بابا الفاتيكان يصلّي لأجل لبنان وعون يتابع عبر التلفزيون

البابا فرنسيس يحثّ القادة اللبنانيين على العمل من أجل البلاد وليس من أجل مصالحهم الخاصة.
الخميس 2021/07/01
تأمل وصلاة من أجل لبنان

بيروت - حثّ البابا فرنسيس زعماء لبنان، الذي يعاني من انهيار مالي ويواجه أسوأ أزمة اجتماعية له خلال 30 عاما، على تجاوز المصالح الحزبية والعمل من أجل السلام واستقرار البلاد.

وشدّد على مدى أهمية أن يختار من هم في "السلطة أخيرا وبحسم، العمل من أجل سلام حقيقي وليس من أجل مصالحهم الخاصة"، داعيا إلى وضع "حد لتربح القلة من معاناة الكثرة".

وبدأ البابا فرنسيس ورؤساء الكنائس اللبنانية اجتماعا الخميس لبحث الوضع الاقتصادي والسياسي الصعب في بلدهم، وكيف يمكن أن يساعد الدين البلاد في التغلب على أسوأ أزماتها منذ الحرب الأهلية التي انتهت عام 1990.

وقال خلال الصلاة الختامية في كاتدرائية القديس بطرس، والتي تمت تلاوة الكثير منها بالعربية، "يجب ألا نسمح من الآن فصاعدا لأنصاف الحقائق بأن تحبط تطلعات الناس".

وكرر بابا الفاتيكان رغبته في زيارة لبنان الذي ما زال يعاني من آثار انفجار كيمياوي ضخم هزّ مرفأ بيروت العام الماضي، وأودى بحياة نحو 200 شخص وسبب أضرارا بمليارات الدولارات، مما فاقم من ضعف اقتصاده المتداعي بالفعل.

وسار البابا مع قادة الطوائف اللبنانية المسيحية المختلفة بلبنان، من بيت القديسة مارتا حيث يقيم، إلى كاتدرائية القديس بطرس حيث قاموا بوقفة صلاة.

وأشعل البابا بثوبه الكهنوتي الأبيض والقيادات الكنسية اللبنانية بأثوابها السوداء الشموع وصلوا أمام قبر القديس بطرس عند المذبح الرئيسي.

ومن بين الكنائس التي حضر ممثلون عنها الكنيسة المارونية والأرثوذكسية اليونانية والأرمنية والأرثوذكسية السريانية والبروتستانتية.

وانتقل البابا والبطاركة من الكاتدرائية إلى قاعة كليمينتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان لقضاء يوم من الاجتماعات مع كبار الأساقفة. ومن المقرر أن يبدأ حفل عام يشمل خطبة ختامية يلقيها البابا بعد ظهر الجمعة.

وتابع الرئيس اللبناني ميشال عون وقائع افتتاح بابا الفاتيكان، "يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان"، عبر شاشة التلفزيون.

ونشر حساب الرئاسة اللبنانية على تويتر صورتين للرئيس اللبناني وهو يتابع الحدث عبر المحطة الناطقة باسم حزبه، وأرفقهما بتغريدة.

وقالت الرئاسة في تغريدة على تويتر "رئيس الجمهورية ميشال عون يتابع مباشرة عبر شاشة التلفزيون وقائع افتتاح البابا فرنسيس ليوم التأمل والصلاة من أجل لبنان، والذي يشارك فيه رؤساء الطوائف المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية في لبنان".

وكان عون ثمّن في وقت سابق الخميس مشاركة البابا فرانسيس عشرة من أبرز رجال الدين المسيحيين اللبنانيين الصلاة والتأمل من أجل لبنان، الخميس، معبرا عن أمله في أن تحقق هذه الصلاة عودة التوازن والاحترام المتبادل لترسيخ وحدة الشعب اللبناني.

وقال عون على حسابه الرسمي بموقع تويتر "اليوم يشارك العالم قداسة البابا فرنسيس الصلاة والتأمل من أجل لبنان. دعوتنا معا، مسيحيين ومسلمين، أن نوطّد قيم الحق والعدالة والتوازن والاحترام المتبادل التي ترسّخ وحدتنا الوطنية، فنعيد معا لوطننا رسالته الفريدة في العيش المشترك، في محيطه والعالم".

وغرّد رئيس الوزراء اللبناني المكلّف سعد الحريري عبر حسابه على تويتر، قائلا "ليس بغريب على حاضرة الفاتيكان أن يبقى لبنان في قلبها، من خلال هذه الدعوة الميمونة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس لعشرة قادة روحيين، بقصد مساعدة لبنان للخروج من واقعه الصعب".

وأضاف "أملنا أن يتكلل هذا اللقاء بالنجاح بدعاء جميع اللبنانيين لحماية عيشهم المشترك، وأن ينعم بلدنا بزيارة قداسة البابا كما وعد بها، ويبقى لبنان أكثر من بلد، إنه رسالة". 

وسبق أن أعرب الحبر الأعظم في مناسبات عدة عن رغبته في زيارة لبنان، الذي وصفه بأنه "نموذج للتعددية في الشرق والغرب"، وأشار إلى أنه واجه تحديات "تمثّل تهديدا وجوديا له".

وكان بابا الفاتيكان التقى الحريري في 22 أبريل الماضي، وأبدى رغبته في زيارة لبنان ولكن بعد أن تنحي القوى السياسية خلافاتها جانبا من أجل تشكيل حكومة جديدة.

وقال أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول غالاغر الأسبوع الماضي، إن الزيارة قد تجرى هذا العام أو في أوائل العام المقبل. وأشار إلى أن البابا قد يذهب إلى لبنان حتى لو لم يتم الاتفاق على حكومة جديدة.

وأضاف "المجتمع المسيحي يضعف، هناك خطر أن ينهار التوازن الداخلي نفسه في لبنان مما يهدد وجود المسيحيين في الشرق الأوسط".

والطوائف المسيحية الرئيسية الثلاث في لبنان هي الكاثوليكية المارونية والأرثوذكسية الشرقية والروم الملكيين الكاثوليك.

وهناك خلاف قائم منذ شهور بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس عون حول مناصب وزارية.

ويواجه لبنان أزمة مالية حادة وصفها البنك الدولي بأنها إحدى أسوأ موجات الركود في التاريخ الحديث، دفعت بأكثر من نصف السكان إلى الفقر، وباتت تشكل أكبر خطر على استقرار البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من 1975 إلى 1990.

وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها في عامين تقريبا.

وكان الحريري، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، قد استقال من منصبه في 2019 وسط احتجاجات حاشدة على مستوى البلاد ضد النخبة السياسية، التي يلقي المتظاهرون اللوم عليها في دفع البلاد نحو الأزمة.

صورة