"انحراف" يعالج نماذج حقيقية من الانحرافات النفسية والسلوكية

القاهرة – بينما اتجهت أغلب المسلسلات المصرية المشاركة في السباق الرمضاني المقبل نحو المواضيع البوليسية أو الاجتماعية والكوميدية البحتة، يغوص مسلسل “انحراف” في أعماق الانحرافات السلوكية والنفسية للإنسان بكثير من التشويق والغموض.
و”انحراف” من إخراج رؤوف عبدالعزيز وتأليف مصطفى شهيب، وبطولة روجينا، ولوسي، وسيدة المسرح العربي سميحة أيوب، وعبدالعزيز مخيون وأحمد فؤاد سليم ومحمد لطفي ورانيا محمود ياسين ومحمد كيلاني وأحمد صفوت وسما إبراهيم ومحمد مهران وآخرين.
ويشهد المسلسل عودة الفنان المصري محمد محيي لأداء شارات المسلسلات بعد غياب لنحو سبع سنوات، وستكون شارة البداية من أدائه وألحان عمرو مصطفى وكلمات مصطفى ناصر.
☚ المسلسل يعالج قضايا تلامس الأسرة المصرية بواقعية شديدة اعتاد عليها المخرج رؤوف عبدالعزيز
وأخذت أحداث المسلسل عن قصص حقيقية، وتدور في دراما تشويقية مليئة بالغموض حول انحراف عدد من الشخصيات عن الطبيعة البشرية، وتجمعهم الحياة بطبيبة نفسية (روجينا) تقرر تعديل مسار الأحداث ومصير الشخصيات بطريقتها الخاصة والتي تشير إلى أن الطبيب النفسي ليس في معزل عن الإصابة بالأمراض السلوكية.
ويناقش “انحراف” أيضا مجموعة من القضايا التي تلامس الأسرة المصرية بواقعية شديدة اعتاد عليها رؤوف عبدالعزيز، كونه مخرجا مهموما دائما بالقضايا الاجتماعية.
ومثل هذه القصص عادة ما تكون محل اهتمام شديد من قبل المشاهدين الذين اعتادوا على البحث ومشاهدة مسلسلات “السيكو دراما” إن صح التعبير خاصة في الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية الغربية.
وترفع روجينا في المسلسل شعار “المتعة مش في القتل.. المتعة إنك تعذب الي بتقتله”، وتوضح فيديوهات الدعاية للمسلسل أن الأحداث سيحكمها عنصرا التشويق والغموض المصحوبان ببعض الأكشن.
ويبدو أن روجينا بطلة المسلسل تحاول تغيير الأدوار والشخصيات التي تجسدها من عام إلى آخر، حيث اختارت المشاركة في السباق الدرامي الرمضاني بشخصية من الأدوار المركبة الصعبة، وتقول إنها تقدم في مسلسل “انحراف” صورة مختلفة عن صور المرأة التي قدمتها في أعمالها السابقة، لكنها تشدد على أنها لم تحد عن توجهها العام فهي طيلة مشوارها الفني لم تقدم دور المرأة الضعيفة وتفضل في المقابل تقديم أدوار المرأة القوية التي تستطيع افتكاك حقوقها والانتقام ممن يظلمها وتتحمل مسؤولية أفعالها.
ويذكر أن روجينا شاركت في الموسم الرمضاني الماضي من خلال مسلسل “بنت السلطان”، وهو من تأليف أيمن سلامة وإخراج أحمد شفيق، وهو من بطولتها إلى جانب الممثلين باسم سمرة، أحمد مجدي، سوسن بدر، أحمد بدير، ندى موسى، محمد مهران، محمود حجازي، محمود حافظ، نانسي صلاح وحسن أبوالروس.
وتخوض الفنانة الماراثون الرمضاني القادم أيضا بعمل درامي خليجي يعرض على عدد من المحطات الخليجية ويحمل اسم “كيد الحريم”، ويقوم بإخراجه المصري مصطفي فكري.
ورغم أن تخصصه في مجال إدارة التصوير، إلا أن المخرج رؤوف عبدالعزيز استطاع خلال فترة وجيزة أن يحفر اسمه ضمن مخرجين كبار في الدراما المصرية والعربية، ويتميز عن غيره ببصمته الخاصة وأسلوبه المختلف في الإخراج والتصوير، لكونه من المخرجين القلائل الذين يمتلكون القدرة في الجمع بين الموهبتين (الإخراج والتصوير).
وإلى جانب ذلك يعرف عبدالعزيز بأنه من نوعية المخرجين الحريصين على تقديم الفنان بشكل غير تقليدي، وإضفاء عنصري المفاجأة والصدمة للجمهور وهذا ما ظهر جليا في تقديمه لكل النجوم الذين شاركوا معه في مسلسل “الطاووس” الذي عرض العام الماضي، وكان من بطولة جمال سليمان وسهر الصايغ، والذي حقق نجاحا باهرا لكنه في المقابل أثار حفيظة شريحة واسعة لتناوله ثيمة الاغتصاب بكثير من الواقعية والعنف.
ومسلسل “انحراف” هو أول تجربة فردية في الكتابة للدراما التلفزيونية للكاتب والصحافي المصري مصطفى شهيب، المعروف بأسلوبه السّاخر ومزجه بين العربيّة والعاميّة في كتاباته سواء في الأدب أو في المسرح والبرامج والمسلسلات الإذاعية، وله عدّة مؤلفات منها “بلد متعلم عليها”، “الحب ف رغيف”، “رحلتي من الشك..للشك برضه”، “كل الطرق تؤدي لـ60 داهية”.
وسبق أن شارك شهيب في كتابة مسلسل “حكومة شو” وهو من بطولة محمود عزب، وقد تم منع المسلسل من العرض بسبب نقده لكبار رجال الدولة في ذلك الوقت، وتمت إذاعته بعد يناير 2011 على التلفزيون الرسمي، وشارك أيضا في كتابة البرنامج الكوميدي “عرض كبير” تقديم أكرم الشرقاوي وقد أذيع على قناة ‘سي.بي.سي’
عام 2015.