اهتمام ملكي بجنازة الخطابي: مولاي رشيد على رأس المشيعين

الدار البيضاء تشيع جثمان الراحلة عائشة الخطابي.
الجمعة 2023/09/22
تقدير وولاء

الرباط - جرت الخميس بالدار البيضاء مراسم تشييع جثمان الراحلة عائشة الخطابي، كريمة محمد بن عبدالكريم الخطابي، وذلك بحضور الأمير مولاي رشيد، بتكليف من العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وبعد صلاتي الظهر والجنازة، تم نقل جثمان الفقيدة إلى مثواها الأخير بمقبرة الرحمة حيث ووريت الثرى.

وجرت هذه المراسم، على الخصوص، بحضور أفراد أسرة الفقيدة وذويها، وعدد من الشخصيات.

وكانت الفقيدة قد توفيت، الأربعاء، بالدار البيضاء عن سن ناهز 81 سنة، وذلك بعد معاناة مع المرض.

وكانت الراحلة قد انتقلت للعيش بالقاهرة والدراسة بها قبل أن تختار العودة إلى المغرب غداة وفاة والدها.

وحصلت عائشة الخطابي على شهادة البكالوريا من المعهد الأميركي للبنات بالقاهرة. وعملت قيد حياتها كمستشارة بمؤسسة عبدالكريم الخطابي. وشغلت منصب مديرة مصحة فيلا كلارا بالدار البيضاء في الفترة الممتدة بين 1991 و2006. وخلال سنوات السبعينات، كانت عضوا نشيطة في الجمعية الإسلامية للإحسان.

وسبق أن حظيت الفقيدة عائشة الخطابي باستقبال ملكي بمناسبة عيد العرش المجيد، سبقها لقاء آخر في مناسبة سابقة، وهو ما يعكس المكانة التي كانت تتمتع بها كريمة عبدالكريم الخطابي لدى الملك محمد السادس.

منطقة الريف تحظى بمكانة خاصة لدى العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي ما فتئ يولي عناية خاصة بسكانها

وتعد عائشة الابنة الصغرى للمجاهد عبدالكريم الخطابي، الذي حارب الاحتلال الفرنسي.

وكانت الفقيدة، غداة أحداث الحسيمة مثال المرأة المغربية التي لم تسع لاستغلال رمزية والدها في تأجيج الأوضاع، بل بالعكس كانت صوت الحكمة والعقل بعيدا عن التجاذبات المحلية والفئوية الضيقة، لأنها آمنت بمغرب يسع كل أبنائه وهو ما عبرت عنه غير ما مرة.

ويحتفظ سكّان الدار البيضاء للفقيدة بمشاعر التقدير والاحترام حيث كان زوجها يشتغل طبيبا بالعاصمة الاقتصادية لمدة طويلة، وهي نفس المدينة التي سيوارى فيها جثمانها الثرى، وهو عربون محبة ورد جميل لامرأة استثنائية.

وآمنت الفقيدة بمغرب واحد موحد وعبرت غداة الاستقبال الملكي بفخرها واعتزازها بوطنها وملكها.

ويعكس الاستقبال الملكي للفقيدة من طرف الملك محمد السادس اهتماما ملكيا بأحوال جميع أبناء شعبه، وهو ما كان له وقع خاص عند الفقيدة حيث عبرت عن اعتزازها وتقديرها للالتفاتة الكريمة.

وتمتعت عائشة الخطابي بحكمة عالية، حيث رأت في مسألة نقل رفات والدها إلى مسقط رأسه نقاشا ثانويا لا يجب أن يحجب نقاش التنمية والتطوير الذي تعرفه المنطقة.

وتحظى منطقة الريف بمكانة خاصة عند العاهل المغربي الذي ما فتئ يولي عناية خاصة بسكانها، بل وجعل منها وجهة له.

وكانت لدى الفقيدة ذاكرة حية لمنطقة الريف وأغنت شهاداتها عن تلاحم مقاومة والدها للمستعمر الإسباني مع حركات المقاومة الوطنية الأخرى في الجهات الأخرى من المملكة، الذاكرة المغربية الجماعية في سبيل الحرية والاستقلال.

4