انفجاران يهزان القدس والشرطة الإسرائيلية تشتبه بهجوم فلسطيني

مقتل إسرائيلي وإصابة 15 شخصا على الأقل في انفجارين متزامنين تقريبا استهدفا محطتين للحافلات في القدس.
الأربعاء 2022/11/23
استنفار إسرائيلي عقب الهجومين

القدس - قتل رجل على الأقل في أحد الهجومين اللذين استهدفا محطتين للحافلات في القدس الأربعاء، بحسب ما أعلنت متحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، فيما تشتبه السلطات الإسرائيلية بأنهما هجومان لنشطاء فلسطينيين.

وأفادت خدمات الإسعاف بوقوع 15 جريحا على الأقل في الانفجارين اللذين وقعا في محطتين للحافلات في القدس.

وذكرت الشرطة أن أحد المصابين في الانفجارين توفي، ورجحت أن يكون التفجير الأول الذي استهدف محطة حافلات في منطقة "شاعري يروشليم"، قد نجم عن زرع عبوة ناسفة في حقيبة وضعت عند مدخل المحطة.

وقالت الشرطة إن التفجيرين وقعا بفارق 30 دقيقة، وأشارت إلى أن خبراء الألغام في الموقع يقومون "بجمع الأدلة وتفتيش المنطقة بحثا عن مشتبهين".

وقد استهدف الانفجار الثاني محطة لنقل الركاب في مستوطنة "رموت"، التي تقع في التخوم الشمالية للقدس المحتلة.

وقال "راديو مكان" إن الجهات الأمنية أوضحت أن "دراجة نارية مفخخة كانت قد وضعت قرب محطة الحافلات على مدخل القدس".

وأظهرت لقطات تلفزيونية ركاما متناثرا حول مكان الانفجار الأول الذي طوّقته أجهزة الطوارئ.

وقالت الخدمات الصحية إن 12 شخصا نقلوا إلى المستشفى بعد التفجير الأول، بينهم اثنان على الأقل أصيبا بجروح خطيرة.

وأفادت الشرطة بأن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص أصيبوا في التفجير الثاني.

وأعلن مستشفى "شعاري تسيدك" في القدس وفاة رجل أصيب بجروح خطيرة في الانفجار الأول، بينما تقوم فرق الإسعاف بتقديم العلاج لشخص آخر في حالة حرجة، بالإضافة إلى إصابتين خطيرتين وإصابتين طفيفتين.

وقال المفوض العام للشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي أثناء زيارته للموقع، "قد يكون هناك مهاجمان". وأضاف "هذا إطار هجوم لم نشهده منذ سنوات عديدة".

ودعا المواطنين إلى توخي الحذر من الطرود المشبوهة، وقال إن عناصر الشرطة تقوم بمسح المدينة بحثا عن أجهزة أخرى محتملة.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، غير أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة رحبت بالتفجيرين، لكنها امتنعت عن إعلان المسؤولية.

وقال المتحدث باسم الحركة عبداللطيف القانوع في بيان "نبارك لشعبنا الفلسطيني وأهلنا في مدينة القدس المحتلة العملية البطولية النوعية في موقف الباصات".

وتقوم الأجهزة الأمنية بتمشيط المنطقة في محاولة للعثور على أي مشتبه بهم على صلة بالانفجار.

وقالت الشرطة إنها أغلقت الطريق السريع 1 عقب الانفجار الأول.

وتحدث وزير الأمن الداخلي عومر بارليف مع المفوض العام للشرطة، ومن المتوقع أن يقوم بزيارة موقعي الهجومين، حسبما أعلن مكتبه.

وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس جلسة مشاورات أمنية بمشاركة رئيس جهاز الأمن العام رونين بار، ونائب رئيس الأركان ومنسق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية من أجل دراسة الوضع وكيفية الرد على الانفجارين والتصعيد الأمني في الضفة الغربية، بحسب مراسل الحرة في القدس.

وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون حليفا أشار إلى أن الوضع الأمني في الأراضي الفلسطيني غير مستقر، وأن الأجهزة الاستخبارية تنظر بقلق إلى ما يدور هناك.

ويأتي التفجيران في أعقاب توتر تشهده الضفة الغربية المحتلة منذ شهور، بعد أن شن الجيش الإسرائيلي حملة قمع في أعقاب سلسلة من الهجمات الدامية في إسرائيل.

وأدت أيضا المواجهات المتكررة بين المسلمين ومجموعات اليهود، الذين يمارسون طقوسهم الدينية دون ترخيص في مجمع المسجد الأقصى في القدس، إلى تفاقم التوترات.

ويحمل التفجيران أصداء تفجيرات الحافلات التي كانت سمة مميزة للانتفاضة الفلسطينية فيما بين عامي 2000 و2005. لكنها هدأت في الغالب على مدار الأعوام السبعة عشر الماضية، وعزا المسؤولون الإسرائيليون ذلك إلى زيادة الإجراءات الأمنية، بما في ذلك الجدار الفاصل في الضفة الغربية، وتحسين المعلومات الاستخباراتية.

وفي عام 2016، اتُهمت حركة حماس بتفجير حافلة في القدس، مما أسفر عن إصابة 21 شخصا. وفي عام 2011، انفجرت قنبلة مخبأة في حقيبة ظهر في محطة للحافلات خارج مركز القدس الدولي للمؤتمرات، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة العشرات.

ووقع التفجيران في الوقت الذي يتفاوض فيه رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو مع حلفاء لتشكيل حكومة يمينية جديدة، تضم أعضاء من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة.