انحسار الدعم الخارجي يترك اليمنيين لمصيرهم بمواجهة كارثة صحية وشيكة

تحذير أممي من تداعيات كارثية على النظام الصحي في اليمن في ظل تفشي وباء الكوليرا واستفحاله وهو ما ينذر بحدوث موجة وباء جديدة.
السبت 2025/05/31
ربما تكون الجرعة الأخيرة

تعز (اليمن)- يتجّه الوضع الصحّي العام في اليمن نحو الدخول في مرحلة بالغة الخطورة في ظلّ الانحسار الواضح للدعم الإنساني الأممي والدولي لليمنيين، وتضاؤل قدرات البلد بسلطتيه الشرعية والحوثية غير المعترف بها دوليا على تقديم الرعاية الصحية اللازمة لسكان المناطق التابعة لكل منهما وتنفيذ برامج الوقاية من الأمراض والأوبئة ووقف زحفها في عدّة مناطق وتصاعد أرقام المصابين بها والمتوفّين بسببها.

وحذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تداعيات كارثية على النظام الصحي في اليمن بسبب النقص الحاد في التمويل، في وقت أعلنت فيه منظمة أطباء بلا حدود عن وقف أنشطتها الطبية بالكامل في كل من مأرب، وأيضا في تعز التي أظهرت أرقام حديثة تسارعا واضحا في انتشار وباء الكوليرا بين سكانها.

وكشف تيسير السامعي مسؤول الإعلام في مكتب الصحة بمحافظة تعز عن تسجيل حوالي تسعين إصابة جديدة وحالتي وفاة في المحافظة خلال الأسبوع الأخير.

ونقلت عنه وسائل إعلام محلية قوله إن حالات الاشتباه بالإصابة بالإسهالات المائية الحادة والكوليرا في تعز بلغت ألفا ومئة حالة منذ بداية العام حتّى موفى شهر مايو.

ووفقا للأرقام التي أوردها المسؤول ذاته فإن حالات الاشتباه بالكوليرا زادت بثماني وثمانين حالة خلال الأسبوع الماضي حيث ارتفعت من ألف واثنتي عشرة حالة مُسجّلة في الحادي والعشرين من مايو الجاري إلى ألف ومئة حالة في الثامن والعشرين من الشهر نفسه.

وأشار السامعي أيضا إلى أن المؤشرات الوبائية تدل على “تفشي الوباء واستفحاله خلال الأسبوعين الأخيرين وهو ما ينذر بحدوث موجة وباء جديدة.”

تيسير السامعي: المؤشرات الوبائية تدل على تفشي الوباء واستفحاله خلال الأسبوعين الأخيرين

ويلتقي كلام المسؤول اليمني مع التحذير من كارثة صحية وشيكة في البلد، والذي ضمّنه صندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان حديث له جاء فيه أنه مع استمرار الصراع وتدهور الأوضاع الاقتصادية، فإن خفض الدعم المالي يهدد بحرمان ملايين اليمنيين من الرعاية الصحية الأساسية التي تعتمد عليها حياتهم.

وأشار الصندوق إلى أن الأزمة الحالية تعرض 6.9 مليون شخص لخطر فقدان الرعاية الصحية الأساسية، وهو ما يتركهم عرضة للأمراض والأوبئة التي يمكن الوقاية منها وعلاجها.

وأضاف أن 2.7 مليون امرأة وفتاة قد يفتقرن إلى خدمات صحة الأمومة الأساسية، بما في ذلك الرعاية قبل الولادة، والمساعدة في الولادة الآمنة، ورعاية ما بعد الولادة. وهذا النقص الحاد سيزيد من معدلات وفيات الأمهات والمواليد في بلد يعاني بالفعل من أحد أعلى المعدلات في المنطقة.

وذكر أن 771 مرفقا صحيا باتت معرضة لخطر الإغلاق الوشيك، ما يعني فقدان نقاط الرعاية الوحيدة للكثير من المجتمعات المحرومة، وتفاقم الضغط على المرافق المتبقية.

وبدأ انحسار مظلة المساندة الإنسانية الدولية والأممية لليمنيين في المجال الصحي يتجسّد على الأرض مع إعلان منظمة أطباء بلا حدود بشكل مفاجئ عن إنهاء أنشطتها الطبية في كلّ من تعز ومأرب، علما أن المحافظة الأخيرة موطن لمئات الآلاف من النازحين الذين هجروا مناطقهم الأصلية على مدى السنوات الماضية فرارا من الحرب وأصبحوا معتمدين بشكل كبير في غذائهم وصحتهم ومعظم شؤونهم على مساعدة مثل تلك المنظمات الأممية والدولية الحكومية والمستقلّة.

وقالت المنظمة في بيان نشرته في حسابها على منصة إكس إنه بعد سنوات من تقديم الرعاية الطبية الحيوية في تعز ومأرب المتأثرتين بالنزاع في اليمن يتم إنهاء تلك الأنشطة هناك وتسليم زمام المسؤولية إلى السلطات المحلية.

 وتشمل التهديدات الحافة باليمنيين جرّاء تراجع الدعم المادي لبلدهم أيضا مجال الغذاء اللصيق بالصحة العامة للسكان، حيث حذّر برنامج الأغذية العالمي في تقرير له حول حالة الأمن الغذائي في اليمن لشهر مايو الجاري من أن نحو 5 ملايين شخص في البلد مهددون بفقدان المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، نتيجة النقص الحاد في التمويلات الإنسانية خلال العام الحالي.

3