انطلاق أسبوع الموضة في ميلانو وسط أزمة للقطاع

"غوتشي" إحدى الدور الأكثر تضررا من الركود.
الخميس 2025/02/27
محاولة إحداث تغيير في سوق راكدة

رغم الأزمة التي يعيشها قطاع الموضة طبع الجانب الاحتفالي عروض أزياء ميلانو التي انطلقت الثلاثاء مع نحو 153 حدثا، من بينها 53 عرض أزياء، ستُقام حتى الأحد. وستعرض الكثير من دور الأزياء تشكيلاتها ضمن أسبوع الموضة، من بينها "برادا" و"جورجيو أرماني" و"فيرساتشي" و"ماكس مارا" و"فيراغامو" و"دولتشي أند غابانا"، بينما ستغيب "بوتيغا فينيتا" عن منصات العرض، مؤجلة ذلك إلى سبتمبر.

ميلانو (إيطاليا) - انطلقت فعاليات أسبوع ميلانو للموضة، والتي تستمر حتى الثالث من مارس المقبل، كاشفة عن أحدث اتجاهات الموضة وابتكارات دور الأزياء لموسم خريف وشتاء 2025 – 2026، وأيضا عن أزمة يعيشها القطاع.

ويُعد هذا الأسبوع منصة بارزة تستقطب نخبة من العلامات التجارية العالمية الراقية، المعروفة بتاريخها العريق وبصمتها الخاصة في عالم الأناقة والفخامة.

وبدأ أسبوع الموضة في ميلانو الثلاثاء، وسط أزمة يشهدها قطاع السلع الفاخرة، محاولا مع مجموعاته النسائية لخريف وشتاء 2025 – 2026 إحداث تغيير كبير في سوق راكدة.

وانطلق الحدث بعد ظهر الثلاثاء مع عرض أزياء لـ”غوتشي”، إحدى الدور الأكثر تضررا من هذا الركود. وقد أعلنت مالكتها، مجموعة “كيرينغ” الفرنسية الفاخرة، قبل أسبوعين عن انهيار أرباحها لعام 2024، متأثرة بانخفاض حاد نسبته 23 في المئة في مبيعات ماركتها التي تعاني منذ سنوات عدة.

وكان لرحيل مدير “غوتشي” الفني ساباتو دي سارنو في 6 فبراير، بعد عامين فقط من توليه منصبه وقبل 20 يوما من العرض، تأثير كبير جدا.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة “كيرينغ” فرانسوا هنري بينو خلال عرض النتائج السنوية للمحللين إنّ “المرحلة الانتقالية انتهت. ونحن اليوم في مرحلة انتعاش تتطلب توجها فنيا جديدا،” من دون ذكر اسم الشخص الذي سيخلف ساباتو دي سارنو.

وانخفض صافي أرباح المجموعة الفرنسية للسلع الفاخرة، والتي تمتلك أيضا ماركتي “سان لوران” و”بوتيغا فينيتا”، بنسبة 62 في المئة العام الفائت ليصل إلى 1.18 مليار دولار. وانخفضت إيرادات “كيرينغ” بنسبة 12 في المئة محققة 17.99 مليار دولار.

"دار أزياء ميرجيلا" ستكون من بين العلامات التجارية البارزة التي تعود إلى ساحات الموضة العالمية

ويرى رئيس الغرفة الوطنية للأزياء الإيطالية كارلو كاباسا أنّ أسبوع الموضة في ميلانو يهدف إلى الاستجابة لصعوبة المرحلة التي يواجهها القطاع من خلال الإبداع والواقعية والمرونة، التي لطالما ميزت المنتجات المصنوعة في إيطاليا.

وشدد خلال مؤتمر صحفي قبل إطلاق أسبوع الموضة على ضرورة “اعتماد إجراءات منهجية ملموسة، لجمع مختلف اللاعبين والمشغلين بالمعنى المزدوج للابتكار، ومواكبة العصر، وتعزيز سلسلة التوريد المميزة لدينا في العالم،” مطالبا الحكومة بإقرار “سياسات دعم” للقطاع.

وعلى المستوى العالمي حقق ثلث الماركات الفاخرة فقط نموا سنة 2024، بحسب تقرير نشرته شركة “براين أند كومباني” الاستشارية في يناير. وأضاف التقرير “في ظل ارتياب في الاقتصاد الكلي وزيادات مستمرة في الأسعار من قبل الماركات، خفّض مستهلكو السلع الفاخرة في مختلف أنحاء العالم مشترياتهم بشكل طفيف.”

وحقق قطاع الأزياء الإيطالي، الذي توسّع ليشمل النظارات والمجوهرات ومستحضرات التجميل، عائدات أقل بقليل من 100.49 مليار دولار في عام 2024، مسجلا انخفاضا بـ5.3 في المئة مقارنة بأرقام عام 2023، بحسب توقعات الغرفة الوطنية للأزياء.

وأتت البيانات الواردة من قطاع الجلود والسلع الجلدية والأحذية سلبية بشكل أكبر، وبحسب اتحاد “كونفيندوستريا أتشيسوري مودا” سُجّل انخفاض بنسبة 8.1 في المئة عام 2024.

