اهتمام إماراتي متجدّد بتنمية مصر واستقرارها

القاهرة - أثنى الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي على التقدّم المسجّل في إنجاز العملية التنموية المصرية قائلا إنّ “مصر تمضي بثبات نحو مزيد من التنمية والازدهار”، وذلك في معرض تعليقه على جولة قام بها برفقة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مدينة العلمين الجديدة واطلع خلالها “على المشاريع السياحية والمباني والمرافق الحكومية قيد الإنشاء”.

ويعدّ اهتمام دولة الإمارات بالتنمية في مصر امتدادا لاهتمامها باستقرار البلد وضمان توازنه الاقتصادي والاجتماعي، وهو اهتمام جسّدته الإمارات عمليا من خلال المساعدات السخية التي قدّمتها للقاهرة في مرحلة الخروج من حالة الاضطراب التي شهدتها مصر خلال الفترة الوجيزة من حكم جماعة الإخوان المسلمين والتي انتهت بثورة يونيو 2013.

وتحرص الإمارات باستمرار في خطابها السياسي على الربط بين ضمان الأمن القومي العربي وتحقيق التنمية في البلدان العربية وتقوية ممانعتها لنوازع التطرف والإرهاب التي تنمو في تربة الفقر والتهميش.

وعبر الشيخ محمد بن زايد إثر زيارته مدينة العلمين الجديدة عن إعجابه بالإنجازات التي تحققت خلال فترة زمنية قياسية، وما تضمنته المدينة من مشروعات تساهم فى تحقيق التنمية الشاملة، مشيدا فى هذا الإطار بالرؤية العصرية لبناء المدينة، ضمن سلسلة المدن الجديدة الجاري بناؤها على مستوى الجمهورية المصرية، وفي مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، والتي ينتظر أن تساهم في تحقيق طفرة تنموية وإدارية وتعد أساسا قويا لبناء مصر الحديثة.

وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية إنّ جولة ولي عهد أبوظبي والرئيس المصري شملت تفقد الأعمال الإنشائية في المدينة، بما تشمله من أبراج سكنية وسياحية ومناطق ترفيهية، وكورنيش بطول الشاطئ البالغ 14 كيلومترا، فضلا عن ميناء عالمي لاستقبال اليخوت السياحية الأجنبية والمحلية.

وأضاف السفير راضي أن الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد قاما بعد ذلك بزيارة متحف العلمين العسكري، والذي يمثل تخليدا لمعركة العلمين التي مثّلت موقعة رئيسية في الحرب العالمية الثانية في مرحلتها الأفريقية، ويضم مجموعة من الأسلحة والمدرعات والطائرات التي استخدمت في المعركة، كما يضم قاعات عرض للمقتنيات العسكرية وخرائط سير المعارك، فضلا عن قاعة توضح دور مصر العسكري خلال الحقب التاريخية، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية.

وكان الشيخ محمد بن زايد قد بدأ الأربعاء زيارة إلى مصر أجرى في مستهلها مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي استعرضا خلالها “جوانب التعاون والتنسيق المشترك في المجالات التنموية والاقتصادية والاستثمارية والسياسية وسبل تنميتها.. وناقشا عددا من القضايا الإقليمية والدولية وتطورات الأحداث والمستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط”.

كما شهد اليوم الأول من الزيارة توقيع ثلاث مذكرات تفاهم بين دولة الإمارات ومصر تتعلّق الأولى بمجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وتتعلّق الثانية بمجال التعاون الفني في مجال المواصفات القياسية والتشريعات الفنية، فيما تتصل الثالثة بمجال الإسكان والتشييد والبنية التحتية.