انفجار بيروت: التحقيقات الفرنسية تستبعد استهداف المرفأ بصاروخ أو عبوة ناسفة

المحققون الفرنسيون يسلمون التقرير النهائي حول انفجار المرفأ إلى القضاء اللبناني في حدود نهاية سبتمبر المقبل.
السبت 2021/06/05
كارثة فاقمت أزمة لبنان الاقتصادية

بيروت – استبعد المحقّقون الفرنسيون في انفجار مرفأ بيروت نظريّة استهداف المرفأ بصاروخ، أو عبوة ناسفة أدت إلى حدوث الانفجار الكارثي في الرابع من أغسطس العام الماضي.

وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر السبت، نقلا عن مصادر مطلعة، أن التحقيقات في انفجار المرفأ تتقدّم، والقرار الظني سيصدر في غضون أشهر قليلة، مشيرة إلى أدلّة جديدة توصّل إليها التحقيق.

ووفق المصادر، تسلّم المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، التقرير الثاني من المحققين الفرنسيين، بعد ملخّص تقرير أوّلي كان تسلّمه المحقق العدلي السابق فادي صوّان، و"يختلف التقرير الحالي عن السابق بأنه أكثر دقة وتفصيلا عن سابقه".

وخلُص التقرير إلى استبعاد فرضية استهداف المرفأ بصاروخ، بالاستناد إلى تحليل التربة في موقع الانفجار الذي بيّن عدم وجود عامل خارجي (سواء عبوة ناسفة أو صاروخ) تسببت في الانفجار.

وبحسب المعلومات، لا يزال هناك تقرير فني ثالث ينتظر تسلّمه من المحققين الفرنسيين، إذ يفترض أن يسلّم إلى القضاء اللبناني نهاية شهر سبتمبر المقبل.

وأشارت المصادر إلى أن هناك تقدّما يُسجّل لناحية دحض فرضيات وتقدّم فرضية على ما عداها.

ويذكر أن انفجارا هز مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، نجم عن انفجار كمية من نيترات الأمونيوم، وأسفر عن تضرر عدد من شوارع العاصمة ومقتل أكثر من 200 شخص وجرح أكثر من 6 آلاف، وترك 300 ألف شخص بلا مأوى.

ولم تكشف التحقيقات حتى اليوم عن كيفية حدوث الانفجار، لكن المحقق العدلي القاضي طارق البيطار أعلن في 10 مايو الماضي أن العمل في مجريات التحقيق "يجري بصمت وسرية وسرعة من دون تسرع".

وتلقت شركات التأمين نحو 15 ألفا و626 طلب تعويض من متضررين (أصحاب منازل وسيارات ومؤسسات ومصانع وغيرها) تقدر قيمتها بنحو 1.6 تريليون ليرة (مليار دولار)، إلا أن شركات التأمين لم تدفع إلا 58.4 مليون ليرة (مليون دولار)، أي 3.6 في المئة فقط من إجمالي التعويضات، بحسب آخر تقرير للجنة مراقبة هيئات الضمان التي يشرف عليها وزير الاقتصاد راؤول نعمة.

ويشارك محققون أجانب بينهم أميركيون وفرنسيون في التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية، بعد رفضها إجراء تحقيق دولي، فيما تتعالى الأصوات من حين إلى آخر مطالبة بضرورة الإسراع بمحاسبة المسؤولين المتورطين عن الكارثة التي هزت العاصمة اللبنانية.

وتتهم جهات داخلية وخارجية حزب الله المدعوم من طهران بأنه يتمتع بنفوذ كبير داخل المرافق الحدودية وبينها المرفأ والمطار، إلى جانب تحكمه بمعابر غير شرعية مع سوريا المجاورة، يدخل عبرها الأسلحة. إلا أن الحزب وهو حليف للرئيس عون ويهيمن على الحكومة المستقيلة برئاسة حسان دياب، ينفي أي دور له في الانفجار.

وفاقم انفجار المرفأ أزمات لبنان الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية إثر الحرب الأهلية، حيث بات أكثر من نصف اللبنانيين يرزخون تحت خط الفقر الوطني.

وكان هذا المرفأ يعد ركيزة أساسية للاقتصاد اللبناني، إذ أنّه يلعب دورا أساسيا في عملية الاستيراد والتصدير وبالتالي تحريك العجلة الاقتصادية اللبنانية.

ويعد مرفأ بيروت من أهم الموانئ في الحوض الشرقي للبحر المتوسط. ونظرا لموقعه الاستراتيجي، كان يستخدم هذا المرفأ لاستيراد المواد الأساسية من دول العالم وتصديرها عبر الداخل اللبناني إلى دول الشرق الأوسط.