باحثون ومختصون يناقشون واقع وآفاق "أدب الطفل في الإمارات"

الكتاب يرصد عالم الطفل أدبيا وكيف استطاع الأدباء أن يصلوا إلى هذا المكان العذب في النفس البشرية منذ الصغر، والكتابة عنها بروح ذكية تراعي الفئة العمرية.
الاثنين 2024/12/23
الخيال يلعب دورا مهما في مرحلة الطفولة

دبي- يضم كتاب “أدب الطفل في الإمارات” أبحاث ملتقى العويس لأدب الطفل في الإمارات الذي نظمته مؤسسة العويس يوم الخامس عشر من نوفمبر 2023 وشاركت فيه نخبة من المهتمين والعاملين في حقل أدب الطفل.

تناولت أبحاث هذا الكتاب جملة من القضايا التي تعنى بأدب الطفل، ورصدت عالم الطفل أدبيا بعين فاحصة عارفة بالكنز العظيم الذي يختبئ في عالم الأطفال، وكيف استطاع الأدباء أن يصلوا إلى هذا المكان العذب في النفس البشرية منذ الصغر، والكتابة عنها بروح ذكية تراعي الفئة العمرية والفروقات الفردية لكل طفل تتوجه إليه الحكايات والقصص والأشعار.

بوكس

شارك في هذا الكتاب الدكتور علي الحمادي الذي بحث في “دور أدب الطفل في ترسيخ الهوية الوطنية”، وكشف الحمادي عن تصميم مشروع تطبيقي باسم “الحقيبة التعليمية لتعزيز الهوية الوطنية في رياض الأطفال”.

وقال “مكونات الحقيبة تركز على توظيف أدب الطفل في تعزيز وعي الطفل بذاته وتمكينه من التعرف على مفردات هويته والتمسك بها. وتشمل وسائط متعددة هي: الأركان التعليمية، وقصص الأطفال، والأغاني الشعبية، والألعاب الشعبية، والمقاطع المرئية، والدمى، والمواد التدريبية، والحملات التوعوية. لقد بنيت فلسفة الحقيبة على الأركان التعليمية انطلاقا من دراسات سابقة أوضحت دورها الفعال في تعزيز وعي الطفل بذاته وتفاعله مع محيطه.”

أما الكاتبة ري عبدالعال فأكدت في مساهمتها بعنوان “الخيال والرمز في كتب الأطفال”، على أن الخيال يلعب دورا مهما في مرحلة الطفولة، فهذه القدرة الإبداعية يمكن أن تساعد الأطفال على مواجهة المشاكل وحلها.

وبينت أن العديد من نظريات نمو الطفل تبرز كيف يساعد الخيال على تطور الطفل المعرفي، وينضج إدراكه ونموه العقلي وينمي قدرته على التواصل مع الآخرين، وهذا هو السبب وراء تصوير العوالم الخيالية في أدب الأطفال بشكل عام، خاصة وأن مخيلة الطفل لا تتطور تلقائيا إلا بشكل محدود النطاق.

وجاءت مداخلة الكاتبة ناديا النجار حول “وعي الذات في أدب الطفل في الإمارات”، وفيها تقول “نحن بحاجة إلى المزيد من كتب الأطفال العربية التي تتحدث عن أصحاب الهمم، لمنحهم صوتا وصورة. إن وجود أدب يحتوي على صور إيجابية عن المعاقين له أثر إيجابي على مواقف الأطفال العاديين تجاه أقرانهم من أصحاب الإعاقات والاحتياجات الخاصة، ويساهم بشكل واضح في الدمج الناجح لهم في الأسرة والفصول الدراسية وبيئة العمل والمجتمع.”

وتناولت النجار عددا من القصص التي اهتمت بتعريف الطفل على أصحاب الإعاقات.

وقدمت الدكتورة وفاء الشامسي تحت عنوان “الرمز والخيال في قصص الأطفال بين المقبول والمرفوض ـ قراءة تحليلية” قراءة تحليلية للرمز والخيال في قصص الأطفال بين المقبول والمرفوض، حيث ناقشت مصادر وضوابط الخيال وماهية وضوابط الرمز في أدب الطفل وتوظيف كل من الخيال والرمز في قصصه.

