باحثون يحذرون من تراجع الرضاعة الطبيعية في الجزائر

دراسة تؤكد أن 46.7 بالمئة فقط من الأمهات يرضعن أطفالهن إلى غاية السنة الأولى، وأن 49.5 بالمئة من الأمهات يرضعن الصبي أقل من ساعة بعد الوضع.
الاثنين 2018/11/19
حليب الأم أحسن لقاح يلازم الطفل طوال حياته

الجزائر – كشفت دراسة لوزارة الصحة والسكان في الجزائر أن نسبة 46.7 بالمئة فقط من الأمهات يرضعن أطفالهن إلى غاية السنة الأولى من عمر الطفل، وشددت على ضرورة تشجيع الرضاعة الطبيعية لمدة حولين كاملين ودفع الأمهات لذلك وعبر توعيتهن بأهمية استمرار الرضاعة الطبيعية عامين كاملين مثلما توصي منظمة الصحة العالمية.

وأظهرت الدراسة أيضا أن نسبة 49.5 بالمئة من الأمهات يرضعن الصبي أقل من ساعة بعد الوضع، وشددت نائب مدير مكلفة بصحة الأم والطفل بوزارة الصحة ليلى بن برنو على ضرورة العودة إلى الطريقة التقليدية للجدات والمتمثلة في مواصلة الرضاعة إلى غاية بلوغ الطفل السنتين من عمره، وذلك حفاظا على نموه الطبيعي ووقايته من جميع الأمراض الخطيرة طوال حياته.

وعبّرت بن برنو، بمناسبة إحياء الأسبوع العالمي لتشجيع الرضاعة الطبيعية الذي أقرّته المنظمة العالمية للصحة ما بين 11 و17 نوفمبر الجاري، عن أسفها “لتراجع الرضاعة الطبيعية في الأسرة والمجتمع الجزائريين”، مؤكدة على ضرورة تشجيع الأمهات على تقديم الثدي للرضيع منذ الوهلة الأولى للولادة نظرا إلى الفوائد التي تحملها القطرات الأولى من حليب الأم، واصفة إياها بـ”أحسن لقاح يلازم الطفل طوال حياته”.

ويفسر المختصّون وعلماء الاجتماع تراجع الرضاعة الطبيعية بالجزائر إلى نمط الحياة العصرية وعمل المرأة وعدم تخصيص مدة كافية لها في إطار أوقات العمل لهذه العملية، الأمر الذي جعل الإطارات الصحية والاجتماعية تدعو إلى ضرورة تمديد عطلة الأمومة للمُرضعة لتمكينها من البقاء إلى جانب الرضيع خلال الأشهر الأولى من حياته، وهي فترة “مهمة جدا” صحيّا وعاطفيا في حياة الإنسان. وتفيد العديد من الدراسات أن الأمهات يجهلن أن الرضاعة الطبيعية تحمي من عدة أمراض خطيرة، على غرار سرطان الثدي والمبيض وعنق الرحم، بالإضافة إلى مساهماتها كمانع حمل طبيعي في تباعد الولادات.

واعتبرت بن برنو أن تشجيع الرضاعة الطبيعية إلى غاية بلوغ الطفل السنتين من العمر يساهم كذلك في التخفيض من أعباء الأسرة والاقتصاد الوطني أيضا، خاصة وأن الحليب الاصطناعي المسوّق في الجزائر مستورد.

21