انفلات إعلامي في لبنان زمن الحرب يثير الجدل

مطالب بتهدئة البرامج السياسية على القنوات والمواقع اللبنانية.
السبت 2024/11/16
دولة الطوائف

تتواصل المعركة الإعلامية بين مختلف المنابر اللبنانية التي تغطي الحرب الإسرائيلية على البلاد، وسط حالة استقطاب حاد بتبادل التيارات المؤيدة لحزب الله والمناهضة له الاتهامات بالتخوين فيما يحاول مجلس الإعلام التهدئة دون صلاحيات حقيقية.

بيروت - تحولت وسائل الإعلام اللبنانية متعددة التوجهات إلى جزء من المواجهة بعد أن تلقت وابلا من هجمات التخوين والانتقادات اللاذعة على خلفية أسلوبها في تغطية الحرب الإسرائيلية على حزب الله، واحتدام النقاشات الساخنة في أستوديوهاتها بين مختلف الأطياف السياسية خصوصا المنتقدين لحزب الله.

وقال المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع في لبنان إنه تلقى اتصالات من فعاليات في بيروت ورؤساء بلديات ونخب فكرية من مختلف المناطق اللبنانية تطلب منه تهدئة البرامج السياسية على القنوات والمواقع الإلكترونية كونها قد تكون مصدرا لخلافات لبنانية وقراءات مختلفة تسهم في تخريب البيئة الاجتماعية اللبنانية.

ولفت رئيس المجلس عبدالهادي محفوظ إلى ضرورة تفهم المشرفين على تلك البرامج لمخاوف الناس خصوصا في هذه الفترة التي يشن بها “العدو الإسرائيلي حربا شعواء تستهدف هدم البيوت والقتل والتهجير وزرع الفتنة الداخلية” في الوقت المطلوب فيه مساندة الدولة في مفاوضات ترمي إلى حماية الحدود والسيادة اللبنانية على قاعدة القرار الدولي 1701.

وقال المجلس إنه سيدعو فعاليات لبنانية وفكرية واجتماعية إضافة إلى إعلاميين إلى التعبير بحرية عن أفكارهم وصوغ رؤية مشتركة تعزز الوحدة اللبنانية وتساند النازحين وفكرة الدولة الجامعة.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدالا محتدما بين منتقد لوسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية بسبب تغطيتها التي لا تتناسب مع مصالح الأحزاب وبين من رأى أن مهاجمة وسائل الإعلام تعتبر إفلاسا سياسيا. وتداول ناشطون تصريحات لإعلاميين يهاجمون الإعلام المنافس مع اتهامه بالعمالة بسبب تسليط الضوء على ما يقوله الإعلام الإسرائيلي، وجاء في تعليق:

وقارن البعض بين ما اعتبروه انعدام مهنية الإعلام اللبناني وكفاءة الإعلام الإسرائيلي في التعامل مع حالة الحرب، وجاء في تعليق:

وقارن البعض بين ما اعتبروه انعدام مهنية الإعلام اللبناني وكفاءة الإعلام الإسرائيلي في التعامل مع حالة الحرب، وجاء في تعليق:

وعلق ناشط:

وقال آخر:

ورفض الكثير من الناشطين الاتهامات التي يوجهها التيار المؤيد لحزب الله للإعلام اللبناني وتحميله مسؤولية الممارسات التي ارتبط بها الحزب وجره البلاد إلى حرب مرفوضة من قبل اللبنانيين، وقال أحدهم:

ورأى ناشطون أن إعلاميي حزب الله قد ساهموا بدورهم بقتل الآلاف بسبب تبريرهم ودفاعهم عن ممارسات ذراع إيران في البلاد، وجاء في تعليق على صورة تضم أبرز الشخصيات الإعلامية في محور المقاومة.

وكان محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله قد “خصص جزءا من مؤتمرين صحافيين عقدهما منذ بداية الحرب الموسعة لانتقاد الإعلام” لافتا إلى أن “ثمة وسائل إعلام محلية تنشر أخبار العدو في إطار الحرب النفسية ضد المقاومة وشعبها وحلفائها.”

وحض عفيف وزراء العدل والإعلام والمجلس الوطني للإعلام على التدخل ومحاسبة هؤلاء، ما خلق بلبلة واسعة، خصوصا بعد رد عنيف من قناة “أم.تي.في” التي نالت حصة الأسد من الاتهامات على خلفية تقرير بثته عن جمعية مؤسسة “القرض الحسن”، عدّه أنصار الحزب مساهمة في الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت الجمعية لاحقا، وسرعان ما ردت القناة برفع دعوى قانونية إلى المحاكم اللبنانية.

◙ ناشطون يرون أن إعلاميي حزب الله قد ساهموا بدورهم بقتل الآلاف بسبب تبريرهم ودفاعهم عن ممارسات ذراع إيران في لبنان

أما رئيس المجلس الوطني للإعلام بدوره فقد أكد على “أهمية أن يعي الإعلام حساسية المرحلة وأن يكون الإعلام مسؤولا بالمعنى الوطني حول كيفية دعم الجهود المحلية وخلق مساحة حوار مشتركة بين كافة الأطراف، لأن لبنان لا يمكنه إلا أن يكون قويا بوحدة كافة أبنائه".

ودعا عبدالهادي محفوظ إلى “ضرورة التنبه إلى فوضى الأخبار الزائفة والعمل على تتبع مصادرها وعدم السماح بنشرها، لأنها تهدف فقط إلى النيل من الوحدة الوطنية.” وفي هذا السياق دعا كافة العاملين في الجسم الإعلامي وكذلك المهتمين إلى “التسجيل في الدورات التي تقيمها الأكاديمية الدولية للتدريب والبحوث لأنها تهدف إلى إرساء وعي إعلامي حقيقي.”

ورغم أن الحرب الإعلامية محتدمة بين عدد من المنابر الصحفية المحلية، إلا أن هناك انتقادات أيضا لوجود كم كبير من الصحافيين التابعين لمؤسسات إعلامية أجنبية دون رقيب أو حسيب.

وقالت مصادر مقربة من حزب الله إن الوضع يشهد فوضى لا مثيل لها. والساحة تغيب عنها الضوابط والشروط التي تحدّد معايير العمل الإعلامي، وكيفية التغطية من قلب الحدث وسط تقصير وزارتي الإعلام والاتصالات وبعض الجهات الأمنية، في تحديد أسس التغطية الإعلامية وصورتها عبر السماح بإدخال المعدات إلى لبنان.

وجاء هذا الحديث بعد وصول إعلاميين من مختلف الجنسيات مع قرار القنوات توسيع مكاتبها في بيروت لتغطية الحدث. ووزّعت وسائل الإعلام الأجنبية مراسليها على مختلف المناطق اللبنانية، ويمكن لأيّ إعلامي السفر إلى لبنان والتغطية سواء بهاتفه الذكي أو عبر الكاميرات، ونقل الأحداث، بعد أن تصدّر الخبر اللبناني نشرات الأخبار العربية والإقليمية واستقبلت المحللين العسكريين والإعلاميين.

5