انفتاح ألمانيا على سوريا مشروط: ضبط المجموعات المتطرفة داخل القيادة الجديدة

برلين تبدي رغبة واضحة في التعاون مع السلطات الجديدة في سوريا، وإن بحذر.
الجمعة 2025/03/21
انفتاح غير مكتمل

دمشق- حرصت وزير الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارة إلى دمشق الخميس، على توجيه جملة من الرسائل إلى القيادة السورية الجديدة، لعل أهمها أن تطور العلاقات الثنائية يبقى مشروطا بمدى اقتران أقوال هذه القيادة بأفعال في بناء سوريا جديدة تحتضن الجميع، ومدى قدرتها على السيطرة على العناصر المتطرفة داخلها.

وجاءت زيارة بيربوك بمناسبة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق، والتي أغلقت إبان اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في العام 2012.

وهذه أول زيارة معلنة لمسؤولة ألمانية رفيعة المستوى إلى دمشق، منذ اندلاع الأزمة في سوريا.

والتقت وزير الخارجية الألمانية خلال زيارتها بالرئيس أحمد الشرع وبنظيرها أسعد الشيباني، وتبدي برلين رغبة واضحة في التعاون مع السلطات الجديدة في سوريا، وإن بحذر.

أنالينا بيربوك: موجات العنف المروعة كلّفت قدرا هائلا من الثقة

وتحتضن ألمانيا الآلاف من اللاجئين السوريين على أراضيها وهي تأمل في التعاون مع دمشق في هذا الملف، لكنها تخشى من تداعيات أعمال العنف التي اندلعت في الساحل السوري مؤخرا على جهود إعادة السوريين.

وقالت بيربوك خلال مؤتمر صحفي بعد لقائها الشرع “من الضروري ضبط الجماعات المتطرفة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم،” مضيفة “ينبغي الحؤول دون أي محاولة جديدة للتصعيد.”

وأوضحت “يخشى العديد منهم (السوريون) من أن الحياة في سوريا المستقبلية لن تكون آمنة بالنسبة إلى جميع السوريين.”

ولفتت إلى أن “موجات العنف المروعة قبل أسبوعين كلّفت قدرا هائلا من الثقة.”

ودعت بيربوك السلطات الانتقالية السورية إلى وجوب محاكمة المسؤولين عن العنف وضمان السلام والازدهار في كل أنحاء سوريا.

وقالت “هذه هي المهمة الضخمة التي تواجه الحكومة الانتقالية السورية في عهد أحمد الشرع.”

وشهدت منطقة الساحل السوري على مدى أيام بدءا من السادس من مارس أعمال عنف اتهمت السلطات مسلحين موالين للأسد بإشعالها عبر شن هجمات دامية على عناصرها.وأرسلت السلطات تعزيزات عسكرية إلى المناطق ذات الغالبية العلوية. وتحدث المرصد السوري عن ارتكاب قوات الأمن ومجموعات رديفة لها مجازر وعمليات “إعدام ميدانية.”

وقضت عائلات بأكملها، بما فيها نساء وأطفال ومسنون. واقتحم مسلحون المنازل الآمنة وسألوا قاطنيها عما إذا كانوا علويين أو سنة، قبل قتلهم أو العفو عنهم، وفق شهادات ناجين ومنظمات حقوقية ودولية.

وأكدت بيربوك أن زيارتها إلى دمشق تستهدف التوضيح للحكومة السورية أن فتح “صفحة جديدة” في العلاقة بين أوروبا وألمانيا من جهة، وسوريا من جهة أخرى، مشروط بتمتع جميع السوريين بالحرية والأمن بغض النظر عن المعتقد والنوع الاجتماعي والعرقية.

2