انشقاق داخل قوى التغيير ينذر بانقسام المكون المدني للسلطة في السودان

الخرطوم - أعلن منشقون عن ائتلاف قوى الحرية والتغيير في السودان، السبت، توقيع ميثاق جديد لتوحيد هذه القوى ، في خطوة من شأنها أن تزيد في انقسامات الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية التي تواجه خلافات بين مكوناتها منذ أشهر طويلة.
وتضم القوى المنشقة عدة أحزاب وحركات موقعة على السلام، على رأسها حزب "البعث السوداني" وحركتي "تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي، و"العدالة والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم.
وتوافدت أعداد غفيرة على "قاعة الصداقة" لحضور توقيع الإعلان السياسي للقوى المنشقة عن الحرية والتغيير التي أطلقت على نفسها اسم "مجموعة الإصلاح".
وقال رئيس مسار الشمال محمد سيد أحمد الجاكومي، القيادي بالجبهة الثورية إن "اجتماعا سيُفضي إلى إعلان سياسي بمشاركة عدد من المكونات والأحزاب السياسية".
وأضاف الجاكومي "سنقدم رؤية وطنية للخروج من المأزق عبر مجموعة محددة تنفتح على كل الذين شاركوا في صناعة الثورة"، مشيرا إلى أنهم "لن يغلقوا الباب مثل الآخرين وأي شخص وقع على ميثاق الحرية سيكون معنا".
وأكد الجاكومي أن التحالف الجديد سيرجع إلى منصة التأسيس لقوى الحرية والتغيير لتكوين مؤسسات الحكم الفترة لما تبقى من الانتقالية قائلا "عصابة الثلاثة ليس أمامها فرصة".
ونفى الجاكومي أن يكون هناك أي تنسيق بينهم وبين المكون العسكري للتوقيع على الميثاق لكنه استدرك "اجتمعنا من قبل مع رئيس المجلس السيادي (عبدالفتاح البرهان) وليس لدينا ما نخشاه نجتمع معه في الضوء وليس من وراء ستار"، مضيفا"سنجلس مع العسكر للخروج من المأزق الحالي".
وأثار تسريب خطاب يحمل توقيع مجلس السيادة السوداني يدعو وزارة الخارجية لتوجيه دعوات لرؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإقليمية والدولية المعتمدة لدى السودان لحضور حفل توحيد قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية السبت، جدلا واسعا في السودان.
لكن مجلس السيادة الانتقالي تبرأ من الخطاب، وأوضح أن الخطاب مرسل من حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، يطلب فيه مخاطبة وكيل وزارة الخارجية لتقديم الدعوة للبعثات والمنظمات الإقليمية والدولية لحضور الحفل.
لكن مناوي نفى أي صلة له بالخطاب، وقال في تغريدة على تويتر "تابعت باستغراب خطاب متداول، صادر من مجلس السيادة للبعثات الدبلوماسية لحضور توقيع ميثاق الحرية والتغيير، ثم توضيح المجلس الذي أشار إلى أن الخطاب جاء بطلب مني. دعوة الدبلوماسيين أمر طبيعي وهم مرحّب بهم، لكن أنا لم أطلب من المجلس بتاتاً توجيه أي دعوة للبعثات".
وفي وقت سابق الجمعة، اعتبر الجناح الحاكم بقوى الحرية والتغيير احتفال التوقيع على الميثاق الجديد، الذي ينظمه منشقون عن التحالف، بلا معنى ومحاولة لخلق أزمة دستورية بالبلاد.
ونقل موقع "سودان تربيون"عن الصادق آدم إسماعيل عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير قوله إن الاجتماع من الممكن أن يكون داعما للحركات المسلحة لأنهم غير موقعين على إعلان الحرية والتغيير مثل حركة تمازج. من الممكن أن تكون لديها علاقة بالثورة لكن ليس لها علاقة بالحرية والتغيير".
واعتبر عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أن "الاجتماع هو محاولة لخلق أزمة دستورية لكنها محاولة لن تنجح".
وأقرّ بأن "فعالية قاعة الصداقة تشمل موقعين على إعلان الحرية والتغيير انسلخوا بسبب خلافات لكن هذا لا يعني نهاية التحالف الذي لديه مؤسسات ولوائح".وأشار إلى أن إعلان قوى الحرية والتغيير تحالف معروف ومحدد وقع في الأول من يناير 2019 بمكونات معروفة.
وأضاف إسماعيل أن هذا التحالف نظم الاحتجاجات حتى سقوط الرئيس المعزول عمر البشير وخاض التفاوض مع المجلس العسكري وانبثقت عن هذا التفاوض الوثيقة الدستورية التي حددت المشاركة.
وتابع "في 3 أكتوبر 2020 الحكومة الانتقالية وقعت اتفاقا مع الحركات المسلحة، حدد نسب المشاركة بشكل واضح لذا أرى أن اجتماع السبت بلا قيمة".
وسبق أن واجهت قوى الحرية والتغيير خلافات وانقسامات خلال الأشهر الماضية ما دفع بعض مكوناتها إلى تجميد عضويته، وخروج آخرين رافعين سلاح إسقاط الحكومة، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على أداء الحكومة الانتقالية.
وفي 8 سبتمبر الماضي وقعت قوى الحرية والتغيير ميثاق جديد رفضت أحزاب وحركات في التحالف التوقيع عليه وتغيب المكون العسكري عن حضور المراسم.
وفي سياق متصل، شدد المكون العسكري على "أن لا علاقة له بالخلافات السياسية وليس له أن يتدخل فيها وحديث رئيس السيادة عبدالفتاح البرهان عن اختطاف قوى محدودة للتحالف بلا معنى".
وقال "القوات النظامية لها أطرها ولوائحها التي لا نتدخل فيها وكذلك القوى السياسية لها أطرها ولوائحها ولا يجب على البرهان التدخل فيها".