باسم يوسف يواجه مروجي "الأفروسنتريك" في برنامج بريطاني

القاهرة - حظي الكوميدي والإعلامي المصري باسم يوسف بإشادات واسعة في بلاده عقب مناظرة تلفزيونية “قوية” فنّد فيها زعْم الممثل الأميركي من أصول أفريقية كيفن هارت بأن “أجداده بنوا الأهرامات”، وحذّر فيها من أن هوليوود تسعى إلى محو شعبه وتشويه حضارة بلاده في أعمالها “الوثائقية” الأخيرة.

وقال يوسف في ظهوره مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان ردا على هارت “الأمر ليس مرتبطا بأصحاب البشرة البيضاء أو السوداء بل مرتبط بعملية الاستحواذ الثقافي وفلسفة التاريخ التي يقوم بها أتباع المركزية الأفريقية (الأفروسنتريك)”.

وأضافأن هذه الحركة “بدأت في القرن الماضي بهدف جيد لتعليم الأميركيين من أصول أفريقية التاريخ الغني لغرب أفريقيا مثل الإمبراطورية العظمى لبنين وغانا ومالي”.

وأردف الإعلامي المصري “لذلك أنت تجد أشخاصا مثل كيفن هارت الذي يؤمن بهذه النظريات ويدعي أن أجداده بنوا الأهرامات، أنا آسف فأجدادك لديهم حضارة رائعة غرب أفريقيا”.

وكانت وسائل إعلام قد نقلت تصريحات عن هارت قال فيها “يجب أن نعلّم أطفالنا التاريخ الحقيقي للأفارقة عندما كانوا ملوكًا في مصر، وليس فقط عصر العبودية الذي عززه التعليم في أميركا؟”.

وكان من المقرر أن يقيم الممثل الأميركي عرضا في مصر خلال فبراير الماضي لكن تم إلغاؤه لأسباب لوجستية.

وعلق ابن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، علاء مبارك، على كلمات باسم يوسف:

وأثلج يوسف صدور المصريين الذين تفاعلوا مع كلامه تفاعلا واسعا، وأشادوا به على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أولئك الذين انتقدوه مرارا ويعارضون مواقفه، وقال بعضهم إن “المعارضة أفيد مليون مرة من التطبيل”.

وقال معلق:

كتب مغرد:

وأضاف آخر:

وكتبت ناشطة:

ويأتي هذا الجدل في أعقاب غضب واسع أثارته منصة نتفليكس، بعد أن أصدرت الإعلان الترويجي لمسلسل “الملكة كليوباترا” إذ يتوافق مع ما يروّج له أنصار “الأفروسنتريك”.

وشدد باسم على أن “هوليوود تمحو شعبي ولا يُسمح لنا برواية تاريخنا. ويؤسفني أن أختلف معكم، الأمر لا يتعلق فقط بكليوباترا، فكل الأشخاص في فيلم كارتون جديد ينتجه الكوميدي كيفن هارت، يفترض أن يكونوا مصريين لكنهم يبدون وكأنهم قادمون من غرب أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء. نحن المصريين يُطلق علينا دخلاء و’غُزاة’ لثقافتنا الخاصة. هذا يحدث بشكل ممنهج”.

وتابع “لا أود أن أستيقظ ذات يوم لأجد أن المتحف الأميركي لتاريخ وثقافة الأميركيين الأفارقة يدّعي أن الآثار المصرية المسروقة في المتحف البريطاني ملكه”، متعجباً من اختيار بطلة نيجيرية – ألمانية لأداء البطولة في عمل عن مصر القديمة، وتساءل “أين الممثلات المصريات؟ أين الممثلون العرب؟”. وعلق مورغان قائلا إن “التمثيل كمهنة لا ينبغي أن يتطلب مماثلة الممثل للدور الذي يلعبه، جندرياً وجنسياً وعرقياً، لأن عمل الممثل أن يمثل فقط…”، وردّ يوسف بأن المشكلة هي كون العمل وثائقياً، بمعنى أن الدقة التاريخية مطلوبة هنا أكثر من الأعمال الدرامية، إضافة إلى عدم حساسية هوليوود تجاه التحيزات العرقية عندما يكون الحديث عن المصريين والشرق أوسطيين، بنفس حساسيتها تجاه “الأقليات” الأخرى.

وكشف يوسف أنه يجري حاليا إعداد مسلسل كرتون جديد في الولايات المتحدة يظهر المصريين على أنهم معتدون وسارقو الحضارة المصرية القديمة.

وذلك في سياق منشور ليوسف على تويتر، تحدث فيه عن المداخلة التلفزيونية بشأن أزمة عمل “الملكة كليوباترا”.

ووجّه باسم يوسف الشكر في منشوره لمن دعموه بعد حديثه في المداخلة التلفزيونية، مشيرا إلى أنه غير متخصص وأن هناك أناسا لديهم علم أفضل منه للحديث في هذه الصدد، مطالبًا بتحرك رسمي مدروس للرد على “السرقة الممنهجة للهوية المصرية في السينما والتلفزيون”.

وحذر يوسف من طمس الهوية المصرية في المسلسلات والأفلام حال عدم تحرك الدولة المصرية بشكل ذكي بعيدا عن تحريك القضايا والمنع، داعيا وزارة الآثار والسياحة المصرية إلى التعاون مع شركات دعاية وعلماء مصريات للخوض في هذا الموضوع بعقل وحكمة وبطريقة أكثر علما ومعرفة مما قدمه هو.

وهي ليست المرة الأولى التي تثير فيها أعمال منصة نتفليكس الجدل، ولكن هذه المرة كان تأثير مسلسل كليوباترا واسعا على المصريين تحديدا بشكل سلبي. والعمل هو مسلسل وثاقي درامي، من أربع حلقات، سيعرض على منصة نتفليكس بعنوان “الملكة كليوباترا”.

ووصلت ردود الفعل الغاضبة على العمل إلى نواب في البرلمان المصري، وقال النائب سيد شمس الدين في تصريحات صحفية إن “هذا الفيلم محاولة لتزييف تاريخ مصر القديم وتزوير المعطيات التاريخية الثابتة”، واصفا ما قامت به الشبكة بمحاولة سرقة تاريخ مصر وحضارتها ونسب ذلك إلى حضارات أخرى. وأضاف شمس الدين “إن نتفليكس تحاول بطريقة غير مباشرة أن تتلاعب بالوقائع التاريخية وتزورها.

وأُطلقت عريضة على موقع “تشينج. أورغ” صاغها “الشعب المصري من أجل الشعب المصري” لإيقاف بث المسلسل. وقد نشرها المصريون على نطاق واسع على مواقع التواصل.