اهتمام أميركي متزايد بالوضع في ليبيا

طرابلس - تعكس مشاركة وفد أميركي في اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5، التي انعقدت على مدى يومين في مدينة سرت في شمال ليبيا، اهتماما أميركيا متزايدا بالأزمة الليبية.
وجاءت مشاركة الوفد الأميركي الذي ترأسه عضو في الكونغرس في اجتماع اللجنة، بعد أيام فقط على زيارة نادرة قام بها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى ليبيا، والتقى خلالها برئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، وقائد الجيش المشير خليفة حفتر.
ويعد اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة الذي انعقد في سرت يومي الخامس عشر والسادس عشر من يناير الجاري، هو العاشر للجنة، والأول بعدما قررت استئناف عملها المعلق منذ أبريل 2022، والذي يجري بحضور فريق المراقبين الدوليين والمحليين المعني بمراقبة وقف إطلاق النار، بناء على الاتفاق الموقع في أكتوبر 2020.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تبدي حرصا على الإلقاء بثقلها في الأزمة الليبية، بعد سنوات من التذبذب في التعاطي مع هذا الملف، وهو ما فسح المجال لقوى دولية وإقليمية للتأثير في الوضع الليبي.
ويشير المراقبون إلى أن زيادة التدخل الأميركي ستشكل بالتأكيد عنصر ضغط على الفرقاء الليبيين.
مشاركة وفد أميركي في اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 التي انعقدت على مدى يومين في مدينة سرت
وقال المبعوث الأممي لدى ليبيا عبدالله باتيلي، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، إنه لمس في أعضاء اللجنة “العزم والالتزام للعمل نحو السلام والاستقرار في ليبيا”، وأضاف باتيلي “ما شهدناه في عمل اللجنة العسكرية المشتركة يؤكد أن القوات المسلحة في ليبيا مستعدة لدعم العملية السياسية”.
ونوه باتيلي بعقد اجتماع خلال أسابيع مع دول جوار جنوب ليبيا لبحث سبل إخراج المرتزقة، مشيرا إلى اتخاذ قرارات مهمة لبحث ملف المرتزقة، وتحديدا مع دول جوار جنوب ليبيا: السودان وتشاد والنيجر.
وعبّر باتيلي عن الحاجة إلى دعم المجتمع الدولي للجنة العسكرية المشتركة للتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وقال “التقينا المراقبين الدوليين والمحليين وبحثنا إمكانية استكمالهم لأعمالهم من سرت”، معربا عن أمله في “التزام السياسيين بما يقوم به العسكريون لإخراج البلاد من الأزمة الحالية”.
وتأسست اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 كنتيجة لمؤتمر برلين الأول حول ليبيا سنة 2020، وتتألف من خمسة أعضاء يتبعون القوات المسلحة في شرق البلاد، ومثلهم من الغرب.
وتشكلت اللجنة لتسهيل الحوار بين الجانبين والعمل من أجل حل سلمي للنزاع في ليبيا، وشاركت اللجنة في مفاوضات بشأن اتفاقيات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وغيرهما من إجراءات بناء الثقة، كما شاركت في الجهود المبذولة لتوحيد القوات المسلحة الليبية تحت هيكل قيادة واحد.
وباستثناء المحافظة على وقف إطلاق النار في البلاد، وعمليات تبادل بعض الأسرى بين الجانبين جرى آخرها الشهر الماضي، لم تنجح اللجنة في أهم تحدياتها الخاصة بتوحيد المؤسسة العسكرية، وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من ليبيا.