انفلات السلاح في غريان يختبر صمود حكومة الدبيبة

مدينة غريان تشهد اشتباكات مسلحة بين مجموعات متنافسة أسفرت عن مقتل 4 اشخاص وأعادت للأذهان فوضى السلاح في اغسطس الماضي التي قتل فيها 55 شخصا.
الأحد 2023/10/29
حكومة الدبيبة تبدو عاجزة عن كبح انفلات المجموعات المسلحة المتنافسة على النفوذ

طرابلس - يخيم التوتر على غرب ليبيا بعد اشتباكات عنيفة لا تزال بين مجموعات مسلحة متنافسة في مدينة غريان أسفرت حسب مصادر طبية حتى الآن عن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين  وإغلاق مداخل المدينة.  

وتعيد الاشتباكات في المدينة الواقعة تحت سيطرة حكومة الوحدة الوطنية في غرب ليبيا، إلى الأذهان سيناريوهات مواجهات دموية شهدها محيط العاصمة طرابلس في اغسطس الماضي وأسفرت حينها عن سقوط 55 قتيلا وعشرات الجرحى.

وقال مصدر أمني بمديرية أمن غريان إن "اشتباكات اندلعت على نحو مفاجئ بين مجموعات مسلحة داخل المدينة منذ ساعات الصباح الأولى"، موضحة أن هذه الاشتباكات "تسببت في مقتل أربعة أشخاص وسقوط عدد من الجرحى".

من جهته أكد مصدر طبي في مستشفى غريان العام إحصاء أربعة قتلى وأكثر من عشرة جرحى جراء الاشتباكات.

وأضاف المصدر نفسه "بسبب الاشتباكات التي لا تزال متواصلة لكن بشكل متقطع، فإن مداخل ومخارج غريان أغلقت، خوفا على حياة المارة والمتنقلين من وإلى المدينة" الجبلية التي تقع على بعد مئة كيلومتر جنوب غرب العاصمة الليبية.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا لم يتسنى التأكد من صحتها، تظهر عشرات المسلحين يتجولون في المدينة وعددا من المركبات والمدرعات العسكرية مشتعلة بالنيران بعد إصابتها. ولم تصدر حكومة طرابلس التي يرأسها الدبيبة والتي تقع غريان تحت سيطرتها أي تعليق على الاشتباكات.

وليست هذه المرة الأولى التي تطرق فيها توترات أمنية خطيرة غرب ليبيا إذ تحدث من حين إلى آخر اشتباكات مسلحة تسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتؤجج في الوقت ذاته أحقادا بين ميليشيات مسلحة أو بين مجموعات يحكم تحركها الولاء لهذه الجهة أو تلك.

وفي أغسطس اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة الليبية طرابلس مما تسبب في مقتل 55 شخصا وإصابة العشرات وتعليق الرحلات الجوية إلى مطار المدينة الرئيسي وتعليق الدراسة في جامعة طرابلس.

واندلعت تلك المواجهات بعد القبض على قائد كبير بأحد الفصائل المسلحة على يد فصيل منافس ما يشير إلى أن الميليشيات والسلاح المنفلت والمرتزقة لا يزالون أكبر تحد أمام الجهود الأممية والإقليمية لإحلال السلام وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية والوصول لتنظيم انتخابات.

وباتت الميليشيات المنفلتة أكبر معضلة لسكان العاصمة وغرب ليبيا حيث أن الحد من نفوذها لا يزال مشكلة كبيرة تواجه البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية ومصدر في اللواء 444 حينها إن جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب احتجز محمود حمزة قائد اللواء 444 الذي يسيطر على جزء كبير من طرابلس في مطار معيتيقة في إطار الصراع على النفوذ وتصفية الحسابات.

وانفلات السلاح يعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجه ليبيا العالقة في خلافيات وانقسامات بين سلطتين واحدة تسيطر على شرق البلاد وأخرى على غربها، فيما الآمال معلقة على انتخابات عامة تدفع نحوها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كسبيل للخروج من أزمة سياسية شديدة التعقيد.

وتشهد ليبيا بالفعل حراكا سياسيا في الفترة الأخيرة للوصول إلى صيغة توافقية تنهي الانقسامات وتؤسس لمرحلة جديدة لكن هذا المسار يبدو شديد التعقيد وصعب الانجاز في ظل وجود عدد كبير من الميليشيات المسلحة وعلى ضوء تركيبة اجتماعية تحكمها في معظم الأحيان القبلية والمناطقية.

وتعيش فوضى عارمة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتتنافس على السلطة حكومتان، تسيطر الأولى على غرب البلاد ومقرّها طرابلس ويرأسها الدبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، بينما تسيطر الثانية على شرق البلاد ويرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.