انخفاض الإمدادات الكويتية يربك مصافي آسيا ويقلص أرباحها

سنغافورة - تبحث المصافي الآسيوية عن نفط خام يحل محل الإمدادات الكويتية بعد أن خفضت الدولة صادراتها بنحو الخمس لتغذي مصفاة جديدة ضخمة لديها، مما يؤدي لارتفاع أسعار خامات أخرى بها نسبة عالية من الكبريت، وتقليل هوامش الأرباح على الأرجح.
وقلصت الكويت، العضو في منظمة أوبك، حجم الصادرات بعد تخفيضات السعودية التي دفعت أسعار خام برنت للاقتراب من 90 دولارا للبرميل وتركت مجالا محدودا أمام مصافي آسيا التي تعتمد على الشرق الأوسط في أكثر من ثلثي واردات النفط الخام.
وباتت مصافي التكرير الصينية، التي استثمرت بكثافة في مصانع جديدة مصممة لمعالجة النفط، الذي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، أو النفط الحامض، معرضة بشدة للتأثر بذلك.
ويتوقع جيمس فوربس كبير محللي النفط لدى أف.جي.إي أن تنخفض صادرات الشرق الأوسط من النفط الخام بنحو ثمانية في المئة، أو ما يصل إلى 1.35 مليون برميل يوميا، في النصف الثاني من عام 2023 مقارنة بالنصف الأول.
ويقول خبراء الصناعة إن النفط الروسي الأرخص خفف بعض المعاناة، وحل محل بعض الإمدادات الكويتية خاصة بالنسبة إلى الصين والهند.
لكن معظم عملاء الكويت سيضطرون للدفع مقابل الحصول على نفط بجودة مماثلة من موردين آخرين مثل السعودية والعراق والإمارات أو شراء النفط الحلو باهظ الثمن من مناطق أخرى. ويحتوي النفط الحلو على كبريت بنسبة تقل عن 0.5 في المئة.
وقال جانيف شاه المحلل بشركة ريستاد إنيرجي الاستشارية إن “السعودية والإمارات أكبر المنافسين على سد فجوة الإمداد في الشرق الأوسط بسبب إنتاجهما وتصديرهما لبراميل النفط المتوسط الحامض".
وأضاف لوكالة رويترز إنه “من غير المحتمل أن تقدرا على تلبية الطلب بالكامل".
وبحسب بيانات شركة كبلر لتحليل البيانات، تقلصت شحنات النفط الخام الكويتية بنحو 10 في المئة إلى 1.61 مليون برميل يوميا في الفترة من يناير إلى يوليو الماضيين مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.
وأظهرت البيانات أن الصادرات إلى تايوان والصين والهند تراجعت بأكثر من 17 في المئة خلال الفترة ذاتها، كما انخفضت الصادرات إلى كل من باكستان والفلبين وتايلاند إلى الصفر.
وأوضح سون جيانان المحلل في إنيرجي أسبكتس إن استمرار تخفيضات الإنتاج من الدول الأعضاء بأوبك+، بالإضافة إلى قدرة التكرير الجديدة المصممة لمعالجة الخام الذي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، قد يؤديان إلى شح المعروض حتى نهاية 2024.
وستقلل الكويت صادراتها في النصف الثاني من هذا العام بمقدار يصل إلى 300 ألف برميل يوميا، بانخفاض 18 في المئة عن النصف الأول.
ووفقا لشركات استشارية تضم أف.جي.إي وإنيرجي أسبكتس وريستاد أنيرجي وكوموديتي إنسايتس التابعة لستاندرد آند بورز غلوبال فإن الكويت ستحول إمدادات الخام إلى مصفاة الزور، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 615 ألف برميل يوميا. وبالإضافة إلى ذلك من المقرر أن يبدأ تشغيل مصفاة الدقم، وهي مشروع مشترك بين الكويت وسلطنة عمان تبلغ طاقته الإنتاجية 230 ألف برميل يوميا، بنهاية عام 2023.
ويعتقد خبراء الشركات الاستشارية أن ذلك قد يخفض صادرات الخام الكويتي بمقدار يتراوح بين 100 ألف و200 ألف برميل يوميا في 2024.
وقال مصدر مطلع، لم تذكر رويترز هويته، إن "مؤسسة البترول الكويتية أخطرت المشترين بأن الكميات قد تختلف كل شهر ويمكن خفضها مرة أخرى بمجرد تشغيل مصفاة الزور بكامل طاقتها".
وتأتي ضغوط الإمدادات مع بدء تشغيل طاقة التكرير الصينية الجديدة التي تزيد على مليون برميل يوميا.
◙ صادرات الشرق الأوسط من المتوقع أن تنخفض بمقدار 8 في المئة خلال النصف الثاني من 2023
وقال تاجر نفط صيني "كل المصافي في الصين تقريبا مصممة بشكل رئيسي لمعالجة النفط الخام المتوسط الحامض"، مضيفا أن نقص المعروض من شأنه أن يقلل هوامش أرباح المصافي الصينية التي تعاني بالفعل من انخفاض الطلب على المنتجات.
ومن المتوقع أن يزداد انخفاض الصادرات إلى المشترين الرئيسيين، وهم الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وتايوان، اعتبارا من أكتوبر المقبل.
وسيتم ذلك بمجرد أن تستأنف الكويت الإمدادات إلى مصفاتها نجهي سون، وهي مشروع مشترك مع فيتنام، بعد أعمال صيانة استمرت شهرين وفقا لجدول زمني. وقال كيه.واي لين المتحدث باسم شركة فورموزا التايوانية للبتروكيماويات إن “الشركة قد تعوض الإمدادات الكويتية بأنواع مثل خام البصرة المتوسط العراقي وخام الشاهين القطري وخام عمان"، مضيفا أن "بإمكانها أيضا معالجة الخام الأميركي الخفيف الحلو".
وتأثر القائمون على مصافي التكرير بالفعل بعدما رفعت دول منتجة في الشرق الأوسط أسعار البيع الرسمية للإمدادات بداية من شهر يوليو الماضي إلى سبتمبر المقبل.
ووفقا لتقديرات شركة أف.جي.إي، فقد توقف إنتاج نحو 250 ألف برميل يوميا في آسيا في الشهرين الماضيين دون التخطيط إلى ذلك.
وتشتمل المنشآت التي شهدت توقفا في إنتاج النفط مصفاة بتروناس الماليزية، ومصفاة ديسان التابعة لشركة هيونداي أويل بنك الكورية الجنوبية، وكذلك مصفاة إنيوس في اليابان.