باتريوت الأميركية تضع حدا لاستفزازات الميليشيات الإيرانية

بغداد - لجأت الولايات المتحدة الأميركية إلى نشر منظومة باتريوت في العراق من أجل وضع حدّ لهجمات الميليشيات الموالية لإيران على منشآت عسكرية ودبلوماسية تابعة لواشنطن.
ومن شأن منظومة الصواريخ الأميركية المعروفة بإمكانياتها الكبيرة في شل القدرات العسكرية للميليشيات في العراق.
وأكدت مصادر عسكرية عراقية أن وزارة الدفاع الأميركية باشرت بنشر منظومة الصواريخ للدفاع الجوي في العراق، وذلك بعد نحو شهرين من تعرض القوات الأميركية لهجوم بصواريخ باليستية إيرانية.
وتفاوضت واشنطن وبغداد لنشر منظومة الدفاع الجوي منذ يناير، حين استهدفت طهران بصواريخ باليستية قاعدة عين الأسد في غرب العراق، رداً على اغتيال الجنرال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وكان العراق عارض نشر المنظومة الدفاعية الأميركية، خشية أن تنظر إليه جارته طهران، العدو الإقليمي اللدود للولايات المتحدة، على أنه تهديد وتصعيد.
وقال مصدر عسكري مطلع على المفاوضات إن مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى أشاروا خلال اجتماع مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي في فبراير الماضي، إلى أن واشنطن يمكن أن تمنح بغداد "غطاء" سياسياً، بخفض عددها في العراق مع نشر الصواريخ الدفاعية.
وبالفعل، فقد سحب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة جنوده من قواعد عدة خلال الأسابيع الأخيرة.
وانسحبت قوات التحالف الاثنين من قاعدة عسكرية في مدينة الموصل بشمال البلاد، وهي رابع قاعدة الشهر الحالي.
وقد وصلت إحدى بطاريات باتريوت إلى قاعدة عين الأسد، التي ينتشر فيها جنود أميركيون، الأسبوع الماضي، ويتم تركيبها، وفقاً لمسؤول عسكري أميركي ومصدر عسكري عراقي.
وقال مسؤول أميركي إن بطارية أخرى وصلت إلى قاعدة في أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان العراق، وأضاف المسؤول نفسه إن بطاريتين أخريين لا تزالان في الكويت في انتظار نقلهما إلى العراق.
وتتكون أنظمة باتريوت من رادارات فائقة التطور وصواريخ اعتراض قادرة على تدمير صاروخ باليستي خلال تحليقه.
وقال مسؤولون في التحالف الدولي إن الهدف النهائي هو مواصلة دعم القوات العراقية التي تقاتل فلول تنظيم الدولة الإسلامية، لكن "من قواعد أقل وبعدد أقل".
ويقوم التحالف الدولي أيضاً بسحب مئات من مدربيه مؤقتاً، وأوقف كل التدريبات مع القوات العراقية منذ بداية مارس، لتجنّب مخاطر تفشّي وباء كورونا المستجد بين قواته.
ولفت دبلوماسي غربي في بغداد إلى أن "هدف الولايات المتحدة من الباتريوت، هو حماية قواتها الموجودة الآن في عدد أقل من القواعد".
وحذر رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي الاثنين من "خطورة القيام بأي عمل تعرضي بدون موافقة الحكومة العراقية"، من دون الإشارة إلى الباتريوت.
وتطرق البيان الصادر من مكتبه إلى "وجود طيران غير مرخص له" يحلق فوق مناطق عراقية مختلفة.
والمطلوب أن يحصل التحالف الدولي على ضوء أخضر من الحكومة العراقية لتحليق أي طائرات استطلاع وطائرات مسيّرة، غير أن تلك الأذونات انتهت في أوائل يناير. ورغم ذلك، لا تزال الطائرات المسيّرة الأميركية تحلق في الأجواء العراقية.