرك باشاغا أن الرهان فقط على أنقرة لتحقيق ما يصبو إليه لن يؤتي أكله، وهو ما يجعله يسعى للتقارب وتحسين علاقته مع جميع المتداخلين في ليبيا بضوء أخضر تركي، وهو ما ذهبت إليه قراءات سياسية عديدة.

وقال وكيل وزارة الخارجية الأسبق بالحكومة المؤقتة حسن الصغير إن زيارة باشاغا لفرنسا لها أهداف شخصية غير مرتبطة بكونه وزيرا بحكومة الوفاق.

وأضاف الصغير في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن لقاءات باشاغا لم يشارك فيها سفير حكومة الوفاق في باريس، مضيفا أن زيارته لفرنسا لا علاقة لها بليبيا بل بشخص الوزير وطموحه.

وتأتي زيارة باشاغا لباريس بعد أن تهاوت رهاناته في ملتقى تونس للحصول على توافق حوله يمكّنه من رئاسة الحكومة الليبية خلال المرحلة الانتقالية الجديدة بعد أن سبق وأن تم تداول اسمه لخلافة السراج.

وسبقت زيارة باشاغا إلى فرنسا زيارة أداها إلى مصر قبل نحو أسبوعين في محاولة لرفع أسهمه في القاهرة وتخفيف توجساتها من قربه للمحور القطري التركي.

وأثارت زيارة باشاغا لمصر حينها استغراب المتابعين للشأن السياسي الليبي، خاصة أنها جاءت بعد أيام من زيارة أجراها إلى قطر وقّع خلالها اتفاقية تعاون أمني مع الدوحة في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف نهاية الشهر الماضي.

وتعزز زيارة باشاغا لباريس التوقعات بوجود توجه إقليمي ودولي يدعم توليه إما رئاسة الوزراء وإما رئاسة المجلس الرئاسي الجديد.