باريس تتمسك بسيادة أوكرانيا وموسكو تهدد بنشر أسلحة نووية محظورة

الرئيسي الروسي يطالب بإجراء محادثات فورية مع الناتو والولايات المتحدة بشأن الضمانات التي ستمنح لروسيا حول أمنها على خلفية التوترات حول أوكرانيا.
الخميس 2021/12/16
من يوقف نزيف الهجرة ؟

باريس - كشفت محادثات فرنسية - روسية عن تمسك باريس بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وتصمم فرنسا على تطبيق اتفاقيات مينسك في إطار “رباعية النورماندي” وبوساطة ألمانية، في وقت هددت فيه موسكو بنشر أسلحة نووية محظورة.

وقال الإليزيه الأربعاء إن “الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكّد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين تمسك فرنسا بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”.

وأضاف ماكرون لبوتين خلال اتصال هاتفي أن باريس مصممة على تطبيق اتفاقيات مينسك في إطار ‘رباعية النورماندي’ وبوساطة فرنسية – ألمانية، كما اتفق الطرفان على التواصل مجددا قبل نهاية الشهر الجاري.

دبلوماسي روسي حذر من أن موسكو ستنشر أسلحة نووية إذا لم يتعهد حلف شمال الأطلسي بإنهاء توسعه شرقا

وكانت موسكو دعت الثلاثاء إلى إجراء مفاوضات فورية مع حلف الأطلسي حول أمن البلاد، بحسب ما أفاد الكرملين.

 وطالب بوتين بإجراء محادثات فورية مع الناتو والولايات المتحدة بشأن الضمانات التي ستمنح لروسيا حول أمنها على خلفية التوترات حول أوكرانيا.

وحذر دبلوماسي روسي رفيع من أن موسكو سترد عسكريا وتنشر أسلحة نووية تكتيكية إذا لم يتعهد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإنهاء توسعه شرقا.

وذكر موقع “صوت أميركا” أن تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف تزيد المخاطر في المواجهة بين روسيا والقوى الغربية بعد أيام على مؤتمر افتراضي عقده الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين؛ بهدف نزع فتيل أزمة متنامية بشأن التحركات العسكرية الروسية قرب الحدود الأوكرانية، حيث يقدر أن الكرملين حشدت ما يقرب من المئة ألف جندي.

ويأتي التهديد وسط تزايد المخاوف من أن بوتين يفكر في شنّ توغل عسكري آخر في أوكرانيا في تكرار لضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 والاستيلاء على جزء كبير من منطقة دونباس شرق أوكرانيا.

وكان بوتين طالب الاثنين خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “بوجوب البدء فورا في مفاوضات بهدف الخروج باتفاقيات قانونية دولية واضحة من شأنها أن تمنع المزيد من توسع الناتو شرقا، ونشر أسلحة تهدد روسيا في بلدان مجاورة، وفي أوكرانيا بشكل أساسي”.

فرنسا تدخل على خط الأزمة الأوكرانية الروسية
فرنسا تدخل على خط الأزمة الأوكرانية الروسية

وكرر رئيس الوزراء البريطاني جونسون للزعيم الروسي التحذيرات من أن أي تكرار لسيناريو 2014 ستكون له عواقب وخيمة وأي عمل يزعزع الاستقرار تشنه روسيا سيقابله رد موحد للدول الغربية.

وفي أعقاب المكالمة بين جونسون وبوتين، قال ريابكوف لوكالة “ريا نوفوستي” إن “الرد الروسي سيكون عسكريا”، إذا واصل حلف الناتو تسليح أوكرانيا، موضحا أن “عدم إحراز تقدم تجاه حل سياسي دبلوماسي سيعني أن ردنا سيكون عسكريا وعسكريا تقنيا”.

وأضاف “ستكون هناك مواجهة”، لافتا إلى أن روسيا ستنشر أسلحة تم حظرها في السابق بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، وهي اتفاقية للحد من الأسلحة أبرمها الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان عام 1987 مع الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف.

وتصاعدت وتيرة الخلافات خلال الأشهر الماضية بين موسكو والناتو الذي أعلن صراحة وقوفه إلى جانب كييف ودعمه ضمها إلى عضويته.

واتهمت واشنطن والأوروبيون روسيا بالتحضير لغزو أوكرانيا، وهو ما نفته موسكو مرارا.

وأبدى الكرملين امتعاضه من نشر كييف طائرات مسيرة (تركية) قرب الحدود، كما انتقد مرارا محاولاتها الانضمام إلى حلف الأطلسي.

والأسبوع الماضي تحدث الرئيس الأميركي بايدن خلال مكالمته مع بوتين عن العقوبات الاقتصادية التي سيفرضها الغرب حال غزت القوات الروسية أوكرانيا.

وأثارت تعزيزات للقوات الروسية على طول الحدود مع أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم القلق في العواصم الغربية، وأججت جدالا محتدما بين صناع السياسات الغربيين بشأن نوايا بوتين.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يضغط على الناتو للاعتراف ببلده عضوا “إن أوكرانيا تخلت عن ترسانتها النووية مقابل ضمانات أمنية من روسيا التي لم تحترمها أبدا”، متسائلا “كيف نثق في أي وعود روسية؟”.

ويأخذ الرئيس الروسي على الغربيين عدم الوفاء بوعد قطعوه في نهاية الحرب الباردة بعدم توسيع الحلف شرقا، لكن أزمة “القرم” لا تزال في ذاكرة الأوكرانيين، بعد أن أطاحت انتفاضة شعبية في أوكرانيا بالنظام المدعوم من موسكو عام 2014، لتعمد روسيا إثر ذلك إلى ضم شبه جزيرة القرم.

ولا تزال القوات الأوكرانية تتواجه مع انفصاليين مدعومين من روسيا في شرق البلاد، وأدى النزاع بينهما منذ سنوات إلى مقتل ثلاثة عشر ألف شخص.

5