انكماش بريطاني مزدوج مع اقتراب مقصلة البريكست

فاقم انحدار الجنيه الاسترليني أمس من الآفاق القاتمة للاقتصاد البريطاني، الذي سجل انكماشا مفاجئا في الربع الثاني من العام الحالي في ظل تصاعد الاحتقان السياسي والاقتصادي مع اقتراب مقصلة البريكست الغامضة نهاية أكتوبر المقبل.
لندن - أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية أن الاقتصاد البريطاني انكمش في الربع الثاني من العام للمرة الأولى منذ عام 2012 لتتصاعد حالة التشاؤم في وقت يبدو فيه رئيس الوزراء بوريس جونسون مصرا على قيادة البلاد لمغادرة الاتحاد بأي ثمن.
وتفاقم انحدار قيمة الجنيه الاسترليني وتراجعت الأسهم البريطانية بعد أن أظهرت البيانات أن ناتج خامس أكبر اقتصاد في العالم انكمش في الربع الثاني بنسبة 0.2 بالمئة مقارنة بالربع الأول وبنسبة 1.2 بالمئة بمقارنة سنوية، مخالفا توقعات المحللين في مسح أجرته رويترز، والتي رجحت قراءة مستقرة.
ويتصاعد التشاؤم في أوساط المحللين في ظل تعهد حكومة جونسون بمغادرة الاتحاد الأوروبي بحلول 31 أكتوبر، بغض النظر عما إذا تمكن من التوصل إلى اتفاق انتقالي لتفادي حدوث تعطل للتجارة، الأمر الذي يفاقم حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد.
ويعاني الاقتصاد العالمي أيضا من تباطؤ معظم القطاعات لأسباب أخرى أيضا أهمها تصاعد الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين، الذي يؤثر على معظم الاقتصاد العالمي.
وقال مكتب الإحصاءات إن النمو الاقتصادي انخفض على أساس سنوي من 1.8 بالمئة في الربع الأول إلى 1.2 بالمئة.
لكن وزير المالية الجديد ساجد جاويد قال إنه لا يعتقد أن الاقتصاد البريطاني سوف ينزلق إلى هوة الركود الكامل. وقال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “لا أتوقع حدوث ركود على الإطلاق… ليس هناك محلل بارز واحد توقع حدوث ركود”.
الجنيه الاسترليني هبط أمس إلى أدنى مستوياته منذ يناير 2017 مسجلا 1.2056 دولار، لترتفع خسائره إلى نحو 3.7 بالمئة مقابل العملة الأميركية
وأضاف أن الأرقام “ليست مفاجئة بأي حال من الأحوال” وأنها تعكس التقلبات التي تشهدها فترة ما قبل الانفصال من الاتحاد الأوروبي، والتي ستنتهي بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر المقبل. وكان بنك إنكلترا المركزي قد توقع الأسبوع الماضي ارتفاع النمو بشكل محدود على أساس فصلي بنسبة 0.3 بالمئة خلال الربع الثالث (الحالي) مع ترجيح انخفاض النمو بالنسبة للعام ككل إلى 1.3 بالمئة.
وأظهرت بيانات أخرى انهيار إنتاج المصانع في أبريل، حيث قدمت شركات صناعة السيارات موعد الإغلاقات الصيفية السنوية للإنتاج، للالتزام بالموعد النهائي الأصلي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس، والذي تأجل إلى نهاية أكتوبر.
لكن بيانات التصنيع لشهر يونيو كانت ضعيفة أيضا على غير المتوقع وانكمش الإنتاج لهذا الربع بأسرع وتيرة منذ أوائل عام 2009 عندما كانت بريطانيا ترزح تحت وطأة الركود.
وتباطأ اقتصاد بريطانيا منذ صدمة تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو 2016 وتراجعت معدلات النمو السنوية من مستوى يزيد عن اثنين بالمئة قبل الاستفتاء إلى نسبة 1.4 بالمئة في العام الماضي.
وهبط الجنيه الاسترليني أمس إلى أدنى مستوياته منذ يناير 2017 مسجلا 1.2056 دولار، لترتفع خسائره إلى نحو 3.7 بالمئة مقابل العملة الأميركية منذ تولى بوريس جونسون منصب رئيس وزراء بريطانيا في أواخر يوليو الماضي.
كما هبط الاسترليني مقابل اليورو إلى أدنى مستوياته منذ عامين لينحدر تحت حاجز 1.07 يورو.
والعملة البريطانية قريبة من أن تكون الأسوأ أداء بين عملات الدول المتقدمة على مدار الأسبوعين الماضيين منذ أن أصبح جونسون رئيسا للوزراء في الرابع والعشرين من يوليو.