انفتاح أردني على القوى العراقية الموالية لإيران

بغداد - وجه الأردن دعوة رسمية إلى زعيم تحالف الفتح هادي العامري لزيارة عمان، في خطوة تعكس، وفق متابعين، رغبة أردنية في الانفتاح على القوى السياسية الموالية لإيران في العراق.
ويحاول الأردن استرجاع العراق كمتنفس له في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعانيها، ويدرك أن تحقيق هذا الهدف يتطلب منه اتخاذ خطوات باتجاه القوى التي تتحكم حاليا بالمشهد العراقي، والتي سبق وأن عرقلت مرارا مشاريع استثمارية ضخمة بين بغداد وعمان.
وكان الوفد الأردني التقى في وقت سابق كلا من زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس الوزراء الأسبق رئيس ائتلاف النصر في البرلمان حيدر العبادي، وأمين عام حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ورئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني هاريم كمال آغا.
◙ زيارة الصفدي والوفد المرافق له لأقطاب الإطار التنسيقي وتوجيهه دعوة إلى العامري لزيارة المملكة يشيان بتغير في المقاربة الأردنية حيال المشهد العراقي
وذكر بيان صادر عن مكتب العامري أن "رئيس تحالف الفتح استقبل في مكتبه ببغداد رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي والوفد المرافق له الذي ضم دبلوماسيين ورؤساء الكتل في البرلمان الأردني".
وأضاف البيان أن الجانبين "بحثا عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك منها تطورات العراق والأردن ودول المنطقة، كما جرت مناقشة سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية لما فيه مصلحة البلدين".
وذكر البيان أنه "في ختام اللقاء وجّه الوفد الأردني دعوة رسمية إلى العامري لزيارة عمان". ويعد العامري، الذي يقود أيضا منظمة بدر، أحد أقطاب الإطار التنسيقي الذي يمثل المظلة السياسية لحكومة محمد شياع السوداني.
ويرى المتابعون أن زيارة الصفدي والوفد المرافق له لأقطاب الإطار التنسيقي وتوجيهه دعوة إلى العامري لزيارة المملكة، يشيان بتغير في المقاربة الأردنية حيال المشهد العراقي، ففي السابق كانت عمان تحرص على أن يكون التعاطي أساسا مع المؤسسات الرسمية في العراق، أو من خلال بعض حلفائها من السنة، لكن ذلك لم يحقق لها الهدف المنشود لجهة كسب بغداد، فقد حرصت القوى الموالية لإيران على عرقلة أي مشاريع حيوية يمكن أن تربط كلا البلدين.
ويشير المتابعون إلى أن هذا الانفتاح الأردني على القوى الموالية لإيران لا يمكن قراءته بمعزل عما يحدث على خط طهران وعمان. ولطالما شكل العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين متنفسا مهما للأردن وداعما رئيسيا له.