انطلاقة واعدة لموسم ثقافي جديد في الإمارات

الموسم الدراسي العاشر يركز على عدد من المفاهيم والبحوث والدراسات التي من شأنها أن تكسب الملتحقين به معلومات نظرية وافية عن الشعر العربي بشقّيه الفصيح والنبطي.
الجمعة 2018/09/28
في الكتب تتلاقى الحضارات
 

تشهد إمارتا أبوظبي والشارقة من دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الفترة أحداثا ثقافية عديدة، لعل أبرزها انطلاق الموسم الدراسي العاشر الذي تنظمه أكاديمية الشعر بأبوظبي والاستعداد لإطلاق الدورة 37 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بين أكتوبر ونوفمبر القادمين.

أبوظبي- أطلقت “أكاديمية الشعر” في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي الشهر الجاري؛ موسمها الدراسي العاشر الخاص بدراسة الشعر النبطي، وقد استقبل مقر الأكاديمية في أبوظبي الملتحقين بالدراسة لهذا الموسم، بدءا من 10 سبتمبر الجاري.

ويركز هذا الموسم كغيره من المواسم على عدد من المفاهيم والبحوث والدراسات التي من شأنها أن تكسب الملتحقين به معلومات نظرية وافية عن الشعر العربي بشقّيه الفصيح والنبطي، من حيث هو بناء فني ومعرفي يقوم على الأوزان ويلتزم بالقوافي ويرتبط بالموسيقى والصورة الشعرية، وتمكّنهم من الأدوات النقدية الخاصة بالشعر، وتعرّفهم بالثقافة الشعبية وأهميتها، وبآلية جمع وتوثيق الشعر من مصادره على اختلافها، وبأساليب البحث في المراجع والدراسات، وبالنقد الأدبي باعتباره فنا إبداعيا ارتبط بالشعر الذي أبدع فيه العرب على مرّ العصور.

موسم أكاديمية الشعر

إلى جانب الدراسات النظرية التي تقدمها الأكاديمية لطلبتها؛ فإن الموسم يهتم أيضا بالتطبيق العملي الذي سيمكّن الطلبة الموهوبين من كتابة الشعر النبطي حسب الأصول والقواعد السليمة، وذلك بناء على المعلومات النظرية التي ستتم دراستها على مدار شهرين متتاليين، ويمدّهم بالمعلومات التي تساعدهم في ابتكار صور شعرية متميزة، وفي استخدام الكنايات والمحسنات اللفظية والبديعية، كما سيكسبهم المقدرة على الإمساك بمفاتيح النقد الأدبي للشعر بشقيه الفصيح والنبطي، ويمنحهم القدرة على قراءة النصوص الشعرية نقديّا.

ويتناول الموسم العاشر الذي ينتهي في الـ19 من شهر نوفمبر القادم؛ خمس عشرة محاضرة تتضمن عدة محاور أساسية من بينها الشعر الفصيح والشعر النبطي والبحور والأوزان، والنقد، والتدوين والتوثيق، والإعلام الخاص بالثقافة الشعبية، وغيرها من المحاور التي يقدمها محاضرون من الإمارات والخليج العربي والوطن العربي. وقد تمّ إدراج مادة “مدخل إلى الشعر الفصيح” في مقدمة برنامج الأكاديمية لهذا الموسم، وفيها يتم التطرق إلى التسلسل التاريخي للشعر العربي منذ عصر الجاهلية، مرورا بعصر الإسلام، فالعصرين الأموي والعباسي، ثم الشعر خلال القرون الوسطى، وصولا إلى الشعر العربي في العصر الحديث، ما له وما عليه.

معرض الشارقة للكتاب يحرص كل عام على تقديم الجديد والمختلف إلى القارئ العربي فاتحا بوابة واسعة لتلاقي الحضارات
معرض الشارقة للكتاب يحرص كل عام على تقديم الجديد والمختلف إلى القارئ العربي فاتحا بوابة واسعة لتلاقي الحضارات

ويستفيد طلبة الموسم الأكاديمي أيضا من مادة “مدخل إلى الثقافة الشعبية ومفرداتها” التي تعرّف بالشعر النبطي عامة والشعر النبطي في الإمارات من حيث النشأة والخصائص، وبمدى ارتباطه بشعر العربية الفصحى. فيما تتناول مادة “النقد” جماليات الشعر النبطي، وكيفية تحليل القصيدة النبطية فنيا ولغويّا وطرحا موضوعيّا.

وفي مادة “الأوزان وعلم العروض النبطي” يطلع الطلبة على الطريقة السماعية من خلال اللحن، وعلى العروض علما وكتابة وعلى بحور الشعر النبطي، وكيفية معرفة البحر، وذلك عبر مساق “مادة البحور والأوزان”. وفي إطار علم العروض سيتعرف الطلبة على القوافي؛ أنواعِها وآليات ضبطها والعيوب التي تعتورها. أما مادة “الألحان التقليدية” فستمكّن الطلبة من معرفة أسماء تلك الألحان وعلاقتها بالحياة التقليدية لابن البادية، وكذلك علاقتها بالهجن والترحال.

