باريس وواشنطن تحثان على الإسراع في تشكيل حكومة "ذات مصداقية" في لبنان

واشنطن - دعت الولايات المتحدة وفرنسا السياسيين اللبنانيين إلى الإعلان سريعا عن نتائج التحقيق في أسباب انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، بعيدا عن التدخل السياسي، والمسارعة في تشكيل حكومة، وهو الشرط المسبق لتوفير "دعم هيكلي وطويل الأمد" من المجتمع الدولي للبنان.
وشدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان - إيف لودريان في بيان مشترك، على ضرورة أن يقوم المسؤولون اللبنانيون بتنفيذ التزاماتهم بتشكيل حكومة ذات مصداقية وفاعلية، وبالعمل على تحقيق إصلاحات ضرورية تتوافق مع تطلعات الشعب اللبناني.
وقال الوزيران "تبقى تلك الإجراءات الملموسة ضرورة مطلقة لكي تلتزم فرنسا والولايات المتحدة وشركاؤهما الإقليميون والدوليون بتقديم دعم إضافي وهيكلي وطويل الأمد إلى لبنان".
وتسبب انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 أغسطس 2020، في مقتل نحو 200 شخص وإصابة أكثر من 6000 آخرين، فضلا عن أضرار مادية هائلة في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.
وقال البيان الأميركي الفرنسي إن باريس وواشنطن "تنتظران الحصول على نتائج سريعة في التحقيق في أسباب الانفجار، ويجب على العدالة اللبنانية أن تعمل بشفافية بعيدا عن أي تدخل سياسي".
واعتبر أن مرور ستة أشهر على هذا الحادث المأساوي "يؤكد الحاجة الملحة والحيوية المطلوبة من المسؤولين اللبنانيين لتنفيذ التزامهم بشكل نهائي، وتشكيل حكومة ذات مصداقية وفعالية".
كما دعا البيان مسؤولي البلاد إلى العمل على تنفيذ الإصلاحات اللازمة بما يتماشى مع تطلعات الشعب اللبناني.
وأكد مواصلة فرنسا والولايات المتحدة دعمهما الكامل للشعب اللبناني، وتقديم المساعدة الطارئة له، لاسيما في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والمساعدات الغذائية.
وبحسب تقديرات رسمية أولية، فإن انفجار المرفأ وقع في عنبر 12، الذي تقول السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من مادة "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، التي كانت مصادرة من سفينة ومخزنة منذ عام 2014.
ومنذ 17 ديسمبر 2020، لم يُعلن استكمال التحقيقات في الانفجار التي توقفت دون سبب واضح، فيما ينتظر المتضررون نتائجها لحسم مصير تعويضاتهم لدى شركات التأمين، التي تقدر قيمتها الإجمالية بنحو تريليون و602 مليار و642 مليون ليرة لبنانية (أكثر من مليار دولار).
وعلى إثر الانفجار استقالت حكومة حسان دياب، بعد 6 أيام على وقوعه، إلا أنه جراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة.
وكان الرئيس ميشال عون قد كلف رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، في 22 أكتوبر 2020، بتشكيل حكومة، عقب اعتذار سلفه مصطفى أديب، لتعثر مهمته بتأليف حكومة تخلف حكومة دياب.
جدير بالذكر أنه بعد الانفجار بيومين زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العاصمة بيروت، وأطلق مبادرة قال إن كل القوى السياسية وافقت عليها، ونصت على تشكيل حكومة خلال أسبوعين تتولى الإصلاح في مقابل حصولها على مساعدة مالية.
وفشلت القوى السياسية في ترجمة تعهداتها. ولم تسفر مساعي زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي كلف في 22 أكتوبر بتشكيل الحكومة عن أي نتيجة حتى الآن، وسط انقسامات سياسية لطالما عرقلت وأخرت تشكيل الحكومات في لبنان.
ومنذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، تأمل باريس في تعاون إضافي مع واشنطن في هذا الملف.
وبمعزل عن الدعم الهيكلي طويل الأمد، "ستواصل فرنسا والولايات المتحدة تقديم دعم طارئ للشعب اللبناني، لاسيما في قطاعات الصحة والتعليم والسكن والمساعدة الغذائية"، ليتمكن من مواجهة نتائج تلك الكارثة، وفق الوزيرين.