باريس تسجّل حضورها في مالي بضربات نوعية

قوة برخان تعلن مقتل أحد القياديين "المهمين" في جماعة جهادية ووصفته بأنه قائد شبكة من زارعي العبوات الناسفة.
السبت 2021/10/09
نحن هنا

باماكو - أعلنت قوة برخان الفرنسية المناهضة للجهاديين في منطقة الساحل الجمعة، أنها قتلت الخميس في مالي بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو أحد القياديين "المهمين" في جماعة جهادية متخصصة في زرع الألغام اليدوية الصنع.

وقالت القوة إنها نجحت في "تحييد" أومارو موبو مودي الذي وصفته بأنه قائد شبكة من زارعي العبوات الناسفة، في منطقة هومبوري خلال عملية "بالتنسيق" مع القوات المسلحة المالية والأميركية. وتستخدم القوة كلمة "تحييد" لتأكيد مقتل الهدف.

وأضافت "برخان" أن "أومارو موبو مودي كان قائدا مهما لمجموعة أنصار الإسلام، مرتبطا بشكل مباشر بجعفر ديكو أمير المجموعة، وعمل في منطقة أر أن 16 (الطريق الوطني 16) بين غوسي وغاو وأشرف خصوصا على زرع العبوات الناسفة اليدوية الصنع" السلاح المفضل للجهاديين.

وتابعت أن هذا "القائد المحترم" كان يمكنه "قيادة نحو مئة رجل لتنفيذ هجمات واسعة بشكل فوري".

 وعملية برخان هي عملية جارية لمكافحة التمرّد في منطقة الساحل الأفريقي، انطلقت في الأول من أغسطس 2014 وتتألف من 3000 إلى 4500 جندي فرنسي مع قوات من خمسة بلدان تمثل المستعمرات الفرنسية السابقة، التي تمتد في منطقة الساحل الأفريقي: بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر. هذه البلدان المشار إليها إجمالا باسم "جي 5 الساحل".

ويأتي هذا الإعلان في مسعى فرنسي لتسجيل حضور في مالي بعد تبادل للانتقادات بين الرئيس ماكرون وشوغل مايغا رئيس وزراء مالي.

وكان مايغا انتقد فرنسا من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا "لقد تخلت فرنسا ونحن في أمس الحاجة إليها، غادرتنا ونحن في حالة طيران"، وبادر الرئيس ماكرون ليرد ردا قاسيا، فوصف أقوال رئيس الوزراء المالي بأنها "أقوال غير مقبولة تبعث على الخجل".

وتظهر هذه الخطوة ارتباك باريس التي هددت بانسحاب القوات الفرنسية، التي تقاتل الجماعات الجهادية هناك منذ ثماني سنوات، بعدما أبدت قلقا صريحا من المناقشات بين باماكو وشركة فاغنر الروسية الخاصة، لاسيما بعد أن تخلى عنها شركاؤها الغربيون حيث لا أمل في دعم أميركي رغم الاختراق الروسي، كما أن الدول الأوروبية ذاتها تتجه إلى فك الارتباط.

وتحولت الضربات الفرنسية، إلى ضربات منتخبة بدلا من مواجهة مفتوحة مع الجهاديين، لإثبات وجودها ميدانيا بعد دخول الروس على الخط، وهو ما يزعج باريس التي تخشى أن يفقدها اتساع النفوذ الروسي سيطرتها على مستعمراتها القديمة.

وأنشأ جماعة أنصار الإسلام في 2016 في بوركينا فاسو على الحدود مع مالي، داعية بوركينابي يدعى إبراهيم مالام ديكو.

ولهذه الجماعة التي ظهرت أولا في شمال بوركينا فاسو، صلات مع جماعة أمادو كوفا الذي يدور في فلك تنظيم القاعدة في منطقة الساحل وتنشط في وسط مالي. وقد أعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات في شمال بوركينا فاسو خلال السنوات الأولى من نشاطها.

وانخفض عدد العمليات التي تتبناها "أنصار الإسلام" بشكل كبير بعد وفاة إبراهيم مالام ديكو. وقد حل محله شقيقه جعفر ديكو.

وقال خبراء في النزاع في منطقة الساحل إن أعضاء الجماعة التحقوا بجماعات جهادية أخرى في المنطقة من دون أي تأكيد لهذه المعلومات على الأرض.

ويشكل وسط مالي أحد المراكز الرئيسية للنزاع في منطقة الساحل. وقُتل 16 جنديا ماليا هناك الأربعاء في كمين نسب إلى الجهاديين.

وتعاني مالي موجة من أعمال العنف متعددة الأوجه والتي خلفت الآلاف من الضحايا معظمهم مدنيون، منذ اندلاع تمرد قاده انفصاليون وجهاديون شمال البلاد في 2012. وذلك بالرغم من تدخل قوات تابعة للأمم المتحدة وقوات فرنسية وأخرى من بلدان أفريقية.

وتفاقم العنف بسبب نزاعات محلية وأعمال نهب في وسط البلاد، حيث تسجل غالبية الاعتداءات في حق المدنيين، بحسب قسم حقوق الإنسان لدى بعثة الأمم المتحدة.