ويحرص الموسم الدراسي الأكاديمي على تزويد الطلبة بحزمة معلومات تتعلق بالبناء الفني للقصيدة النبطية، كما يساعد الطلبة على دخول عالم البحث في الموروث الشعبي، لذا خصّص الموسم الدراسي لأكاديمية الشعر محاضرتين للتعريف بأساليب جمع الشعر وتوثيقه من مصادره الأصلية، الشفاهية منها والمكتوبة. كما يحظى طلبة الموسم بدراسة مادة “الإعلام والشعر النبطي”، من حيث تطور خطابه الثقافي والتحديات التي تواجهه.

اليابان في الشارقة

إضافة إلى الموسم الدراسي لأكاديمية الشعر بأبوظبي تشهد الإمارات خلال الفترة من 31 أكتوبر، حتى 10 نوفمبر المقبلين إقامة الدورة الـ37 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، التي يحتضنها مركز إكسبو الشارقة، وتسهر على تنظيمها هيئة الشارقة للكتاب.

وسعيا إلى إطلاع القراء والمثقفين العرب على كنوز الثقافة والمعرفة التي تحفل بها منطقة شرق آسيا، وتكريما للتجارب الحضارية المتميزة، وقع الاختيار هذا العام على اليابان لتكون ضيفة شرف المعرض، احتفاء بإنجازاتها الحضارية المتميزة التي شكل الكتاب فيها عاملا ومحركا رئيسا في بناء الثقافة وتشكيل الأخلاق الاجتماعية، حيث تمتلك اليابان تاريخا حافلا بالمنجزات والأسماء الأدبية والثقافية الكبيرة على صعيد الرواية والسينما والموسيقى وغيرها، إضافة إلى مكانتها المتميزة في إثراء القطاع الثقافي بالعديد من الأعمال لروائيين يابانيين متميزين ترجمت أعمالهم للغة العربية، أمثال الروائي يوكو ميشيما وكينزو أشيغورو الفائز بجائزة نوبل للآداب، وهاروكي موراكامي وغيرهم من الأسماء الثقافية المبدعة.

تشارك اليابان في المعرض، ضمن جناح خاص يجسد في تصميمه ملامحها الحضارية والثقافية، حيث سيتم تنظيم العديد من الفعاليات والورش، احتفاء باللقب إلى جانب عقد العديد من الندوات والحواريات الأدبية والإبداعية المتنوعة لنخبة من الأدباء والفنانين اليابانيين.

موسم دراسي في أكاديمية الشعر ومعرض دولي للكتاب في الشارقة
موسم دراسي في أكاديمية الشعر ومعرض دولي للكتاب في الشارقة

وأوضح أحمد العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يعتبر حاضنة تجمع الفئات الاجتماعية كافة من شعوب مختلفة مع الحضور المكثف للمنجزات الحضارية، بهدف إثراء الثقافات المختلفة بأفضل ما في كل منها وصياغة ذاكرة مشتركة للشعوب جوهرها الإبداع والمعرفة، لذا يشكل اختيار اليابان ضيفة شرف المعرض إضافة جديدة لمشروعه الحضاري، الذي يتمثل في استعراض التجارب المتميزة للشعوب، وكيف استطاعت عبر إنتاجها الأدبي والفني أن تعزز التناغم في ثقافتها بين الحداثة والأصالة وبين المدنية والأخلاق التاريخية .

وأضاف العامري، أن المعرض يحرص كل عام على تقديم الجديد والمختلف إلى القارئ العربي، تأكيدا على أن المعرفة والإبداع بوابة واسعة لتلاقي الحضارات، وتجاوز كل أشكال الاختلاف وتقريب وجهات النظر خدمة لمشروع الشارقة الحضاري الذي يستند في أساسه، إلى تعزيز المشتركات الإنسانية، وفتح مسارات جديدة لتحقيق السلام والخير والتعايش.

من جانبه، أعرب الدكتور أكيما أوميزاوا قنصل عام اليابان في دبي عن تشرفه باختيار اليابان ضيفة شرف الدورة السابعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، مشيرا إلى أن جناح اليابان سيعرض أمام جمهور المعرض مجموعة من الأعمال المتنوعة، التي تلقي الضوء على الثقافة اليابانية، وتغطي مختلف المجالات بما في ذلك الأدب والمأكولات والطبيعة والتكنولوجيا.

وتحفل الدورة الـ37 من معرض الشارقة الدولي للكتاب ببرنامج ثقافي متكامل، يضم العديد من الندوات الفكرية والأدبية والجلسات الحوارية والنقاشية والأمسيات الشعرية، إضافة إلى حفلات تواقيع الكتب التي تتيح لزوار المعرض فرصة اقتناء أحدث إصدارات الكتّاب العرب.

15