وتجعل التداعيات اللاعبين في القطاع يواجهون أزمة، ففي توسكانا مثلا حيث تقع مراكز إنتاج السلع الجلدية الفاخرة، هناك نحو 100 ألف شخص عاطلون عن العمل حاليا.

أسبوع الموضة في ميلانو يهدف إلى الاستجابة لصعوبة المرحلة التي يواجهها القطاع من خلال الإبداع والواقعية والمرونة
أسبوع الموضة في ميلانو يهدف إلى الاستجابة لصعوبة المرحلة التي يواجهها القطاع من خلال الإبداع والواقعية والمرونة

وقد خصصت الحكومة الإيطالية أكثر من 115.14 مليون دولار (77.04 مليون دولار في عام 2024 و38.52 مليون دولار سنة 2025) لمواجهة أزمة التوظيف في قطاع الأزياء. وهذه المساعدة لا تجنّب بعض المصانع خطر التوقف عن العمل؛ ففي ديسمبر أعلنت ماركة “بالي” السويسرية، التي ستعرض تشكيلتها في ميلانو السبت، عن إغلاق موقع إنتاجها قرب فلورنسا.

وقد اتخذت النقابات أيضا إجراءات لاقتراح حل بديل واستخدام مساعدات الدولة لعدم جعل “بالي” أول ماركة تغلق وتصرف عمالها في توسكانا، ولا تزال المفاوضات جارية.

ورغم الأزمة سيظل الجانب الاحتفالي حاضرا في ميلانو مع نحو 153 حدثا، من بينها 53 عرض أزياء، ستُقام حتى الأحد. ومن بين الفعاليات المهمة عرض أزياء مشترك (للرجال والنساء) يحتفي بالذكرى المئوية لدار “فندي”، بتشكيلة من تصميم المديرة الفنية المؤقتة للدار سيلفيا فينتوريني فندي. كذلك ستحتفل دار “دي سكويرد” الكندية بالذكرى الثلاثين لتأسيسها، ودار “كاي واي” بالذكرى الستين لتأسيسها.

وستعرض الكثير من دور الأزياء تشكيلاتها ضمن أسبوع الموضة، من بينها “برادا” و”جورجيو أرماني” و”فيرساتشي” و”ماكس مارا” و”فيراغامو” و”دولتشي أند غابانا”، بينما ستغيب “بوتيغا فينيتا” عن منصات العرض، مؤجلة إلى سبتمبر العرض الأول بقيادة مديرتها الفنية الجديدة لويز تروتر بعد استقالة ماتيو بلازي للعمل لدى “شانيل”. وسيشارك البعض مساء السبت في حدث في المقر الجديد للدار في ميلانو.

ووفق كارلو كاباسا، رئيس الغرفة الوطنية للأزياء الإيطالية، “أسبوع الموضة في ميلانو هو حدث فريد من نوعه، يتنافس مع باريس ليكون أهم أسبوع أزياء في العالم ودولاب الموازنة للصناعة التي يجب أن نعرف كيفية حمايتها وتقويتها.” وتوافقه أليسيا كابيلو، مستشارة الموضة، وتضيف أنه فرصة عمل تنتج فائدة أساسية للمدينة، وللبلد بشكلٍ عام.

ويرى خبراء الموضة أن ما يمكن تسليط الضوء عليه في أسبوع الموضة في ميلانو لهذا الموسم من شتاء 2025 – 2026، هو أنه مشبع بالذكرى المئوية المهمة لميلاد دار “فندي”، التي صادفت الأربعاء 26 فبراير، والتي احتفلت بها العلامة التجارية بعرض أزياء مختلط ومميّز. بالإضافة إلى ذلك، يسلط الضوء على “دافيد كوما”، وأول عرض أزياء نسائي له في بلمارين، وكذلك على “لورنزو سيفاريني”، كمدير فني جديد لـ”ألبرتا فريتي”.

وستكون “دار أزياء ميرجيلا” من بين العلامات التجارية البارزة التي تعود إلى ساحات الموضة العالمية، عبر أسبوع الموضة في ميلانو، الذي افتتحته “غوتشي” بمجموعة من تصميم فريقها.

ووفقا لكاباسا سيظهر فرانشيسكو مورانو المتأهل لنصف نهائي جائزة “أل في أم إتش 202” لأول مرة على المدرج الخميس، والذي خصصه المحررون الإيطاليون كواحد من العروض التي تجب مشاهدتها.

وكان خبراء الموضة قد توقعوا أن يروا خلال أسبوع الموضة في ميلانو الكثير من قماش الجلد، خاصة في الملابس الخارجية، جنباً إلى جنب مع الكثير من الألوان البنية بعد إعلان البني لون العام. كما كان من المتوقع عودة البوهو ستايل إلى المدرج هذا الموسم، ولكن مع تطور أكثر حدة مما تمت رؤيته في المواسم السابقة. وعندما يتعلق الأمر بالإكسسوارات من المتوقع “أننا سنرى المزيد من الحقائب كبيرة الحجم بالجلد المتعثر، والكثير من الجيوب والمقابض الطويلة للغاية، بينما الأحذية من المتوقع أنها ستكون بساقٍ عالية جدا.”

15