◄ علي الحمادي كشف عن تصميم مشروع تطبيقي باسم “الحقيبة التعليمية لتعزيز الهوية الوطنية في رياض الأطفال"
علي الحمادي كشف عن تصميم مشروع تطبيقي باسم “الحقيبة التعليمية لتعزيز الهوية الوطنية في رياض الأطفال" 

أما الباحثة أمل فرح فكتبت حول “أقدم ذراع لأدب الطفل في الإعلام ـ المجلة أين؟ وإلى أين؟”، مشددة على دور المجلات الهام للغاية في نشر وتداول أدب الأطفال.

وعاين الدكتور هيثم يحيى الخواجة تحت عنوان “أدب الطفل بين الحضور والتشتت”، السلبيات التي يواجهها كتاب الطفل العربي، مبينا أن قسما كبيرا مما يقدم للأطفال بدعوى أنه أدبهم لا يرقى إلى مستوى أدب الأطفال الذي نأمل أن نصل إليه، لأسباب عديدة من ذلك: الاستناد إلى التراث للاستفادة والهروب، أو ضعف الاختيار والانتقاء من التراث، وعدم التمكن من الجدة والابتكار، وعدم الإمساك بناصية اللغة، والابتعاد عن علم نفس الطفل والقيم والتربويات، والانحياز إلى الخطابية والمباشرة، وعدم دراسة المعجم اللغوي الملائم لكل فئة عمرية، إضافة إلى الرسومات السيئة وعدم الضبط بالشكل، وحجم الخط الصغير، والابتذال والتكرار، وغياب التشويق.

ونشر الكتاب شهادتين لكل من الفنانة والكاتبة فاطمة العامري بعنوان “التفاعل ما بين النص والرسم في قصص الأطفال” والدكتورة فاطمة المزروعي عن تجربتها في أدب الطفل. وكتاب “أدب الطفل في الإمارات” صدر حديثا عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ويحمل العدد 27 من سلسلة كتب الندوات التي توثق من خلالها المؤسسة جميع الندوات التي تنظمها داخل وخارج الإمارات، وتضمن ملحقا لمعرض الصور الذي أقيم على هامش الملتقى، وكذلك تضمن الكتاب أول قصة مصورة للأطفال في الإمارات بعنوان “الفأر المخترع” كتبها ورسمها وأخرجها عبدالعزيز خليل المطوع عام 1969. والتي تعد وثيقة تاريخية لأول مجلة مصورة في الإمارات.

وجاء في مقدمة الكتاب “لقد أعطى أدب الطفل للساحة الإماراتية الكثير من الحكايات والقصص وقد حان الوقت للكتابة عنها، بشكل توثيقي وبأقلام عاصرت وعايشت صعود هذا الأدب إلى صدارة الكتابة الإبداعية، خاصة أنه بات هناك عشرات من الذين يكتبون أدب الطفل بشكل مؤثر وبات هناك رسامون وشعراء وغيرهم من العاملين في حقول قريبة من دنيا الطفل يعملون في هذه الصناعة الثقافية. لذلك كان ملتقى ‘العويس لأدب الطفل في الإمارات’ راصدا لهذه الظاهرة الجميلة والتي تم نشر أبحاثها في هذا الكتاب حيث التنوع والمهنية والتعددية والرأي الحصيف، ناهيك عن الأمثلة والشواهد والمراجع وغيرها من الشواهد التي دعمت النصوص وجعلتها مرجعا لكل من يريد الخوض في هذا المضمار”.

ويعي المساهمون بورقاتهم في الكتاب أن للطفل في الإمارات متطلباته وأحلامه وطموحاته الخاصة به، وهي طموحات وأحلام ومتطلبات تعكس طبيعة بلده الذي راهن منذ أكثر من نصف قرن على توفير كل الإمكانات التربوية الكفيلة ببناء مجتمع قوي منافس ومواكب لتطورات العصر المعرفية والتكنولوجية والثقافية والأدبية دون التفريط في هويته المحلية وتراثه الأصيل.

◄ أدب الطفل أعطى للساحة الإماراتية الكثير من الحكايات والقصص وقد حان الوقت للكتابة عنها
أدب الطفل أعطى للساحة الإماراتية الكثير من الحكايات والقصص وقد حان الوقت للكتابة عنها

 

12