باحثون: مقولة "أفضل سن للإنجاب" لا تهم النساء فقط

واشنطن – أظهرت دراسة أميركية حديثة أن مخاطر مضاعفات الولادة تزيد عندما يكون الآباء في منتصف الثلاثينات من العمر.

ويقول الباحثون أن نتائج دراستهم التي تتبعت 40 مليون طفل أكدت أنه يجب على الرجال البدء بتأسيس الأسرة قبل عمر الخامسة والثلاثين لعدة أسباب من أهمها تجنب تعرض أطفالهم الذين لم يولدوا بعد لمخاطر صحية غير متوقعة.

وطوال عقود، راج اعتقاد بأن النساء يعرضن أطفالهن للخطر، في حال تابعن نشاطاتهن المهنية وأجلن الإنجاب حتى يتقدّمن في العمر. ووجدت الدراسة الجديدة أن مخاطر مضاعفات الولادة تبدأ بالزيادة عندما يكون الآباء في منتصف الثلاثينات، وترتفع بشكل كبير بعد تخطي الرجال سن الخامسة والأربعين.

وقال البروفيسور مايكل أيزنبرغ، من كلية الطب بجامعة ستانفورد، “نميل إلى دراسة عوامل الأمومة في تقييم مخاطر الولادة. ولكن هذه الدراسة تظهر أن عمر الأب يساهم في الحفاظ على صحة الطفل أيضا”.

وأوضح أيزنبرغ أنه عندما يبلغ الأب 35 سنة، تحدث زيادة طفيفة في إمكانية تعرض الطفل للعيوب الخلقية، ولكن الخطر يزداد بشكل حاد مع تقدم الرجال في العمر. وأرجع ذلك إلى أنه مع كل سنة يكبر فيها الرجل، تتراكم طفرتان جديدتان في الحمض النووي للسائل المنوي. وبالمقارنة مع الآباء الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة، فإن الأطفال الذين ينجبهم الرجال في أعمار تتراوح بين 35 و44 سنة، يكونون أكثر عرضة بنسبة 5 بالمئة للولادة المبكرة، أو لانخفاض الوزن.

وبالنسبة للرجال في عمر 45 سنة أو أكثر، من المرجح أن يتم وضع أطفالهم في الرعاية المركزة بنسبة 14 بالمئة، مع ارتفاع احتمال الولادة المبكرة بنسبة 14 بالمئة، كما أنهم أكثر عرضة بنسبة 18 بالمئة للإصابة بالمرض.

وعند بلوغ الأب 50 سنة أو أكثر، فإن الرضيع سيكون بحاجة إلى جهاز التنفس بنسبة 10 بالمئة، مع ارتفاع احتمالات الحاجة إلى العناية المركزة بنسبة 28 بالمئة.

وأضاف أيزنبرغ أن “ما أثار الدهشة حقا هو وجود علاقة بين عمر الأب المتقدم واحتمال إصابة الأم بمرض السكري أثناء الحمل”. وبالنسبة للرجال الذين يبلغون من العمر 45 عاما فما فوق، فإن زوجاتهم أكثر عرضة بنسبة 28 بالمئة للإصابة بسكري الحمل.