اندماج الأبناء في العائلة المختلطة مهمة تحتاج إلى الكثير من الوقت

يؤكد خبراء التربية أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم بين 10 و14 عاما يجدون صعوبة في التكيف مع العائلات المختلطة، مشيرين إلى أن اندماج الأبناء في العائلة المختلطة مهمة صعبة تحتاج إلى الكثير من الصبر. ويرى خبراء العلاقات الأسرية أن أحد أبرز الصعوبات عند مزج الأسر هو عدم الحصول على الاحترام، وينصحون بالمطالبة باحترام أفراد الأسرة المختلطة لبعضهم بعضا.
تونس - يعد عامل الوقت من الأمور الأساسية في نجاح العلاقة بين أفراد العائلة المختلطة، خاصة في ما يخص الأبناء، فهم في حاجة إلى التكيف على الوضع الجديد والتعرف بشكل أكبر إلى أبناء الطرف الآخر الذين يشاركونهم الحياة نفسها تحت سقف واحد.
والعائلة المختلطة هي العائلة المتكونة من أم مطلقة ومعها أبناءها وأب مطلق ومعه أبناءه.
وتخشى رحمة البالغة من العمر 30 عاما والمطلقة منذ سنتين ألا تتفق ابنتاها مع ابني زوجها المطلق منذ 3 سنوات حينما يجتمعون في بيت واحد. ورحمة تعد الآن لزواجها الذي سيتم في شهر ديسمبر المقبل.
وقالت رحمة لـ”العرب” إن اندماج الأبناء في العائلة المختلطة مهمة تحتاج لكثير من الوقت، مشيرة إلى أنها ستجابه الكثير من المشاكل خصوصا في ما يتعلق ببنتيها فهما مازالتا على اتصال بوالدهما ولن تتقبلا العيش مع زوج أمهما بسهولة.
الأبناء في حاجة إلى التكيف مع الوضع الجديد والتعرف إلى أبناء الطرف الآخر الذين يشاركونهم الحياة نفسها
وأضافت أنه من جانبها ستسعى لأن تكون أما ثانية لابني زوجها حتى لا ينفرا منها ويسببان لها مشاكل مع زوجها الجديد، ما من شأنه أن ينغص عليهما حياتهما الجديدة.
وصرح الأربعيني رضا عمامو أنه رغم الكثير من المحاولات التي أبداها للتقرب من ابن زوجته، إلا أن ذلك لم يمنع حدوث بعض المشاكل، فهو شخص منضبط منظم على عكس ابن زوجته الذي لا يكترث بالتنظيف وترتيب أغراضه في الغرفة أو مكان اللعب والجلوس.
وقال عمامو لـ”العرب” إنه حاول التغاضي عن ذلك ولكن في مرة لم يستطع ووجه اللوم للطفل ووبخه، مما جعله يبكي ويقول لأمه “ألم تعديني بأنه لن يتدخل في شؤوني ويوجهني؟”.
وأضاف عمامو أنه اعتذر للطفل ولكنه ظل يحس بالذنب فأشارت عليه زوجته بأن يسمح لعلاقته بالابن أن تأخذ وقتها في مسار طبيعي دون عرقلة قيامه بدور الأب مبكرا، مما يربك الطفل ولا يوفر له مناخا مناسبا للتقرب من الزوج.
ويرى خبراء التربية أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم بين 10 و14 عاما يكونون أصعب وقتا في التكيف مع العائلات المختلطة، في حين أن الأطفال دون سن 10 سنوات أكثر قبولا. وعندما يتعلق الأمر بالأطفال من عمر 15 عاما أو أكبر، فقد يكونون أقل اهتماما بمكون العائلة المختلطة بالكامل، قائلين “إنه مثل إضافة عنصر آخر إلى الهاتف المحمول”. وقال أليسون شافر معالج الأسرة والمؤلف الأكثر مبيعا “يجب أن يتكيف النظام بأكمله. إنه يعيد تأسيس من أنا في هذه الصيغة الجديدة من الناس. بغض النظر عن عمر الأطفال، هناك دائما إيجابيات وسلبيات للأسر المختلطة”.
