باريس تدعو حفتر إلى تجنب العمليات العسكرية

باريس - دعت فرنسا الاثنين قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر إلى تجنب العمليات القتالية والعمل على إيجاد حل سياسي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "لا حل عسكريا في ليبيا. الأولوية لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 23 أكتوبر، والذي يلحظ خروج القوات الأجنبية والمرتزقة الأجانب، كما واستكمال العملية السياسية بإشراف الأمم المتحدة".
وتابع المتحدث الفرنسي "ندعو كل الأطراف الليبية إلى دعم هذه العملية، والامتناع عن استئناف الأعمال العدائية وتركيز الجهود على تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة في 24 ديسمبر 2021، وفق مقررات المنتدى السياسي الليبي تحت إشراف الأمم المتحدة".
وتأتي الدعوة الفرنسية في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها الساحة الليبية هذه الأيام بعد زيارة وفدي مصر وتركيا إلى طرابلس.
وأرسلت مصر الأحد وفدا إلى طرابلس التقى بوزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا، حيث بحثا التحديات الأمنية المشتركة وسبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين وسبل دعم اتفاق وقف إطلاق النار ومناقشة مخرجات لجنة 5+5 من أجل تأييد المجهودات الأممية بشأن الحوار السياسي والخروج من الأزمة الراهنة بالطرق السياسية والسلمية.
وتسعى القاهرة من خلال هذه الزيارة إلى إعادة تموضعها من جديد على الساحة الليبية وخلق حالة من التوازن في علاقتها بين طرفي النزاع في ليبيا بإبداء انفتاحها على جميع الأطراف السياسية، خاصة وأنه كانت هناك مؤاخذات على القاهرة بدعم الشرق على الغرب وانحيازها للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وهو ما فتح المجال لإطراف إقليمية لتعزيز حضورها على غرار تركيا.
ووصل السبت الماضي، وزير الدفاع التركي خلوصي أكار رفقة وفد عسكري إلى طرابلس، في زيارة غير معلنة بغية تأكيد هيمنة أنقرة على عمليات تدريب القوات التابعة لحكومة الوفاق والميليشيات الحليفة وتسليحها، وإفهام باشاغا أن المشاريع الخارجية الأخرى قد فشلت، وأن أنقرة هي صاحبة القرار الوحيد في طرابلس.
وأطلق أكار تصريحات استفزازية بهدف استدراج الجيش الوطني إلى مواجهة جديدة بعد فشل الاستفزازات الماضية في تقويض العملية السياسية الجارية في ليبيا.
وقال أكار الأحد في كلمة أمام القوات التركية في ليبيا "الجيش الليبي وأنصاره سيكونون هدفا مشروعا لنا في حال وقوع أي هجوم على القوات التركية".
وجاءت تصريحات أكار بعد أن دعا المشير حفتر في خطابه بمناسبة إحياء ذكرى استقلال ليبيا الـ69 إلى "طرد المحتل التركي"، مشددا على أنه "لا سلام في ظل وجود المستعمر على أرضنا".
وقال حفتر "لا خيار إلا رفع راية التحرير من جديد وتصويب بنادقنا ومدافعنا ونيران قذائفنا نحو هذا العدو المعتدي المتغطرس المتجاهل لتاريخنا النضالي"، مضيفا "استعدوا أيها الضباط والجنود الأبطال ما دامت تركيا ترفض منطق السلام واختارت لغة الحرب، فاستعدوا لطرد المحتل".
وكان الموقف الفرنسي حاسما تجاه التدخلات التركية في ليبيا إذ اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا في يونيو الماضي بنقل مقاتلين إلى ليبيا، معتبرا الدور التركي في هذا البلد المغاربي "مسؤولية تاريخية وإجرامية".
وقال ماكرون "أعتقد أنها مسؤولية تاريخية وإجرامية لبلد يزعم أنه عضو بحلف شمال الأطلسي"، وأضاف أن تركيا "تستورد" مقاتلين من سوريا "بكثافة".
ويعد الملف الليبي أبرز نقاط الخلاف بين الرئيسين ماكرون وأردوغان، إذ تدعم تركيا حكومة الوفاق والميليشيات الموالية لها، في حين يميل الموقف الفرنسي إلى دعم قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر.
ولئن لم تعترف رسميا بدعم المشير حفتر، لكنها تدعمه بقوة كونها تعلم جيدا أن الجيش الوطني هو الجهة الوحيدة على الأراضي الليبية القادرة على دحر الإرهاب هناك، وأن البديل هو أن تصبح ليبيا الملاذ الآمن للجماعات الإرهابية، ونقطة انطلاق لعمليات إرهابية سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا.