باريس مدينة الأنوار تغرق في الظلام لتوفير الطاقة

السلطات الفرنسية تضع خطة بهدف خفض استهلاك الطاقة في ظل تقليص روسيا لإمدادات الغاز وارتفاع الأسعار.
الأربعاء 2022/09/14
مدينة الأنوار تطفئ أنوارها

باريس- أعلنت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو الثلاثاء أن العاصمة الفرنسية تعتزم إطفاء أضواء برج إيفل قبل ساعة من المعتاد وستخفض درجة حرارة المياه في المسابح البلدية وستقلص تدفئة المباني العامة لتوفير الطاقة في الشتاء القادم.

وتهدف الإجراءات إلى الامتثال لهدف الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن خفض استهلاك الشركات والمنازل والسلطات البلدية للكهرباء بنسبة 10 في المئة في ظل تقليص روسيا لإمدادات الغاز وارتفاع أسعار الطاقة.

وتبحث الدول في أنحاء أوروبا عن طرق لخفض استهلاك الطاقة وملء مستودعات الغاز تحسبا لانقطاع كلي محتمل.

◙ اعتبارا من 23 سبتمبر سيتم إطفاء الأضواء في المباني العامة في باريس عند الساعة العاشرة مساء

ولا تعتمد فرنسا على الغاز الروسي بالقدر الذي يعتمده بعض جيرانها، إلا أن العدد القياسي للمفاعلات النووية التي خرجت من الخدمة أجبر البلاد على استيراد الطاقة رغم أنها عادة ما تقوم بالتصدير، مما زاد الضغط على أسواق الطاقة.

وقالت رئيسة البلدية هيدالغو “ستظل فرنسا على الدوام مدينة الأنوار”.

ويظل برج إيفل مضاء حاليا حتى الساعة الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي بنظام إضاءة يضفي عليه بريقا ذهبيا. ويعني إطفاء أضواء البرج عند الساعة 11:45 مساء بالتوقيت المحلي خفض استهلاك الطاقة بنسبة أربعة في المئة.

وأوضحت هيدالغو أنه اعتبارا من 23 سبتمبر سيتم إطفاء الأضواء في المباني العامة في باريس عند الساعة العاشرة مساء، بينما ستنخفض درجة حرارة المياه في المسابح إلى 25 درجة مئوية من 26 درجة مئوية. وسيتم خفض التدفئة في المباني العامة إلى 18 درجة مئوية.

أنييس بانييه روناشيه: بحلول عام 2024 يجب أن ينخفض استهلاك الطاقة بنسبة 10 في المئة

وستصل فاتورة الطاقة في العاصمة إلى 90 مليون يورو هذا العام، بزيادة 35 مليون يورو عن المعتاد، رغم وجود عقود طويلة الأجل للكهرباء والغاز تحمي السلطات من الأسوأ فيما يتعلق بزيادات التكلفة.

وكانت الحكومة الفرنسية استبقت هذا القرار بخطوات أخرى لخفض استخدام الطاقة، وذلك بإرغام جميع المتاجر المُكيّفة على إغلاق أبوابها ووقْف الإعلانات المضيئة ليلاً.

وقالت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه إنه من “غير المقبول” ترك الأبواب مفتوحة أثناء تشغيل أجهزة التكييف، وبينت أن غلق الأبواب سيتيح للمتاجر تخفيض فاتورة الطاقة بنسبة 20 في المئة تقريباً.

وأوضحت روناشيه أن ترك الأبواب مفتوحة يعني “استهلاكا أكبر بنسبة 20 في المئة، وهذا غير معقول”، وأن المخالفين سيدفعون غرامة قدرها 750 يورو للأبواب المفتوحة و1500 يورو للافتات الضوئية.

وبينت الوزيرة الفرنسية أن هذه الخطة هي جزء من إستراتيجية طاقة شاملة تهدف إلى تقليص استهلاك الطاقة بنسبة 40 في المئة بحلول عام 2050، مشيرة إلى أن الخطة تستند إلى ثلاث ركائز أعلنها ماكرون في  فبراير الماضي، وهي: كفاءة الطاقة والرصانة، وتسريع تطوير الطاقات المتجددة، وإحياء البرنامج النووي.

وأضافت “بحلول عام 2024 يجب أن ينخفض استهلاك الطاقة بنسبة 10 في المئة”، لافتة إلى “إصدار مرسومين خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن تعميم حظر الإعلانات الضوئية بغض النظر عن حجم المدينة لتبدأ من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى السادسة صباحاً، باستثناء المحطات والمطارات التي لا تغلق في الليل، كما سيتم إلزام المحال التجارية بغلق الأبواب أثناء تشغيل أجهزة التبريد أو التدفئة بهدف تقليل الطاقة المستخدمة”.

وكانت شركتا الطاقة الفرنسية الرائدتان “توتال إنرجي” و”إنجي” وشركة كهرباء فرنسا “إي دي أف” دعت الفرنسيين إلى ضرورة خفض استهلاكهم للوقود والنفط والكهرباء والغاز، وذلك لمواجهة مخاطر النقص وارتفاع الأسعار الذي من شأنه أن يهدد “التماسك الاجتماعي” خلال موسم الشتاء المقبل.

◙ إطفاء أضواء البرج عند الساعة 11:45 مساء يعني خفض استهلاك الطاقة بنسبة أربعة في المئة

 

1