وكما قد تكون هناك صعوبات تأتي مع العائلات المختلطة، تظهر الأبحاث أن هناك جوانب إيجابية للعائلة المخلوطة.
ومن أبرز مساوئ العائلات المختلطة هو عدم الحصول على الاحترام.
ويرى خبراء العلاقات الأسرية أن هذا هو أحد أبرز الصعوبات عند مزج الأسر. ويقول أولئك المطلقون إن اكتساب أطفال أبنائهم الجدد أمر صعب.
وبينما لا يمكنهم أن يجعلوا الجميع يحبون بعضهم البعض، يمكنهم المطالبة باحترام بعضهم البعض، وفق نصائح الخبراء الذين يرون “أنه وقت تعديل للأطفال”.
كما ينصح الخبراء بعدم التحيز عند التنافس بين الإخوة، وهو أمر لا مفر منه حسب رأيهم، وبدلا من ذلك، يجب على الآباء الاستماع إلى ما يجب أن يقوله كل الأطفال، ثم يحاولون الحكم بقدر الإمكان.
كما ينصح علماء النفس بوضع خطة الأبوة والأمومة في الواقع، حيث يأخذ الأب والأم دورا ثانويا غير متخصص في السنة الأولى أو السنتين. “دع الوالد البيولوجي يتعامل مع الانضباط”، يقول شيفر. يمكن أن يساعد ذلك في التكيف مع أنماط الأبوة والأمومة المختلفة في عائلة مختلطة.
في حين أن المنافسة بين الأشقاء موجودة في جميع العائلات، فإن التنافس مع الأشقاء غير البيولوجيين يمكن أن يكون مريرا بشكل خاص
وقد يكون للعائلات المختلطة أطفال أكثر من العائلات النووية وقد يجد طفلان اعتادا على مشاركة حب والدتهما بينهما تشتت انتباهها فجأة وانقسام الوقت بين خمسة أطفال. بالإضافة إلى هذا التقليل من الوقت، قد يشعر الأطفال أن والدهم البيولوجي يجب أن يقضي معهم وقتا أطول من الوقت الذي يقضيه مع الأطفال غير البيولوجيين.
ويستغرق حل هذه المشكلة الشائعة الكثير من الوقت والصبر ولكن يمكن القيام به.
وينصح خبراء العلاقات الأسرية هنا بالمناقشة قبل أن يعيش الجميع تحت سقف واحد من أجل إعداد الأطفال للتغيير، ثم تشجيع الأطفال على التحدث بصراحة عن مشاعرهم، والتعاطف معهم، والاعتراف شفهيا بأن قضاء وقت أقل يجب أن يكون صعبا جدا عليهم.
ويمكن لأحد الوالدين جعل الوقت الذي يقضيه مع الأطفال بجودة أعلى من خلال الانخراط معهم في الأنشطة التي يستمتعون بها، والتواصل معهم أثناء الروتين اليومي.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يتحدث معهم عن يومهم الدراسي في السيارة في طريقهم إلى ممارسة كرة القدم، دون تشغيل الراديو. وفي طريق العودة، يتحدث عن الطريقة التي سارت بها الممارسة، ويعترف شفهيا بجهودهم ويعززها.
ويرى خبراء علم الاجتماع أنه عندما تتشكل الأسرة المختلطة، يمكن أن تزداد المنافسة بين الأطفال وتصبح أكثر تعقيدا. وفي حين أن المنافسة بين الأشقاء موجودة في جميع العائلات، فإن التنافس مع الأشقاء غير البيولوجيين يمكن أن يكون مريرا بشكل خاص.
وللتعامل بشكل استباقي مع هذا الأمر، يجب أن يتوقع الزوجان المزيد من القتال المتكرر. بعد ذلك، بإمكانهم تشجيع الأطفال على التنافس ضد أفضل ما لديهم بدلا من أشقائهم. بالإضافة إلى ذلك، لا يجب مقارنتهم ببعضهم البعض بل من الضروري مدحهم الأطفال وتعزيز اللطف بينهم.