انفجار يهزّ محيط مطار كابول أثناء عمليات الإجلاء

واشنطن – أفادت وسائل إعلام أميركية الخميس بأن تنظيم داعش الإرهابي أعلن مسؤوليته عن الهجمات في محيط مطار حامد كرزاي بالعاصمة الأفغانية كابل.
وفي وقت سابق الخميس أعلن الجيش الأميركي أن انفجارين كبيرين وقعا في محيط مطار العاصمة الأفغانية كابول، في خضم عمليات الإجلاء الجارية حاليا.
واعتبر المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد الانفجار الذي وقع في منطقة مطار حامد كرزاي الدولي بالعاصمة كابول، "هجوما إرهابيا".
ونقلت وسائل إعلام أفغانية عن مجاهد قوله "الانفجار في كابول هجوم إرهابي، وطالبان ملتزمة بتعهداتها للمجتمع الدولي، ولن نسمح للإرهابيين باستخدام أفغانستان قاعدة لعملياتهم".
وأشار مجاهد إلى أن المسؤولين الأميركيين تلقوا مسبقا تحذيرات من احتمال قيام تنظيم داعش بشن هجوم إرهابي على مطار حامد كرزاي الدولي.
ووفق تغريدات للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، وقع الانفجار الأول قرب آبي غيت في مطار كابول، فيما وقع انفجار ثان في محيط فندق البارون قرب البوابة.
وأكد كيربي أن الانفجار عند بوابة آبي نجم عن هجوم معقد أسفر عن عدد من الضحايا الأميركيين والمدنيين.
وحسب الإحصاءات الأولية فإن 40 شخصا قتلوا على الأقل بينهم أطفال، فيما أصيب 120 آخرون معظمهم في حالة حرجة، من بينهم الكثير من حرس طالبان وعدد من الجنود الأميركيين.
وعلى إثر الانفجار، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي ينفذ جيش بلاده عمليات إجلاء، إلى اجتماع أزمة وزاري، وفق داونينغ ستريت.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن قوات الحلف يجب أن تواصل إجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص من كابول، رغم "الهجوم الإرهابي المروع".
وأكد ستولنتبرغ "تبقى أولويتنا إجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص إلى بر الأمان بأسرع ما يمكن".
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستحاول إجلاء "عدة مئات" إضافية من الأفغان من كابول، موضحا أن باريس تبذل "أقصى الجهود" لتحقيق ذلك، ولكن من دون ضمانات بسبب الوضع الأمني "المتوتر للغاية" في المطار.
وفي وقت سابق، حذّر مسؤولون أميركيون من أن هجمات أخرى قد تحدث عند مطار كابول في أعقاب التفجيرين اللذين وقعا الخميس ويشتبه في أن منفذهما انتحاري.
وكانت الولايات المتحدة ودول حليفة لها قد حذّرت من خطر "وشيك" يتهدد مطار كابول، بناء على معلومات استخبارية تفيد بأن المطار في مرمى هجمات محتملة لتنظيم الدولة الإسلامية، ورغم ذلك توافدت حشود ضخمة على بوابات المطار في محاولة أخيرة للهرب من طالبان.
وفي تحذير صدر الأربعاء عن السفارة الأميركية في كابول، نصحت الولايات المتحدة مواطنيها بتجنب التوجه إلى مطار كابول، وقالت "من يقفون على أبوابه عليهم المغادرة على الفور بسبب مخاطر أمنية غير محدّدة".
وأصدرت بريطانيا تحذيرا مماثلا نصحت فيه الموجودين في منطقة المطار بالانصراف، وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي إن المعلومات عن احتمال شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما انتحاريا أصبحت "أكثر مصداقية".
والأربعاء نقلت شبكة "سي.أن.أن" الأميركية عن مسؤول بالبنتاغون قوله إن المخاوف "قد ازدادت" بشأن الأمن حول مطار حامد كرزاي الدولي في كابول.
وأضاف أن هناك "تهديدا محددا للغاية من تنظيم داعش – خراسان حول هجمات مخطط لها ضد الحشود خارج المطار".
وداعش – خراسان هو فرع للتنظيم الإرهابي الذي ظهر لأول مرة في سوريا والعراق، في حين أن المنتسبين يشتركون في أيديولوجية وتكتيكات، إلا أن عمق علاقتهم في ما يتعلق بالتنظيم والقيادة والسيطرة لم يتم تحديده بالكامل.
وخلال قمة لمجموعة السبع عبر الإنترنت، تمسّك الرئيس الأميركي جو بايدن بتاريخ الحادي والثلاثين من أغسطس كآخر مهملة لرحيل قواته من أفغانستان، مشيرا إلى "خطر حاد ومتزايد" بشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما على المطار.
ويقوم مقاتلو طالبان بحراسة محيط المطار، وثمة عداوة بينهم وبين تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان وهو التنظيم الأفغاني المتحالف مع الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول في طالبان طلب عدم ذكر اسمه، وذلك قبل وقوع الانفجار، "يخاطر حراسنا بحياتهم عند مطار كابول، إنهم يواجهون تهديدا أيضا من تنظيم الدولة الإسلامية".
وجاء الانفجار في وقت تتسارع فيه جهود عمليات الإجلاء من كابول، ويحاول الكثير من الأفغان وخاصة من المثقفين والنساء مغادرة البلاد خوفا من أن تقيم طالبان النظام الأصولي نفسه، الذي اعتمدته حين تولت السلطة بين 1996 و2001.
وشهد حكم طالبان من 1996 حتى 2001 عمليات إعدام علنية وتضييقا على الحريات الأساسية، ومُنعت المرأة من الدراسة أو العمل. وأطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بالحركة من الحكم قبل 20 عاما بسبب استضافتها متشددي القاعدة، الذين كانوا وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
وتسابق الولايات المتحدة الزمن لإتمام عمليات الإجلاء الجوية للأميركيين وبعض الأفغان من كابول، قبل موعد نهائي لانسحابها العسكري الكامل بحلول الحادي والثلاثين من أغسطس الجاري.
ومؤخرا تمكنت طالبان من السيطرة على معظم أنحاء أفغانستان، وفي الخامس عشر من أغسطس الجاري دخل مسلحوها كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني إلى الإمارات.
وجاءت هذه السيطرة رغم المليارات من الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" طوال 20 عاما لبناء قوات الأمن الأفغانية.