انهيار مبان في العراق يسلط الضوء على حجم الفساد المستشري

ثلاث مبان في محافظات بغداد والأنبار وأربيل تنهار في أقل من 24 ساعة فيما تواصل فرق الدفاع المدني عمليات إنقاذ العمال من تحت الأنقاض.
الاثنين 2023/04/03
مبان تنهار دون محاسبة المتورطين

بغداد – يسلط انهيار ثلاث مبان في محافظات بغداد والأنبار وأربيل، خلال أقل من 24 ساعة، الضوء مجددا على حجم الفساد الذي انتشر في العراق بعد عام 2003، مع عدم محاسبة المتورطين في هذه الحوادث المتتالية.

وتمثل المباني المتقادمة والمباني المخالفة لشروط السلامة تهديدا حقيقيا لحياة العراقيين. وقد حذرت مديرية الدفاع المدني العراقية في وقت سابق، من انهيارات قد تحدث في المباني الحكومية والأهلية في البلاد، فيما أكدت متابعتها الملف وسعيها لمحاسبة المخالفين للشروط الخاصة بإنشاء المباني.

وقد سجلت العاصمة العراقية بغداد ومحافظات أخرى خلال الفترة السابقة انهيار عدة مبان، ما تسبب بمقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين.

واليوم الإثنين، أعلنت مديرية الدفاع المدني، في بيان أن "مولا قيد الإنشاء بمدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، شهد انهيار أجزاء منه"، مبينة أن "فرق الدفاع المدني تتعامل مع الحادث وتعمل على إنقاذ عدد من العمال من تحت الأنقاض".

وأفادت مصادر محلية في محافظة الأنبار أن حادث انهيار مبنى تجاري "مول" قيد الإنشاء في مدينة الرمادي، قد خلف عددا من الضحايا في صفوف العمال.

وفي مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، سقط 11 عاملا من أعلى بناية قيد الإنشاء، في شارع 120 الرئيس بالمحافظة، وأكدت وكالات أنباء محلية، أن السقوط جاء بسبب انهيار جزء من المبنى، وقد تم نقل العمال الى مستشفى قريب".

والأحد، أنقذت فرق الدفاع المدني 8 عمال من تحت مول (مركز تجاري) قيد الإنشاء وسط بغداد.

وأوضحت مديرية الدفاع المدني، في بيان، إن "فرق الدفاع المدني نجحت في إنقاذ 8 عمال محتجزين تحت ركام كتل خرسانية وقضبان التسليح بعد انهيار قالب صب أثناء تنفيذ عمليات البناء لمول (مسواك) قيد الإنشاء قرب ملعب الشعب شرقي العاصمة ببغداد".

وأضافت أن "الفرق التخصصية باشرت حال وصولها برفع الأنقاض من الحديد والخشب والخرسانة وتمكنت من إخراج جميع العمال وهم أحياء مع تأمين نقلهم إلى المستشفى القريب لتلقي العلاج اللازم".

وأشارت إلى أنه "تم فتح تحقيق في مركز الشرطة المسؤول عن الرقعة الجغرافية واستدعاء خبير الأدلة الجنائية لتحديد أسباب الانهيار".

وأفاد تلفزيون "سومرية" نقلا عن مصدر أمني بارتفاع حصيلة المصابين إلى 3 أشخاص من بينهم واحد حالته حرجة، فيما يجري البحث عامل تحت الأنقاض.

وتأتي هذه الحوادث بعد نحو أربعة أشهر من انهيار مبنى في وسط العاصمة بغداد إثر حريق ضخم اندلع فيه، الأمر الذي تسبّب في إصابة عناصر من فرق الدفاع المدني والإنقاذ التي كانت تحاول إخماد النيران، وذلك

وفي أكتوبر الماضي، شهد العراق انهيار مبنى طبي بشكل كامل في منطقة الكرادة وسط بغداد، وقد تسبّب ذلك في مقتل ثلاثة أشخاص في حين أُنقذ 13 آخرون من تحت الركام.

وعلى الرغم من كثرة حوادث انهيار المباني، فإن التحقيقات لم تفض إلى محاسبة أي جهات مقصرة ولم تعلن الحكومة عن إحالة المسؤولين عن تلك المباني إلى القضاء.

وتمثل حوادث انهيار المباني مؤشرا حقيقيا على صحة احتلال العلاق المركز 157 في مؤشر مدركات الفساد العالمي لعام 2021، إذ يعمل الفساد كضريبة غير فعالة على الأعمال التجارية، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف وتقليل جودة الأعمال المنفذة لغرض زيادة ربحية الاستثمارات، لكن فاتورة هذا الفساد الكبيرة غالبا ما يدفعها المواطن.

والأسبوع الماضي حذرت مديرية الدفاع المدني في العراق، من أن أكثر من 2500 مبنى في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى آيل للسقوط، وهو ما يشكل خطرا كبيرا يهدد حياة ساكنيها، فيما أشارت إلى إخلاء عدد من تلك المباني.

وكانت مديرية الدفاع المدني قد أقرت أخيرا بجملة تحدّيات تواجه فرقها في عموم مدن البلاد، نتيجة الحوادث اليومية المختلفة، مؤكدة أن هناك نقصاً كبيراً في كوادرها وآلياتها، وضعفاً عاماً في المؤسسة.

ويذكر أن غالبية المباني التي شيدت في السنوات الأخيرة في العراق ويجري تشييدها حاليا غير مطابقة للمواصفات النوعية، ويجري بناؤها من قبل الأهالي، من دون أن تكون هناك عمليات كشف عليها من قبل الجهات المسؤولة.