انقسام على تويتر في مصر حول الصلاة الجماعية على النبي

القاهرة - انقسم الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حول قرار وزارة الأوقاف بتخصيص وقت من ثلاث إلى خمس دقائق لـ”الصلاة على النبي” بعد صلاة الجمعة المقبلة، بين مرحب وداع إلى المقاطعة.
وأعلنت وزارة الأوقاف في قرارها المثير للجدل تخصيص 3 إلى 5 دقائق بعد الانتهاء من صلاة الجمعة في مساجد البلاد للصلاة والسلام على النبي محمد.
وحددت الوزارة صيغة الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه، وهي: “اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم.. وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد”.
ونشر عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تغريدات على تويتر يحثون بعضهم بعضا على مقاطعة تنفيذ ذلك القرار، وترك المسجد فور انتهاء الصلاة، بدعوى أن هذا التصرف يعد بدعة ولا يمت للدين بصلة، وأن الإقدام عليه ضلال ومخالف لما أمر به الله تعالى وجاء به رسوله، بل وصل الأمر بالبعض أن يعلنوا محاربة القرار إن تم تنفيذه.
واعتمد رافضو القرار في منشوراتهم على قول الإمام مالك: “من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة، لأن الله يقول: اليوم أكملت لكم دينكم؛ فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينا”. وقال مغرد:
motawea74@
لما نقول لك إن تخصيص وقت معين يجتمع فيه الناس للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بدعة فهذا مش معناه أن الصلاة على النبي بدعة، إنما تخصيص وقت للصلاة عليه بشكل جماعي هو البدعة.
وعلق آخر:
Ahmed83794912@
لا يجوز وإذا كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قربة مشروعة فإنه لا يجوز تحديد موعد معين لها ولا عدد معين لها، لم يرد تحديده في الشرع، سواء كان خمس دقائق أو خمس ساعات أو غير ذلك، مما يخترعه المتصوفة، فإن هذا التحديد بدعة مذمومة.
ورأى معلق:
motawea74@
لا يقول مسلم أبدا يا فضيلة المفتي إن الصلاة على النبي يوم الجمعة أو غيرها بدعة، بل إن من سنن الجمعة كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. لكن البدعة هي جمع الناس لمدة خمس دقائق فقط للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. فإن كان هناك دليل على هذا فأتحفنا به حفظكم الله.
ودخلت دار الإفتاء المصرية على خط الجدل، وأيدت في بيان لها قرار وزارة الأوقاف، مؤكدة أنه لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي، مؤكدة أن “الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام من أفضل الذكر وأقرب القربات وأعظم الطاعات”.
وقال محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف لوسائل الإعلام المحلية إن دعوات المقاطعة “كلام فارغ”، مضيفا أن هؤلاء المنادين بالمقاطعة قوم لا يحبون الله ورسوله ولا أصحابه.
واتفق العديد من الناشطين على الشبكات الاجتماعية مع ما قاله مهنا، وأدانوا دعوات المقاطعة، وقال أحدهم:
Abohashem2222@
فيه ناس زعلانة علشان حنصلي على النبي لمدة خمس دقائق في 140 ألف مسجد في #مصر #يوم_الجمعة في دولة عدد سكانها 104 ملايين نسمة. أليس هذا مجلس ذكر وهذا ليس مخالفاً لهدى النبي.
وعلق ناشط:
alitalat1250@
مصر على موعد مع عظَمة ربما لم تحدث في تاريخها من قبل يوم الجمعة اللي جاية بإذن الله تعالى مساجد مصر كلها هتصلي على سيدنا النبي خمس دقائق جهراً بعد الصلاة.
ويذكر هذا الجدل بآخر مماثل ثار عام 2014، حين انتشرت ملصقات “هل صليت على النبي اليوم؟” في شوارع القاهرة.
ودعا انتشار الملصق وزارة الداخلية إلى اتخاذ إجراءات فورية لتعقب ناشريه وإزالته تماما، بزعم أنه يزكي “الطائفية”، ويكرس تصنيف المواطنين وفق عقائدهم.
وقال مراقبون إن الأمر لا يعدو كونه فورة دينية بين المواطنين، فيما قال آخرون إنه ربما يكون محاولة من جانب تيار الإسلام السياسي للعودة إلى الشارع بعد فشل مشروعه السياسي.