انتهى عصر الهيمنة.. منافسو أمازون ينمون كالفطر

ارتفاع مبيعات المتاجر الإلكترونية التابعة لأمازون خمسة في المئة في الربع الثاني إلى 55.4 مليار دولار، مقارنة بنمو سبعة في المئة في الربع الأول.
الاثنين 2024/08/05
أمازون، اللاعب الأول ولكن ليس الوحيد

لندن - هوى سهم أمازون دوت كوم بأكثر من 12 في المئة قبل عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن أعلن عملاق تجارة التجزئة عبر الإنترنت عن تباطؤ نمو المبيعات في الربع الثاني وقالت الشركة إن المستهلكين يبحثون عن خيارات أرخص للشراء.

وجرى تداول سهم الشركة عند نحو 165 دولارا، وكان من بين أكبر الخاسرين على المؤشر ناسداك. ومن المتوقع أن تخسر أمازون نحو 188 مليار دولار من قيمتها السوقية إذا استمرت الخسائر.

وقال مايكل مورتون المحلل لدى موفيت ناثانسون “يبدو أن اتجاهات الإنفاق الاستهلاكي التي يتعرض لها أقرانها في مجال التجزئة قد أثرت أخيرا على مؤشر الربح والخسارة لشركة أمازون”.

وارتفعت مبيعات المتاجر الإلكترونية التابعة لأمازون خمسة في المئة في الربع الثاني إلى 55.4 مليار دولار، مقارنة بنمو سبعة في المئة في الربع الأول.

واشتدت المنافسة من جانب شركتي تيمو وشي إن في مجال تجارة التجزئة الإلكترونية إذ تبيع الشركتان مجموعة واسعة من السلع بأسعار رخيصة مباشرة من الصين.

مايكل مورتون: اتجاهات الإنفاق أثرت على مؤشر الربح والخسارة للشركة
مايكل مورتون: اتجاهات الإنفاق أثرت على مؤشر الربح والخسارة للشركة

وتخوض الشركات العملاقة والمنصات الرقمية منافسة قوية للفوز بحصة أكبر من السوق واستقطاب المستهلكين. وتبرز هذه المنافسة في جوانب عديدة منها تقديم عروض خصومات لجذب المستهلكين، الذين يسعون إلى العثور على أفضل صفقات متاحة عبر الإنترنت.

وتستثمر الشركات في تطوير تقنيات جديدة وابتكارات لتحسين تجربة التسوق عبر الإنترنت والاستعانة بمنصات الذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي التي باتت تلعب دورا مهما في هذا السياق. وتحاول الشركات تحسين خدمات التوصيل وتقديم تجربة مريحة للمستخدمين من خلال التركيز على السرعة والكفاءة في التوصيل وهما عاملان يلعبان دورا مهما في جذب العملاء.

من جانبهم يسعى المتسوقون إلى العثور على تشكيلة واسعة من المنتجات والعلامات التجارية. وتحاول الشركات تلبية هذه الاحتياجات من خلال توفير تشكيلة متنوعة.

وشهدت الأعوام الأخيرة، خاصة بعد جائحة كورونا والعزلة الاجتماعية التي فرضتها دول العالم، اهتمام المستهلكين بالتسوق من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك. وتطورت وسائل الشراء المباشرة من هذه المنصات، مما يسمح للمستخدمين بشراء المنتجات مباشرة من الإعلانات والمنشورات.

ولجعل التسوق أكثر جاذبية عبر الإنترنت، تستخدم الشركات تقنيات الواقع المعزز والتجربة الافتراضية، حيث يمكن للمستهلكين معاينة المنتجات بشكل أفضل قبل الشراء.

 يتزايد الاهتمام بالمنتجات المستدامة والشركات التي تلتزم بالمسؤولية الاجتماعية. يبحث المستهلكون عن العلامات التجارية التي تهتم بالبيئة والمجتمع. ومع تنامي تطبيقات الذكاء الاصطناعي اتجهت الشركات لاستخدام التحليلات البيانية والذكاء الاصطناعي لفهم سلوك المستهلكين وتحسين تجربتهم، حيث يتم تخصيص العروض والإعلانات بناءً على تفضيلات العملاء.

ويزداد استخدام المساعدين الصوتيين مثل أمازون أليكسا، وغوغل أسيستانت للتسوق والبحث عن المنتجات وشرائها باستخدام الأوامر الصوتية.

8.48

تريليون دولار أميركي حجم تجارة التجزئة المتوقع عبر الإنترنت بحلول عام 2029

ولم يعد التسوق والشراء مقصورا على البلد الذي يعش فيها المتسوق، اليوم بات بوسع المستهلكين الشراء من متاجر عبر الإنترنت في دول أخرى، ويزيد الشحن الدولي والتجارة العابرة للحدود من الخيارات المتاحة للمستخدمين، مع تنامي التجارة اللامركزية والعقود الذكية، واستخدام تقنية البلوكشين لتحسين الأمان والشفافية، وانتشار نموذج الاشتراك في التجارة الإلكترونية، حيث يمكن للمستخدمين الاشتراك في خدمات شهرية للحصول على منتجات محددة، تصلهم في مواعيد ثابتة، وهو ما يسهل على الزبون التحكم بالمخزون لديه دون أن يتحمل أعباء إدارية إضافية.

هذه التطورات التي باتت تشكل جزءًا من ظاهرة مستدامة في مجال التجارة الإلكترونية وساهمت في تحسين تجربة التسوق للمستهلكين، بدأتها شركة أمازون عام 1994 في مدينة بلفيو بولاية واشنطن، حيث اقتصرت بداية على بيع الكتب عبر الإنترنت، ثم توسعت لتشمل بيع البرامج والإلكترونيات وألعاب الفيديو والملابس والأثاث والمزيد.

اليوم، تُعد أمازون أكبر متجر للتجزئة عبر الإنترنت في العالم من حيث إجمالي المبيعات والقيمة السوقية في قطاع تتزايد قيمته يوميا. وهو ما أجبر المتاجر المنتشرة في شوارع المدن الكبرى على الاتجاه لتبني التسويق عبر الإنترنت.

عالميا، بلغ حجم سوق تجارة التجزئة عبر الإنترنت حوالي 3.35 تريليون دولار أميركي عام 2019، ومن المتوقع، وفق المحللين الإستراتيجيين، أن يصل إلى 6.27 تريليون دولار أميركي في نهاية عام 2024، والرقم مرشح للارتفاع ليصل إلى 8.48 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2029. ويعكس هذا النمو تزايد استخدام الإنترنت والهواتف الذكية، حيث يمكن للأشخاص اليوم التسوق عبر الإنترنت بسهولة وراحة. وتشكل هذه الاتجاهات تحولا في كيفية وثقافة التسوق عبر الإنترنت وتجعل التجربة أكثر شمولا وتفاعلا.

عملاق التسوق عبر الإنترنت يواجه اليوم منافسين ينمون كالفطر.. التنافس الذي مسح 12 في المئة من قيمة أسهم الشركة، يصب في مصلحة المستهلكين ويضع بين أيديهم وعلى بعد بضع نقرات خيارات متعددة للاستفادة من الأسعار التنافسية والخدمات المحسنة.

11